نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
ما إن هدأت طبول الحرب السادسة في محافظة صعدة بين الجيش اليمني والحوثيين, حتى عاد الحديث مجددا عن تجددها في نسخة جديدة تحمل الطبعة السابعة, جراء الأخبار الآتية من شمال الشمال, والمتحدثة عن خرق هنا, وانفجار لغم هناك, عوضا عن اتهامات متبادلة يجيد كل طرف حبكها بالطريقة التي يريدها, دفعا بالأوضاع إلى ما يشبه الحنين في تجدد الحروب.
وكأن هذا الوطن لم تكفه ستة حروب حتى الآن, بل لم يكتف طرفا الصراع, أحدهما دولة والآخر جماعة, بأنهار الدماء التي سالت, وكلها دماء يمنية يعز على كل إنسان يمني أن يرى تطاير الأرواح وسقوط الجماجم وذهاب الأنفس البريئة ضحية لاختلافات بالإمكان حلها بالطرق السلمية على قاعدة الحكمة التي عرف به اليمنيون.
فمع انتهاء الحرب السادسة منتصف ليلة الحادي عشر من فبراير "شباط" 2010, بقرار من رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح, كان حجم الاستبشار ببدء مرحلة جديدة كبيرا جدا, وكان الجميع يظن أن الإنهاء الأخير لأكثر الحروب ضراوة وبسالة سيؤدي إلى التمام الجميع على مائدة حوار وطني بمشاركة أقطاب أخرى على الساحة اليمنية لدراسة جدوى ما تريده اليمن, وماذا ينبغي عمله لإنقاذ هذا البلد من مآسيه المتتابعة التي ما انفك يتجرعها منذ انطلاق ثورتيه في بداية ستينيات القرن المنصرم.. إلا أن الأحلام في "بلاد السعيدة" قُدِّر لها تاريخيا أن توأد باكرا دون تحقيق ولو ذرة بسيطة من حجم الأمنيات.
وإذ تلوح حرب سابعة في الأفق بوضوح باين للعيان, ليس من الممكن القول إلا أن هناك دسا رخيصا ممن يعرفهم أصحاب اتخاذ القرار, يسعى هذا الدس إلى إعادة استنساخ حروب صعدة التي كانت قد بدأت منذ 20 يونيو 2004 وحتى فبراير الماضي, واحتمال أبريل الحالي, لا قدر الله, وهو الدس الذي تسعى خلفه أنفس متعطشة للدماء, تأبى أن تقر أعينها على السلام والاستقرار, وتتوزع عند قطبي الصراع بل وتبدي جهودا حثيثة نحو فتح جبهات جديدة من الاسترزاق؛ حتى تضمن أرباح التجارة التي أدمنتها عن طريق لغة السلاح, ولو على حساب اليمن أرضا وإنسانا.
وإلا فما الفائدة التي يمكن أن تجنيها الدولة من استمرار الحروب, كما أن الاستفسار موجه بالمثل, إذ ما فائدة جماعة صغيرة من مقارعة جيش بعدته وعتاده, وإن صمدت بأسطورية أمامه إلا أنها لن تستمر في الصمود لا محالة, وستستهلك قوّتها وقُوتها مع تراكم الزمن, ثم أن كل هذا وذاك يؤدي إلى إضعاف اليمن وتعريضها إلى تفكك داخلي, وتمزج نسيجها الاجتماعي حيث سيفرز التقادم أشياء كان قد عفا عليها الزمان, واتفق الجميع على بدء مرحلة جديدة تجاوزتها بكثير وجعلتها في رفوف التراث للذكرى والاتعاظ.. فما بال اليمن وحكام اليمن وأهل اليمن يعودون إلى نفس المربع الذي اتفق الجميع على أن ينساه ويستبدله بالأحسن.
على أن الخوف الأكبر أن تكون للأيادي الخارجية دور في إيقاف الحرب, أو إشعالها, وإن كان دورها واضحا ببيان في إنهاء المواجهات, وهو ما يمس السيادة بشيء من النقص, فإن تدخلها مجددا يستطيع أن يعيد بيادق الشطرنج إلى الأماكن الملتهبة لبدء جولة جديدة من الصراع طالما استطاع إيقافها بيافطات الصالح العام والكف عن إراقة دماء اليمنيين.
إن جعل البلد عرضة للتدخل في شئونها الداخلية, من أكثر من طرف, يعني انتهاك صارخ للسيادة, ونسف كل قيمة حققتها الثورة والوحدة لكرامة اليمن في استسلام منحط لفقدان الإرادة وفشل الإدارة التي من غير المتوقع أن تقع فيها إلا متى ما شعرت بالعجز الداخلي والهزيمة النفسية والشيزرفونيا المفجعة.
ولكن دعونا نأمل خيرا, فإن بلدنا ما زالت ذات سيادة, وما زال حكماؤها قادرون على حل الخلافات دون الحاجة إلى مزيد من لغة العنف, واللجوء إلى الحروب, كما أننا ما زلنا نأمل أن الحرب السادسة هي آخر الحروب في محافظة صعدة.
ودون إغفال الأقطاب الأخرى في الحل الوطني, فإن أمام المعارضة دورا فاعلا يجب أن تملأه, كما أن أمام القوى التي تمثل الحراك الشعبي السلمي في المحافظات الجنوبية دورا منتظرا ينبغي ألا تغفل عن أدائه مهما كان حجم الاختلاف والظروف.
أما الحوثيون, فإن ستة حروب متوالية خلال ستة أعوام من المفترض أن تضع أمامهم حسابا مختلفا بعيدا عن لغة القوة ومواجهة الدولة, وبالمثل فإنهم يملكون دورا لا يستهان به في رقعة الحل الوطني ليس من المستحسن تنحيته للأخذ بخيار السلاح.
والأهم من هذا وذاك, فإن أمام السلطة أن تسمع للغة العقل والمنطق, وأن تراعي المصلحة العامة لليمن واليمنيين, دون المكابرة في قضايا الوطن, وأن تكف عن السماع للمغرضين من ساستها وساسة ضعفها ودمارها وهلاكها, من الذين لا يستطيعون البقاء في مصالحهم إلا بتجارة الحروب التي رأوا أنها ناجحة لهم ومحققة لأهدافهم.
كما يتوجب على الأخ الرئيس علي عبد الله صالح, بصفته الاعتبارية لكل اليمنيين شمالا وجنوبا, شرقا وغربا, أن يستشعر المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقه, وهو يشهد ولايته الأخيرة, وأن يبدأ باتخاذ خطوات جادة وقوية, لا تعرف إلا مصلحة الوطن, وأن ينتبه لمن يسيئون لليمن في ظل نظام حكمه الذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود, وهو المعروف بلغة الحزم, وحنكة القيادة التي تمكنه من فرض قرارات وطنية تصحيحية على أي كان دون أي استثناء على الإطلاق, عسى هذا الوطن يستريح من هذه الدوامة التي ما زالت تجيد فن عصره وامتصاصه وربما, إن تقادم الزمن على نفس الوتيرة, الذهاب به إلى تلك الهاوية التي بات الكل يحذر منها, بما فيهم صناع القرار.
وعطفا على كل ما سبق, فإن اليمن أمانة في أعناق أبنائها, وعقلائها, ومسئوليها, وحكامها, ومعارضيها, وكل مواطنيها, ولم نجد زمنا مثل هذا الزمن, ولا مرحلة مثل هذا المرحلة تبدو فيها اليمن بأمس ما يمكن أن تكون إلى الوئام وحل الخلافات والصراعات, والعودة إلى مربع الحكمة اليمانية التي تقبل بالجميع من أجل الجميع دون إبعاد أو إقصاء.
فلا لتجدد حرب سابعة في محافظة صعدة, ولا لأي حرب في أي مكان على تربة هذا الوطن الغالي, والمعطاء.. وإنها صيحة ضمير وصرخة استنجاد نوجهها إلى كل اليمنيين في الداخل والخارج بأن هذا الوطن يقف اليوم على حافة الانهيار, بحروب أبنائه واختلافاتهم, وصراعاتهم, وعدم اتفاقهم, وهو عند مسيس الحاجة الماسة للتكاتف في هذا المنعطف العصيب والمخيف, وأن يجتمع الفرقاء حول القواسم المشتركة من أجل اليمن.. من أجل وطن وهبنا كل ما يستطيع.. فلمَ لا نبادله الوفاء؟؟؟؟؟.