حراك الدم والتخريب
بقلم/ جمال حُميد
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 10 أيام
الثلاثاء 14 يوليو-تموز 2009 08:52 م

إن ما يحدث في بعض المناطق الجنوبية ليدعو للأسف على العقليات والتفكير الذي آل إليه تلك العناصر الخارجة عن القانون والتي أصبحت تستهدف الأبرياء والمواطنين وتقتلهم بدم بارد لتذكرنا بالإحداث المؤسفة إبان الحكم الشمولي بعد أن عاثوا في الممتلكات الخاصة والعامة وقطع للطرقات وتخريبها.

إن من يدعون إلى الحراك السلمي فيقتلون الأبرياء ويقطعون الطرقات ويعبثون بالممتلكات الخاصة والعامة إنما هم شرذمة تحتاج لموقف رادع وصريح من قبل الدولة.

يدعون للسلم وهم بعيدون عنه كل البعد ويستغلون المناخ الديمقراطي داخل اليمن ويقتلون ويشردون ويعتدون دون تميز متناسين إن من يعتدون عليهم هم أبناء اليمن وإخوانهم من اليمنيين ولا يجوز قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .

استغلوا الديمقراطية وأقاموا حراك الدم والتخريب لاستهداف الأبرياء تحت لافتة الحراك السلمي فإذا كان حراكهم يتم التعبير عنه بهكذا طرق فأي سلم يدعون إليه وأية مطالب يطالبون بها عبر أفعال لا علاقة لها بديننا الإسلامي الحنيف ولا بأخلاق أبناء اليمن المعروفين عبر مر العصور بكرمهم وحفظهم لدماء أخوانهم والذود عنهم في حالة الشدائد.

حراك الدم هذا هو عبارة عن خطة واضحة للعودة بالزمن للخلف لزمن الصراعات والاقتتال والتصفيات الجسدية ، لزمن التشطير والتخويف الذي قضت عليه الوحدة اليمنية في عام 1990م وأبناء اليمن الشرفاء في مواجهة من أرادوا العودة للخلف في صيف 94 م .

نعم الوحدة جاءت لتمحو كل مآسي التشطير مآسي الانشقاق والصراع السلطوي والحزبي وليعم الأمان في ربوع السعيدة ولينعم أبناء اليمن كافة بالتنقل من محافظة لأخرى دون خوف.

إن ما حدث في منطقة حبيل جبر بمحافظة لحج من عمل إجرامي جبان قامت به عناصر خارجة عن النظام والقانون وارتكبت جريمتها النكراء كامتداد لما تقوم به تلك العناصر من الترويج للعنف وتعميق لثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وتهديد السلم والأمن الاجتماعي وقتلت ثلاثة مواطنين أبرياء كانوا متجهين لمنطقتهم .

إن الجبين ليندى لهذه الجريمة التي تجردت منها كل القيم الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاقية وظهور مؤشر خطير على تمادي العناصر الخارجة عن القانون وتطاولها على القانون وافتعالها الجرائم والأعمال التخريبية التي يقوم بها عناصر يريدون العودة بنا للخلف والمساس بوحدتنا وبأمننا وسكينتنا العامة.

إن مثل هذه الأعمال تتطلب من جميع أبناء الوطن الشرفاء الاستشعار بالمسئولية والعمل إلى جانب السلطة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق مواطنين يمنيين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم مروا من منطقه تواجد فيها بعض ضعفاء النفوس والدين وتجردت منهم كل القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية.

إن من يدعون للحراك السلمي ويرتكبون هذه المجازر لهو دليل واضح على تحويلهم حراكهم إلى حراك دموي وتخريبي يعصف بأبناء الوطن الواحد ويعمق من ثقافة الحقد والفتنة والكراهية.

أخيرا

يجب علي جميع المواطنين الشرفاء العمل مع السلطات الأمنية للبحث عن مرتكبي الجريمة الشنعاء وتقديمهم للمحاكمة السريعة وتطبيق الدستور والقانون فيهم .

كما هي أيضا دعوة لنبذ هؤلاء الخوارج والحاقدون ممن يريدون بأعمالهم التخريبية الجبانة المساس بالأمن والسكينة العامة وبالوحدة الوطنية.

Gammalko@hotmail.com