الإخوان المسلمين..بعد تعاطفهم مع خونة الحوثيين ؟!!
بقلم/ د. إبراهيم بن عبدالله المطلق
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 28 يوماً
السبت 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 03:59 م

بعد البيان الذي صدر من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر تجاه قضية الحوثيين ودعوة التنظيم لوقف قتالهم ومنعهم من التسلل للعبث بأمن هذا الوطن ومقدساته ومقدراته ودعوة بعض فروع التنظيم لمحاورتهم هب العديد من مثقفينا وكتابنا بنقد بيان التنظيم ونقد الجماعة فمن كتابنا من صنفهم بالطابور الخامس ومنهم من فضح علاقتهم بإيران وتعاطفهم معها ومنهم من استعرض ملف التنظيم مكتفياً بالجماعة الأم في مصر فقط ومنهم من أحسن الظن ببعض فروع التنظيم في البلدان العربية الأخرى.

وليعذرني القراء الكرام إن قلت: إن غالب من نقد تنظيم الإخوان المسلمين ثقافته في التنظيم محدودة للغاية، حيث لاحظنا أن نقدنا مرحلي زمني مؤقت بينما التنظيم عمره أربعون سنة أو تزيد ولم يسطر له التاريخ حسنة واحدة في حماية ومناصرة أنظمتنا العربية القائمة ومنذ تأسيسه وهو يعمل وفقط خططاً استراتيجية بعيدة المدى فاسمه التنظيم السري فهو إذاً يسير في مخطط سري يصنع في لقاءات سرية للغاية وفي اجتماعات خاصة للغاية وفي دهاليز ومواقع سرية للغاية منذ تأسيسه إلى اليوم واقرأوا كيف كانت تحصل الاجتماعات وأين في بداية التأسيس.

وهو تنظيم عالمي وليس محلياً يعني فكرته تصدير الفكر للعالم أجمع وليس للعالم العربي والإسلامي فحسب وهنا سؤال سريع هل نجح التنظيم في تصدير فكره للعالم؟!!

مؤسسة الإسناء مثلاً في شمال أمريكا أحد فروع التنظيم السري الحركي للإخوان المسلمين وهو ليس سراً فهي تعترف بذلك وتفخر به من أقوى فروع التنظيم في احتواء مسلمي العالم في أمريكا سواء كانوا مهاجرين أو طلاب بعثات دراسية، والتركيز على مبتعثي الخليج العربي للاستفادة من العالم العربي في الدعم والأفكار والعقول، وقد حصل فعدد من كبار مسئولي بعض مؤسساتنا في الخليج العربي رسمية كانت أو غير رسمية هو ممن اجتاز العديد من الدورات في تلكم المؤسسة، وربما حصل على بعض الأوسمة والدروع والشهادات.

التنظيم السري في بعض مجتمعاتنا الخليجية تجاوز عمره الأربعين عاماً يعني سن الرشد حتى أنك تنظر إلى بعض كبار قيادييه وقد كسا الشيب عوارضهم بعد أن ألجم لحاهم البياض، ومن أهم أسباب بلوغهم هذا السن دون ما مواقف سلبية تجاههم من بعض الأنظمة الرسمية اعتمادهم الكبير للغاية على السرية في اختيار الأعضاء والسرية في الاجتماعات والسرية في صنع القرارات والقدرة على الإقناع بالقرارات حتى فوجئت بعض مجتمعاتنا باختراقهم لأهم مؤسسات الدولة الرسمية تعليمية كانت أو قضائية أو دعوية أو إعلامية، وحتى صدق فيهم قول بعض كبار صناع القرارات «إنهم دولة داخل دولة»!!!

ما دفعني للإدلاء بدلوي في هذا الشأن مع أنني كنت عازماً على أن أعرض صفحاً عن الإخوان المسلمين جملة وتفصيلاً، وهنا وفي كل مكان لأنه كل ما كتب وحذر منه لم يتجاوز كونه حبراً على ورق وليس مستغرباً فتنظيم بهذه الخطورة لا يستغرب منه أن يستطيع قلب الحقائق والتلبيس على الصغير والكبير والكذب والبهت.

أتساءل لما نحن كالنعامة نغطي رؤوسنا في كثيب من الرمل ظناً منا أننا بذلك نختبئ من الخصم فلا يرانا؟

وأتساءل أيضاً لماذا كتّابنا ينتقدون تنظيم الإخوان المسلمين في مصر؟ وعلى استحياء ويتركون بقية فروع التنظيم؟ هل هو جهل في فكر هذا التنظيم وضعف ثقافة تجاهه وجهل باستراتيجياته ومخططاته العالمية؟ أم أن بعضاً منهم قد استطاع التنظيم احتواءه، بل ربما ساهم في تمكينه من مؤسسة إعلامية كبيرة لتكون مهمته خدمة أفكارهم والتعاون معهم بنية أو بحسن نية الله أعلم؟

بل اؤكد أن بعضاً ممن كتبوا ونقدوا إخوان مصر ومن خلال سيرهم الذاتية والعملية معروفون بتعاطفهم الكبير مع التنظيم وولعهم وربما بعضهم ضمن الجناح الإعلامي للتنظيم كتبوا من باب وجوب السمع والطاعة لبعض كبار منظري الفكر، ومنهم صلاح الصاوي في تأكيده بضرورة وجود فئة تنقد الفكر علناً للتلبيس ودس السم في العسل وخداع الآخرين.

في عدد من بلداننا العربية يوجد مكاتب رسمية لتنظيم الإخوان المسلمين قد رخصت من الجهات الرسمية ومن النظام الحاكم، وفي تصوري الخاص ان مثل هذا الاجراء يكشف للنظام الرسمي كل شيء فيما يتعلق بهذا المكتب فينكشف للنظام الرسمي أسماء جميع اعضاء هذا المكتب، وربما يتمكن الرسمي من اختراقهم بإدخال أعضاء ينتمون للجهات الأمنية، وبذلك أو كذلك يتمكن النظام من الاطلاع على قراراتهم وأسرار اجتماعاتهم وأنشطتهم كاملة، وهذا كله في نظري من مصلحة النظام لأن الخطر كل الخطر يكمن في العمل السري، وهو ما عانت منه وتعاني بعض مجتمعاتنا الخليجية إذ ان بعضهم رفض فكرة الإذن لهم بالعمل العلني ورفض منحهم تراخيص لمكاتبهم وهم يشكلون في مجتمعه خطراً داهماً يتجاوز خطر الجماعة الأم في مصر وفروعها في باقي الدول العربية المعلنة والمرخصة رسمياً من تلكم الأنظمة.

الإخوان المسلمين في الدول التي أذنت لها بالعمل العلني بعض قيادييهم يقبعون في السجون بعد كشف بعض مخططاتهم الخطيرة على أمن الدولة وبالاتجاه المعاكس قيادات الإخوان المسلمين في عدد من مجتمعنا الخليجي يساهمون بحكم مناصبهم ومواقعهم مساهمة فعالة في صنع القرار الذي ظاهره الخير وباطنه المكر والخديعة ودس السم في العسل واستغلال المواقع لخدمة التنظيم ذاته.

لا أعلم سراً في ذلك سوى ازدواجية بعض من كبار صناع القرارات في خليجنا العربي المسالم طاهر القلب حسن النية في التعامل مع هؤلاء القيادات فمن صنّاع القرارات من يقربهم ويستشيرهم ويثق بآرائهم وأفكارهم ويستثمرهم لأهداف خاصة وهذا ليس سراً يجب كتمانه فهو ظاهر ومكشوف كالشمس في رابعة النهار مما أدى إلى ضعف دور الناصحين المخلصين الصادقين وإصابتهم بالوهن واليأس والاحباط جراء الخذلان ممن يرجى منه المناصرة والمؤازرة.

سؤال عارض ومهم هل يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟!!

اؤكد أننا في خليجنا لدغنا مراراً فموقف الإخوان المسلمين في مصر وفي غيره من دولنا تجاه قضية تحرير الكويت كان حاقداً وعدائياً ومازلت أتذكر أن بعض كبرى مؤسسات العمل الدعوي في خليجنا تبنت في تلك الأزمة مؤتمراً كبيراً في عاصمة عربية رعاه كبار قيادات التنظيم العالمي لمزيد من التأليب على حكوماتنا وأنظمتنا الرسمية في الخليج بمبررات ظالمة وفقه جائر، ومع ذلك مازالت هذه المؤسسة مدعومة ومحمية مع مجاهرتها بالإثم والعدوان وتسريبها علناً وسراً لأفكار تنظيم الإخوان، بل تنظيم القاعدة الجهادي، ونحن كما اسلفت كالنعامة نغطي الرؤوس ونحسن الظن ونغض الطرف ونجامل وعلى حساب الحفاظ على أمن أنظمتنا وأمن وطننا وأمن مؤسساتنا وأمن مقدساتنا وأمن أفكارنا، فنحن اليوم بحاجة إلى أمن فكري يبدأ بفتح ملفات التنظيم السري للإخوان المسلمين في عالمنا الخليجي، وإعادة قراءة هذه الملفات بعقول بالغة في الفطنة والذكاء والكياسة، وهنا سوف نكتشف أخطر تنظيم يعمل على العبث بأمننا ومقدراتنا بسرية تامة جداً، ولا أدل على ذلك من جهود وزارة الداخلية مشكورة في كشف الخلايا تلو الخلايا الفكرية الخطيرة وآخرها خلية «٤٤»، مما يؤكد وجود خلايا أخرى في طريقها بإذن الله تعالى للسقوط وبفضل جهود أسود الأمن في وطننا العزيز وعلى رأسهم سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وسمو مساعده للشئون الأمنية الأمير محمد بن نايف - حفظهم الله - وأعانهم ورجالهم البواسل الأوفياء المخلصين.

لا يوجد في مجتمعنا من يقول بلسان الصراحة إنه ينتمي للإخوان المسلمين، أو له عضوية رسمية معهم هذا الظاهر والسبب الخوف من النظام الرسمي الذي يحرم الانتماء للجماعات الأخرى، ويعتبر ذلك نوعاً من الخروج على ولي الأمر وخلع البيعة، وهو منطلق شرعي ولكننا أكثر المجتمعات إما انتماء للتنظيم سرياً أو تعاطفاً معه ومع أفكاره وتوجيهاته وبياناته، ومن الأدلة الواضحة اغفال العديد من دعاتنا وخطبائنا وتربويينا وإعلاميينا نقد تنظيم القاعدة بقياداته، وكشف أسمائهم ومعتقداتهم وأفكارهم المنحرفة، والاقتصار في النقد على الفئة الضالة فقط مع أن هذه الفئة صنع معسكرات الفاروق وتحت إشراف مباشر من أسامة والظواهري بتلقين أبنائنا التكفير وتدريبهم على صنع واستخدام السلاح في العمل التفجيري الآثم في أوطاننا فقط؟ فتنة الحوثيين كشفت المستور بالنسبة لهؤلاء المتعاطفين، فالقنوات الشهيرة والتي تفانت في دعم غزة «إخوانية النظام إيرانية العاطفة» وقت الهجوم الإسرائيلي عليها بكل أنواع الدعم نراها صامتة تماماً تجاه العدوان الحوثي الآثم على وطننا العزيز، صامتة بمشاهيرها فلا شجب ولا استنكار إلا من القلة القليلة، وعلى استحياء بالغ فما السر يا ترى؟ وقس على ذلك أئمة القنوات مع صدور فتاوى من المرجعية العلمية بذلك تلكم الفتاوى التي كانوا يعلنونها وينقلها بعضهم بأسرع وسيلة ووقت ويحتجون بها في القنوات لغزة وغيرها فلم طاروا بها في تلك الأزمة وردوها في هذه الأزمة أيضاً ما السر؟ ان لم يمكن تحكيم الهوى من أجل خدمة التنظيم والمنهج فلست ذي بصيرة.

اؤكد وحرصاً على سلامة أنظمتنا الخليجية على ضرورة إعادة النظر في فروع التنظيم السري العالمي للإخوان المسلمين، ومعرفة أعضاء هذه الفروع السريين والاطلاع على أسرار تنظيمهم ومخططاتهم وأفكارهم وأهدافهم وفق ما يراه النظام الرسمي الحاكم، واؤكد أن هذا الإجراء سوف يساهم في كشف العديد من الخلايا الخطيرة فكرياً والتي مازالت تعتمد السرية التامة جداً لخدمة التنظيم الثوري، ولتعميق معتقد تكفير الحكومات والدعوة إلى تبني الثورة على الأنظمة السائدة لقيام خلافة راشدة منتظرة وعلى غرار مهدي القوم المنتظر خروجه من غار سامراء.

والله المسئول أن يحفظ لنا ديننا وأمننا ومقدساتنا وولاتنا ومقدراتنا وشبابنا وفتياتنا من كل فكر ضال منحرف جائر.

والله من وراء القصد..