قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
وكأن جبران خليل جبران، عاش بين ظهرانينا، أي عاش المستقبل البغيض وعاد إلى حاضره ومات.. وإلا كيف حذر أمتنا بأن يصبح سائغها ثعلب وفيلسوفها مشعوذ؟ لولا أنه شاهد نماذج مثل نموذج نبي عصرنا وفلتة زماننا الأمير الوليد بن طلال.. ولا بد أنه كان بالتحديد أحد ضيوف المؤتمر الإعلامي الأخير الذي عقد في دبي، وشاهد ما شاهدناه وسمع ما سمعناه.
وجبران ليس وحده الذي تنبأ بمستقبل مظلم للأمة، فمن قبله كتب الكاتب اللبناني الراحل سعيد تقي الدين مقالاً قال فيه: أن العاهرة هي أكثر ما تحاضر بالعفاف.. وكأن تقي الدين هو الآخر جلس مع الوليد بن طلال واستمع لمحاضراته ونصائحه ورؤاه الفلسفية وخرج علينا بتلك المقولة.
وإلا فماذا يقول أحدكم حين يستمع للأمير الفلتة وهو يلوم العرب على تقصيرهم الشديد في توضيح صورتهم في الغرب؟ وهو الأمير الملياردير الذي لم يقصر أبداً في دعم العرب، اذ أطلق أحد أهم فضائيات الخلاعة والرقص والفجور (روتانا). واحتكر أصوات المطربين والمطربات والمغنين والغانيات وعاهرات الملاهي الليلية اللاتي أصبحن بفضله بطلات ما يسمى بالفيديو كليب الذي ينتجه ويموله.
ومن حق المواطن المطحون الذي يستقبل في بيته قناة الوليد أن يتساءل: هل تنقصه، أي الوليد، الملايين حتي يصبح أميراً مشهوراً بمساهماته في تعهير الثقافة والأجيال بغناء هابط وبأجساد تتعرى وتخاطب الغرائز؟
وقد يحبس سؤاله مع أسئلة كثيرة، يثيرها الإعلام السعودي بمعظمه والذي لا يختلف عن إعلام الوليد، حتى يعتقد المرء انها سياسة المملكة، وهي سياسة لا تستهدف ابن الجزيرة العربية وحده، بل جميع الناطقين بالعربية، بما فيهم نحن المهاجرين في الدول الغربية، اذ هربنا من الفواحش التي تعرضها القنوات الأجنبية فوجدنا أنفسنا نشاهد فواحش أشد دون أن نعرف أن نفسر الأمر لأولادنا.
وامعاناً بالسخرية من عقولنا، يلوم الوليد العرب على تقصيرهم.. أي عرب؟؟ وهو الملياردير البلجيكي الذي يملك حصصاً في كبرى المؤسسات الإعلامية مثل تايم ورنر ونيوز كروب، لكنه لم يفعل شيئا لتحسين صورة العرب المقصرين، بل رفد المؤسستين بالأموال والدعم للامعان في تشويه صورة العرب والإسلام.
وحين أقامت شركة ديزني وورلد معرضها عام 2000 في ولاية فلوريد، اعتمدت جناحاً للقدس باعتبار انها عاصمة اسرائيل، والوحيد الذي كان من الممكن أن يوقف المعرض منذ شرعوا باعداده هو الوليد بن طلال باعتبار أنه كان يملك حصة كبيرة في اسهم الشركة، ولكنه لم يفعل خوفاً على مصالحه، بل اشيع حينها بأنه قدم رشاوي لبعض العرب الأمريكيين ليؤيدوا المعرض أو يتغاضوا عنه.
ومثلما اعتاد الوليد أن يكون منقذاً للمصارف والشركات الغربية من الافلاس بشراء اسهمها خاف على مصالحه واستثماراته في أميركا، فطار إلى هناك بعد هجمات سبتمبر، ليكفر عن ذنبه كونه سعوديا بعشرة ملايين دولار قدمها تبرعاً لعمدة نيويورك الصهيوني جولياني، والذي بدوره رفضها بطريقة مهينة للملكة السعودية قبل أن تكون مهينة للأمير الفلتة نفسه.
بماذا اذن يشهد العرب من مآثر لهذا الأمير الوليد حتى يصبح فيلسوفهم وناصحهم بل فارسهم المغوار أيضاً والذي يؤلف الكتب عن سيرته الذاتية كي يتخذه الشباب قدوة؟
أبتبرعاته السخية في الغرب والشحيحة في العالم العربي والمقتصرة على جمعية واحدة في لبنان بسبب مطامعه هناك؟
أم باستثماراته التي يستفيد منها الغرب فيما الفقراء والعاطلون عن العمل في الدول العربية أكثر من الهم على القلب؟
أم بمساهماته في فضائيات الخلاعة؟؟
كل هذا كان ممكن أن يظل حبيساً في داخل المرء لولا أن الأمير رأى أن يتحول إلى حكيم يتهم العرب بالتقصير وهو الذي يملك الحصص في الإعلام الغربي الذي يستهدف العرب... تماماً مثل العاهرة التي تحاضر بالعفاف..
ولم يكتف الوليد الحكيم عند هذا الحد.. بل أنه تجرأ بالقول أن سياسة أميركا في العراق فاشلة!! لكن (والسم في لكن) يجب أن لا تنسحب القوات الأمريكية في أي وقت مبكر بسبب الوضع الأمني الخطير هناك... وهذا الموقف بالمناسبة هو موقف بوش نفسه.
ولكن لنعود نعرف من لسان الوليد لماذا السياسة الأمريكية فاشلة في العراق؟ يقول الوليد إن أحد أهم اخطاء واشنطن في العراق هو السماح باصدار مئات الصحف واطلاق العديد من المحطات التلفزيوينة.
فإذن يعترف األمير أن سياسة الرئيس العراقي صدام حسين كانت صائبة، وهو موقف يخالف الموقف الرسمي السعودي، اذا يضيف الأمير: العراق دولة معقدة منذ آلاف السنين لم تشهد استقراراً وما كان بامكان صدام الحكم سوى بالعنف!!
جميل!!!
ويسهب الأمير في كلامه المحنك عن السياسة حتى يعترف بأن ما يسمى بمؤتمر المصالحة في القاهرة الذي رعاه عمرو موسى جاء لحفظ ماء وجه الأمريكيين وهم يعيدون النظر في الانسحاب من العراق.
وفي نهاية مؤتمره الصحفي في مؤتمر الإعلام اياه لم ينس الأمير الوليد مصالحه في الغرب مع الصهاينة فدعا إلى اعطاء صديقه شارون فرصة ليثبت نواياه!!
ونوايا شارون يعرفها الطفل الفلسطيني وهو في المهد، لكن الوليد الذي لم ير بعد مجازر شارون لا يعرف ما هي نواياه... فهل يعرف أحدكم ما هي نوايا الأمير الوليد رجاءً؟