وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
مأرب برس – خاص
لقد كان من أهم أهداف وأولويات حكومة الثورة الإيرانية الشيعية الأثنى عشرية التي وصلت إلى حكم إيران في عام 1979 بقيادة آية الله الخميني، هو تصدير أفكار هذه الثورة. ويبدو أن القادة الإيرانيون اقتبسوا ذلك من نظرية " الثورة العالمية الدائمة " في الأدبيات الماركسية.
ولقد نوه الدستور الإيراني بهذا العمل: " فإن جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة لا يتحملان فقط مسئولية حفظ وحراسة الحدود وإنما يتكفلان أيضا بحمل رسالة عقائدية أي الجهاد في سبيل..والنضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في أرجاء العالم".
وقانون الله الذي تقصد ثورة إيران فرضه على العالم هو المذهب الجعفري الأثنى عشري الذي الذي فرضته حكومة الثورة بالقوة والقهر، على الشعب الإيراني بمختلف طوائفه، ومنهم السنة والذين يشكلون تتراوح بين 15- 20% ، في مادة من الدستور، ونصت على ما معناه بأن هذه المادة لا تتغير أبد الدهر.
وبناء على ذلك فإن المقصود بتصدير الثورة ما هو في حقيقته إلا سعي لنشر التشيع، وتعميم العادات والتقاليد الفارسية والمناسبات الرافضية وعقيدة اللطم واللعن في العالم الإسلامي، وهو في نفس الوقت غزو سياسي وثقافي ومد للنفوذ الإيراني لتحقيق الرئاسة الشيعية على كل المسلمين، ولإيجاد قوة شيعية على مستوى عالمي، يكون لها الدور في اتخاذ القرارات أو على الأقل تؤخذ في الحسبان عند اتخاذ القرارات في تلك الدول.
بل ويتعدى ذلك إلى العمل على احتلال الأراضي والسيطرة عليها أيضا من خلال استغلال الواجهة الدينية واستغلال المذهب الشيعي والدفاع عن حقوق معتنقيه للوصول إلى أطماعهم السياسية.
كما يقصد بتصدير الثورة أيضا، دعم الأقليات الرافضية في الدول المجاورة، بالمال والسلاح والعتاد والتدريب والتوجيه بهدف إنشاء شبكات مسلحة منها، تكون بمثابة أذرعة عسكرية لها، ومن ثم تحويل هذه الأقليات إلى طابور إيراني خامس وإلى أداة للاستفزاز ، وبؤرة للتوتر في أعماق المجتمعات السنية، تأخذ قياداتها أوامرها من "الولي الفقيه" أو من يمثله من الأجهزة العسكرية التابعة له في طهران.
علما بأن جل الأذرعة العسكرية والأمنية والمخابراتية في إيران لا تتبع رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة. إنما تتبع الولي الفقيه، والذي بيده أيضا قرار الحرب وقرار السلم، وكل القرارات الجوهرية، وسلطته مطلقة على البلاد والعباد، باعتباره نائب الإمام المعصوم الغائب.
ورئيس الجمهورية في إيران مجرد واجهة، وقد يكون دمية بيد الولي الفقيه. وهذا ينطبق على الرئيس محمود أحمدي نجاد في الوقت الحاضر.
وهناك سبع منظمات عسكرية وأمنية من الرجال والنساء، تتبع الولي الفقيه مباشرة، وتتنافس فيما بينها لتصدير أفكار الثورة الخمينية، وهي مدججة بمختلف أنواع الأسلحة.
وتلك المنظمات هي: فيالق الحرس الثوري، لواء ذو الفقار ( سيف علي )، قوات الباسيج، أنصار حزب الله، حركة الانتقام الإلهي، " جيش ثأر الله " أخاران زينب أي أخوات زينب، إدارة الشرطة والدرك.
وكانت هذه الأخيرة تتبع مكتب خامنئي، ولكن بعد تظاهرات يوليو 1999 قبل " خامنئي" أن تصبح تابعة لوزارة الداخلية. وتتبع الولي الفقيه الإذاعة والتلفزيون ومحاكم رجال الدين والقضاء وغيرها.
إن إيران منذ قيام الثورة الخمينية في عام 1979 ما انفكت تسوق لثورتها ولأفكار أساطين الشيعة بين المثقفين، وما انفكت تبني وتؤسس خلايا عسكرية تابعة لها في الدول المجاورة ونجحت في ذلك بشكل ملحوظ.
فقبل اندلاع ثورة الخميني عام 1979 لم يكن هناك أي حزب شيعي مسلح أو معارض في الدول العربية والإسلامية – باستثناء حركة أمل الشيعية في لبنان والموالية لسوريا حافظ الأسد. بعد الثورة نجد أن الشيعة قد شكلوا أحزابا سياسية معارضة أو على شكل فصائل عسكرية ذات ولاء تام للقيادة الحاكمة في إيران " ولاية الفقيه " .ومنها:
- حزب الله في لبنان التي لا تقل ميزانيته السنوية عن 150مليون دولار سنويا، شكله الحرس الثوري لخدمة مصالح إيران على الأراضي اللبنانية وغير اللبنانية. وقد تضخم هذا الحزب بشكل مخيف في السنوات الأخيرة حتى غدا البعض يصفه بأنه هو القنبلة النووية الحقيقية التي نجحت إيران في صناعتها.
- حزب " وحدات " الشيعي في أفغانستان والذي استطاع أن يمثل الدور الإيراني أفضل تمثيل على الساحة الأفغانية .
- حزبا الدعوة والمجلس الأعلى في العراق والحاكمين حاليا في بغداد نيابة عن إيران، بعد سنوات من الدور المشبوه الذي قاما به في زعزعة أمن الخليج إبان الحرب العراقية الإيرانية وخاصة في الكويت.
- حزب جنود محمد ومنظمة الطلاب الإمامية ومنظمة تطبيق الفقه الجعفري وحركة أمل في باكستان.. كل تلك الأحزاب كان لها الدور الكبير في أغتيال أشهر علماء وقادة السنة في باكستان كالشيخ إحسان إلهي ظهير والشيخ حق نوار جنكوي والشيخ أيثار القاسمي والشيخ صباح الرحمن فاروقي وغيرهم من العلماء.
- الأحزاب الشيعية في كل من السعودية والبحرين والتي حاولت أكثر من مرة الانقلاب على الحكم هناك – خاصة في البحرين - .
وفي المنطقة الشرقية الغنية بالنفط لا تنفك الأحزاب الشيعية تثير المشاكل للنظام السعودي وولاؤهم لإيران إلى حد أنهم باتوا يتحدون السلطات الرسمية فيخرجون للمظاهرات رافعين صور الخميني..كما يقودون معارضة طائفية يغذيها النظام الإيراني لاسيما في شوارع وأرصفة أوروبا وأمريكا.
- جماعة الحوثي بصعدة في اليمن، والتي رفعت لواء التمرد عام 2004، ومنذ ذلك الحين وهي تخوض – مدعومة من قبل خبراء من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني – حرب عصابات ضارية ضد الجيش اليمني وقد أتت الحرب بينهما، المستمرة حينا والمتقطعة أحيانا على الأخضر واليابس.
وفي غير البلدان السابقة يقوم الرافضة أتباع إيران في كل وقت وحين وبدون كلل أو ملل بنفث سمومهم، في المجتمعات الإسلامية الفقيرة، والدعوة إلى بدعهم في أوساطها بشتى الوسائل، ومساومة الناس فيها بقليل من الفتات أو باستخدام بعض المغريات، على تغيير عقائدهم، أو حتى باستدراجهم لزيارة إيران بدعوى الدراسة أو السياحة أو لأي غرض آخر، فيتخذون من ذلك فرصة للاستفراد بهم ومن ثم غسل أدمغتهم وتجريدهم من هويتهم.
وهل أتاك نبأ ما فعله الرافضة ويفعلون في بلاد الشام وفي اندونيسيا وفي آسيا الوسطى وفي السودان وفي شمال أفريقية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء، في ظل غياب – أو بالأحرى تغييب - العلماء والدعاة من أهل السنة.
فالحكومة الإيرانية ترسل الأموال والبعثات ( الثقافية ) إلى بلدان أفريقية مثل غانا ونيجيريا والسنغال وساحل العاج. ونيجيريا بالذات حيث أصبحت الأقلية الشيعية فيها أشد على المسلمين من النصارى، بشهادة مجلة التايم الأمريكية 4/3/1992.
وفي الوقت نفسه تقوم إيران باستقبال الطلاب المسلمين من تايلاند وبورما واندونيسيا والفلبين وتونس وجزر القمر وغيرها.
والنظام الإيراني يولي الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي اهتماما كبيرا، نتيجة لحالة شبه فقدان الهوية التي وصلت إليها شعوب هذه الدول بعد ثمانين عاما من الحكم الشيوعي السوفيتي، ولتواجد كتل مسلمة بين هذه الشعوب ترجع إلى أصول فارسية.
فقام النظام الإيراني بعد استقلال هذه الدول بزرع الكثير من العملاء له في تلك البلدان من خلال نشر ( التشيع ).. وبعث النظام الإيراني بالمئات من المبشرين للمذهب الشيعي إلى الجمهوريات الإسلامية باسم ( مدرسين )، كما أقيمت في كل من طهران ومشهد وقم وتبريز ( مراكز تدريب ) لتدريب كوادر من أبناء تلك الجمهوريات ثم إعادتهم إلى بلادهم بعد تغيير دينهم. ليكونوا طلائع لنفوذها ورأس حربة لمخططاتها.
وفي بلاد الشام وخصوصا في سورية ولبنان تجد باب التشيع مفتوحا على مصراعيه ومنظمات الرافضة ومؤسساتهم وهيئاتهم المدعومة إيرانيا تعمل ليل نهار.
وفي دول الخليج صدرت التوجيهات والتعليمات للأقليات الشيعية – في أواخر التسعينيات من القرن الماضي أي أثناء وصول خاتمي الموصوف بالاعتدال إلى رئاسة إيران - أن تتعايش مع السلطات وأن تأخذ عن طريق الحوار ما لم تستطع أخذه بالمظاهرات والإضرابات وحالات الشغب. ولم يكن هذا سوى تغيير في التكتيكات دون المساس بالجوهر، أما وصف خاتمي بالاعتدال فهو أكذوبة، فلا يوجد في إيران معتدلون فالكل يؤمن بإيران قوية تقود مسلمي العالم.
وما زالت جهود إيران مستمرة في هذا المضمار. بل هناك أحاديث تشير إلى تطوير إيران لإستراتيجية جديدة لتصدير الثورة يكون لحزب الله دورا محوريا فيها، نظرا لكثرة المنخدعين والمنبهرين بهذا الحزب، لا سيما بعد انتصاره ( الإلهي ) على الكيان الصهيوني في تموز 2006 . فإيران تريد تشييع أكبر قدر ممكن من المسلمين في كل دولة، لو استطاعت، سواء بالترهيب أو بالترغيب، لإشعال نيران الفتن بين المسلمين في كل مكان.
فهي تقوم بتعبئة قلوب هؤلاء المتشيعين بالحقد الأسود ضد إخوانهم الذين يتشبثون بعقيدتهم الصحيحة ويعضون عليها بالنواجذ، وتحريضهم عليهم، بل وحتى سفك دمائهم وهتك أعراضهم وسلب أموالهم، والرقص على أشلائهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، للتنفيس عن مظلومية تاريخية قديمة، والثأر لأحداث تاريخية منها ما قد مر عليه ألف وأربعمائة عام، وهو ما رأيناه في العراق طوال السنوات الماضية وفي بيروت الغربية في أيار 2008 . ومنها جديدة مستحدثة.
وكل ذلك وغيره اتهامات ساقطة ودعاوى مكذوبة ، لا أساس لها من الصحة فما أنصف الشيعة أحد مثلما فعل السنة والتاريخ يشهد بأن أهل السنة لم يكونوا في مواقفهم من الشيعة حاقدين أو موتورين، والسنة لا يطلقون القول بكفر الشيعة وردتهم ولكنهم هم الذين يعتقدون بكفر السنة وبأنهم من النواصب. وهم من طبيعتهم الغدر وجرائم الباطنيين وغدرهم في تاريخنا القديم والحديث أشهر من أن تذكر خصوصا إذا تعلق الأمر بأهل السنة. وابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي هو أحد الأسباب التي ينقم من أجلها أغلب الشيعة على أهل السنة ويقول الشيعة أن علي أحرقه بالنار لأنه لم يتب وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وأول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم.
وكان الإيرانيون وهم في قمة نشوتهم أثناء عنفوان ثورتهم، يتحدثون عن فتح مكة والمدينة على اعتبار أن تحرير القدس يمر عبرهما، كما كانوا ينادون بكل وقاحة وخسة، بتدويل الحرمين الشريفين وتحريرهما من الاحتلال الوهابي.
وقد صرح الخميني بسفك دماء النواصب وقتل أبنائهم واستحياء نسائهم وسلب أموالهم ومحو مكة والمدينة من الوجود لأنهما صارتا معقلا للوهابيين ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة. وهذا كله من جهة.
ومن جهة ثانية تعبئة أولئك المتشيعين ضد الرموز الأطهار من خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين. والراسخ في عقول الشيعة جميعا صغيرهم وكبيرهم وعالمهم وجاهلهم وذكرهم وأنثاهم أن الصحابة ظلموا أهل البيت وسفكوا دماءهم واستباحوا حرماتهم ولذلك فإن الرافضة يتبرؤون منهم ويطعنون في إسلامهم، ولا يستثنون من ذلك إلا القليل منهم. رغم أنهم أتقى الناس وأفضلهم وأكثرهم طاعة لله ورغم جهادهم ومكانتهم في الإسلام.
يقول ابن مسعود: إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وأبتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيء". ( البداية والنهاية ). وإذا جعلنا هؤلاء عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول خير الناس قرني ثم الذين يلونهم مرتين أو ثلاثا ثم يفشو الكذب.. فجعل الخيرة وهي العدالة مختصة بالقرن الأول والذي يليه.
والرافضة ما ينفكون عن الكتابة وتشويه التاريخ الإسلامي. فهم – على سبيل المثال – يعتبرون القرامطة ( ثوارا ) رغم كونهم لا يؤمنون بدين ولا يعتقدون بنبوة ولا يحرمون ما حرم الله، ورغم تاريخهم الأسود في المنطقة بينما هم في الوقت نفسه، يعتبرون العباسيين أعداء لأن الدولة العباسية دولة سنية. ويشبه الخميني الدولة الأموية التي قدمت للأمة الشيء الكثير ونشرت الإسلام في أرجاء المعمورة بأنها أشد من إسرائيل العنصرية، جاء ذلك في خطابه الذي ألقاه عام 1383هـ، والذي قال فيه: وليعلم السادة الخطباء والمبلغون بأن الخطر الذي أحدق اليوم بالإسلام – يقصد خطر الكيان الصهيوني - لا يقل عن خطر بني أمية.
ويصف الخميني الخليفة هارون الرشيد بالجهل، ثم يعمم ذلك على بقية خلفاء المسلمين جميعا السابقين واللاحقين، ولم يستثني منهم أحدا، فيقول: وهاهو التاريخ يحدثنا عن جهال حكموا الناس بلا جدارة ولا لياقة.. هارون الرشيد، أية ثقافة حازها، وكذلك من قبله ومن بعده. وهو يترضى عن علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي ومؤيد الدين ابن العلقمي، ويعتبر ما قاموا به ( من خيانات للسنة – نحن نعتبرها كذلك) من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام.