هل اتضحت لكم الراية يا سلفيو مركز دماج أم لا؟
بقلم/ طلال أحمد باديان
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 20 يوماً
الجمعة 04 سبتمبر-أيلول 2009 12:02 ص

لفت انتباهي استفسارٌ قرأته في إحدى المنتديات على الشبكة العنكبوتية؛ ألا وهو: هل مازال مركز دماج سلفياً أم قد تحول إلى حسينية!.

كنا من قبل نسمع ونقرأ كلمات مدوية تصدر من دار الحديث بدماج وخاصة على لسان رئيسه الشيخ/ يحيى الحجوري ـ خليفة الشيخ مقبل الوادعي في مركز دماج ـ الذي يلقبه أتباعه بالناصح الأمين، فتارة يتهم عبد الرحمن العدني بالفجور ، وتارة يفسّق أبا الحسن المأربي ، وتارة نسمع منه كلمات فاحشة في حق الشيخ/ أحمد المعلم وجمعيته ، وتارة نسمع عبارات تقدح في عالم أو داعية لاتليق بحملة الرسالة ولا بأهل الحديث والاثر...

وما إن حدثت فتنة صعدة، واندلعت الحرب الأولى في عام 2004م، وخرجت الجماعة الحوثية الزيدية الجارودية ـ التي انتهى بها الأمر إلى الترفض ـ على الجماعة وادعائهم الوصية على الناس، وأنهم أحق بالإمامة؛ لم نسمع أونقرأ التبيين الواضح الجليّ لعقيدة السلف الصالح في أولئك القوم، ولم نرَ مساندتكم لرجال الأمن في جهادهم وتضحياتهم الكبيرة، أوليسَ كنتم من قبل تقولون لاجهاد إلا بإذن ولى الأمر وتحت راية واضحة، فهل اتضحت لكم الراية أم لا؟ أم أنكم تعتقدون أنها فتنة وتنأون بأنصاركم عنها ، وتستشهدون باعتزال عبد الله بن عمر رضى الله عنه الفتنة من قبل! أم أن مركز ضحيان في صعدة ـ يطلق عليه البعض النجف الأشرف ، أو مدينة قم ـ أثمرت دعوتة واستمال قلوب العامة فسمعت العامة لهم ونكفوا عنكم ! أم أن وراء الأكمة ما وراءها!

فالسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الحرب، حرب حق أم هي حرب باطل؟ وهل هي نصرة لأهل السنة والصحابة الأبرار أم غير ذلك؟ فإذا قلتم أنها حرب حق ونصرة لأهل السنة والصحابة فأين موقفكم منها، وأين موقعكم من الإعراب فيها! أم أنه كما قال القائل: أسدٌ على َّ وفي الحروب نعامة!.

إن للحركة الحوثية أبعاد لعل بعضها خفي عنكم، فالحركة ليست طائفة من طوائف أهل السنة خالفت الصواب في مسألة من المسائل التي يسوغ فيها الاختلاف ، أو أن لها نظرة سياسية خالفت وجهة نظركم ، فالأبعاد مسارها ليسَ سياسي كما يزعم بعض الكتاب، بل هي عكس ذلك تماماً، فقد اتسمت بالبعد الأيدلوجي المذهبي، فهي تبدأ بتصدير الثورة الخمينية الصفوية الفارسية إلى الجزيرة العربية والشام وأرض الكنانة...، وتنتهي بظهور مهديهم المنتظر وقتل العرب عن بكرة أبيهم، جاء في بحار الأنوار الرواية ـ المزعومة ـ لأبي عبد الله عليه السلام قال: ( مابقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى حلقه) فلماذا العرب؟! ومتى يشرق نورك أيها المنتظر؟!.

كانت تصريحات بدر الدين الحوثي على الملأ تفضح نواياهم المستورة تحت غطاء المبدأ السلمي الذي كانو ينتهجونه والاكتفاء بالدعوة والتأثير بالشارع اليمني وإقامة الجمعيات والتظاهرات السلمية.

حيث يُذكر لبدر الدين الحوثي وذلك بعد مكثه في إيران قوله :( أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم ـ أي الصحابة رضوان الله عليهم ـ لكونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، بل قبل أيام سمعت يحيى الحوثي ـ مسؤل المكتب السياسي للحركة ـ في إحدى الفضائيات يقول نحواً من الكلام السابق.

في تاريخ 26/8/2009م ذكرت وكالات الأنباء أن مجموعة من الحوثيين هاجمت السلفيين في عقر دارهم على بعد مائة متر فقط من دار الحديث في دماج، فماذا تنتظرون ياسلفيو دماج ومن حولها؟ أتنتظرون أن يقترب الرافضة منكم أكثر من مائة متر! فتكونون أسرى بين أيديهم، كما أسرت من قبل عدداً من المواطنين الأبرياء من مزارعهم مع أطفالهم، وزجت بالأولاد في ساحات القتال وأجبرتهم على القتال في صفوفها تحت التهديد بإلحاق الأذى بأسرهم وتفجير منازلهم.

أفلا تعوا خطورة أولئك القوم، أفلا تخرجون من أربطتكم وتزكون علمكم وتجودون بدمائكم نصرة لأهل السنة ودفاعا عن الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، أفلا تقومون قومة رجل واحد مثنى وثلاث ورباع لكسر شوكة الرافضة وإقامة دين الله الحق.

فإذا كانت كثير من المقالات أعدت لتجيب على أسئلتك أخي القارئ ، فإن هذه المقالة قد أعدت لتتركك أمام تساؤلات عديدة!!

*يمني مقيم في دولة الكويت

talalbadyan@hotmail.com