أي خزي وأي عار
بقلم/ علي قاسم غالب الزبيدي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 26 يوماً
الإثنين 31 مايو 2010 05:36 م

إلى أولئك الذين يتشدقون بالقومية العربية إلى أولئك الذين يستنكرون التضامن الإسلامي على حساب التضامن العربي إلى أولئك الذين يستنكرون دور تركيا وإيران في العالم العربي والإسلامي إلى الذين فقدوا رشد الحقيقة وزلت بهم أقدام الصواب إلى كل هؤلاء.

ماذا بقي لكم مع تقديم أسطول الحرية لدمائهم دليلا على أن التضامن الإسلامي أجدى وأنفع وأصدق، أي حسابات بعد ذلك تدعونها، تضامنوا وتخاذلتم صرخوا وصمتم ضحوا وتقهقرتم ثاروا في وجه الظلم واستكنتم، يدفعون الثمن أرواحهم لقضيتهم وتقبضون الثمن لصمتكم الخزي والعار.

أي عار أكثر من أن يتبنى مواقف العرب غير العرب، أين السوق الرائجة للمنطق العربي والقومية العربية ، هل هان عليكم دينكم وأبناء دينكم وعز عليكم الولاء لأذناب القردة والخنازير؟

أي خزي تريدون أن يلحق بهذه الأمة التي لا زلتم تتمسكون بعربيتها وتبيعون لأجل عروبتها الإسلام الذي ما كان لكم أي عزة بغيره ، يا أصحاب مهد الرسالات أين رسالتكم؟

أيها المفكرون والقادة القابعون خلف انهزامكم خلف حبكم للحياة على حساب الكرامة ، أي المعايير ترضيكم للتغيير وأي المواقف والتضحيات أكثر من هذه يمكن أن تحرك فيكم ما سكن وجمد وتحجر، لم تؤثر فيكم آيات الله ولا توجيهاتكم فهل تحرك فيكم الإنسانية المتضامنة إنسانيتكم المفقودة، ترتعون بالنعم والحصار يخنق إخوانكم جوعا، وتتقلبون في الديباج والحرير وإخوانكم عري يأكلهم القيظ ويفتك بهم البرد، تأويكم القصور ويتشردون في الشوارع، إلى متى تستمتعون برنين الخزي والعار إلى متى يظل غيركم أغير على الدين منكم، على متى تحن قلوب غير العرب العرب أكثر منهم، إلى متى يظل لون دم الحكام والقادة ابيضا لا حرارة فيه ؟

ماذا جنيتم من شجر الذل الذي ضللتم تزرعونا زمنا، لم يسقط عليكم سوى ثمر المهانة والذل، ماذا حصدتم من الولاء الأعمى غير التبعية المقيتة؟ أي شيء ثنيكم عن إهدار عزتكم إن كان لكم عزة ، أي أرباح يمكن ان تشبع نهما لا تصل غليه حتى كلاب السكك؟

متى تدوي صافراتكم لتوقظكم متى ترتفعون بأجسادكم ورغباتكم من وحلها، لا الدين عز عليكم ولا العروبة حركتكم ولا ما أصابكم أثر فيكم ، متى تهدون أنفسكم شرفا وتتنحوا جانبا، متى ترجعون للطفلة بسمتها المسروقة وللشيخ الكسير عافيته وللمرأة الثكلى استقرارها؟ متى تتوقفون عن زرع ما يحصده غيركم علقما وحنظلا وفاقة وبؤسا ودماء مهدرة ؟

إلى متى تتمترسون عن الموت، وقوافل الموت تمر من ـأمامكم كل وقت وحين ، على متى يستمر الغرور بالبروج المشيدة ، أما أتاكم وعد الله ووعيده؟

إذا لم تحرك فيكم مأساة الشيوخ نخوة فهل تحرك فيكم صرخات الأطفال أبوة، متى تضعون حدا لخزيكم ، متى تستبدلون عيشا بعيش واسما باسم وانتماء بانتماء ؟

سبقكم من تستنكرون سبقهم وطالبوا بالحرية وتحركت فيهم الرأفة والرحمة واهرقت دماؤهم دليلا عليهم أرادوا كسر الحصار وأردتم كسر الحواجز مع أعدائهم أرادوا المواجهة وأردتم التطبيع، أرادوا الظهور في وضح النهار بفكرهم ورأيهم واستنكارهم ورفضهم وأردتم الزوايا والكواليس

ويل للعرب من شر قد اقترب.. وتحية إكبار للشعوب الإسلامية التي لا تمت للعروبة بصلة ، تحية إجلال للجهود التركية التي تسطر صفحات من الواقع وتثبت يوما بعد يوم أن الإسلام ارأف بأهله من ثوب عروبتهم الممزق الذي لا يستر عريا ولا يقي بردا أو حرا ولا يثبت هوية

تحية حب لأولئك الذين اشتروا أنفسهم وابتاعوا الجنة، إلى الذين تحركت فيهم العواطف الإنسانية وإن لم يجمعهم مع أهل غزة دين ولا ملة.

تحية عرفان إلى أولئك الذي عرفوا طعم الحرية وأرادوها لغيرهم

والخزي والعار لشعوب سلبتها لقمة العيش غايتها كرامتها عزتها، الخزي والعار لحكام هانت عليهم أنفسهم وهانت عليهم شعوبهم وهان عليهم دينهم وهانت عليهم عروبتهم المزعومة

فيض من غيض ....

عربيا ليتني ما كنت لا

حتى ولا نسل العرب

كل فرد في بلاد العرب عود من حطب

آهة تحرقه قطرة تغرقه من ماء آلاف الخطب

عزة العرب تدلت

واستحالت عنزة

من غير أب

عربي عرى من بزته

وتجلى سوءة طول الحقب

عربي من مداد وورق

ووعود وغضب

لغة لحن عويل وصخب

عربي في الأماني غارق حتى الركب

عربي مجده نخوته

قصة تروى بلا أدنى سبب

عربي جيشه عدته

دمية تحفة كآلاف اللعب

عربي يمضغ الدهر هوانا

يجرع البؤس سلاما ونخب

عربي يملأ الدنيا ضجيجا ليته

ترك الدنيا عزيزا وكريما

وانتحب.