العلمانيه.. ودورها في خدمه الدين
بقلم/ محمد الصراري
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 04 أغسطس-آب 2010 06:35 م

من المعروف ان المتغيرات التي تجري في الكون سنه ربانيه وهذه المتغيرات تختلف من زمن لاخر، لذا يجب علينا التعامل مع هذه المتغيرات باعتبارنا جزء منها ،لانه لا يمكننا باي حال من الاحوال الالتفاف عليها والهروب من الواقع الذي نعيشه فقد يسبب مشكله اكبر واوسع مما نعانيه، لذا يجب علينا البحث عن حلول مناسبه حتى وان كانت من الاشياء الغيرمالوفه لدينا او بعباره اخرى مما كنا نجهله فبطبيعه الحال الانسان عدو مايجهل لذا يجب علينا البحث عما يخرجنا من الازمات التي نعاني منها، فقد اشرنا في مقال سابق الى هذه الحلول باعتبارها المخرج الوحيد و الانسب بل انها اداه ضمان للسلم الاجتماعي والذي سيتبعه الاستقرار السياسي في البلد

وهانحن اليوم نعرض اهميه ماطرحنا سابقا من خلال احداث سطرها التاريخ لعرض مدى اهميه هذا الطرح على مدى التاريخ حيث انه قدم حلول لم تكن ذو نتائج لم تكن متوقعه، عمل على ايجاد نسيج اجتماعي مترابط يعيش في امن و استقرار الذي هو سر تقدم الامم وقد تم تسخيره ايضا في خدمه الدين الاسلامي الذي لقي رواجا كبيرا مستغلا هامش الحريه الذي اتاحه هذا النظام 

فالمتابع للتاريخ الاسلامي منذ بدء الدعوه يلاحظ ان الدين الاسلامي انتشر في اصقاع الارض بوتيره عاليه ليس لان حدالسيف كان السر في ذلك كما يروج لذلك البعض، بل لما كان له من قبول في اوساط مجتمعات كانت تعاني من الظلم و تغرق في الجهل و التخلف بالاضافه الى انه قدم حلول للمشاكل الاجتماعيه التي كانت تعاني منها البشريه في ذلك الحين ادت الى تغيير واضحه المعالم في حياه الناس

الا انه في فتره من الفترات انحسر المد الاسلامي وذلك ناتج عن رده فعل اتباع الديانات الاخرى و في مقدمتها الديانه المسيحيه التي كانت تشعر بالقلق من جراء توسع المد الاسلامي الى عقر دارها ،فلم يكتب لهذا المد الاستمرار بل توقف واصبحت بلاد المسلمين تنحسر منذ بدايه الحملات الصليبيه المتكرره على البلدان الاسلاميه وقد نتج عن ذلك خساره المسلمين للاندلس و التي كانت تمثل نقطه وصول الاسلام لقاره اوروبا ، هذه الاحداث في الوقت التي كانت الكنيسه تسيطر على الحكم في اوروبا وكانت هذه السيطره تمثل عائقا امام االتقدم و التطور و الازدهار في القاره الاروربيه فقد عرف ذلك العصر بالظلامي لما كانت الكنيسه تتتصرف تجاه من يخالف معتقدها وهناك العديد من العلماء الذين ذهبوا ضحيه هذا النظام الديني المتشدد حيث كانت تحكم بالموت لكل من يخاالفها في الراي وابرزهم العالم الايطالي "جالليو جالي" الذي استنتج قوانين الحركه.

بدات تتعالى الاصوات في اوروبا تدعو الى اعفاء الكنيسه من مهمه الحكم فبداءت اوروبا تدخل في مرحله صراع مع الكنيسه وقد نتج عن هذا الصراع ميلاد النظام العلماني في تلك الدول و التي سعت الى فصل الدين عن الدوله و منحت الجميع هامش من الحريه بعيدا عن تسلط الكنيسه و من هنا وبرعايه النظام العلماني الذي كفل هذه الحريات فقد اصبحت الدعوه الى الدين الاسلامي تنتشر كماكانت عليه ايام الفتوحات، فعادت اوروبا تستقبل افواج الدعاه من المسلمين و اصبح يقدر عدد المسلمين في اوروبا و امريكا بالملايين ،فقد مثلت هذه النتائج ثمار العلمانيه التي تحصل عليها المسلمون في عقر دار الديانات الاخرى .

وهناك ايضا فرصه اخرى للاستفاده من النظام العلماني و بشكل اكبر ومؤثر مما هو عليه خارج البلدان الاسلاميه ،فمن المعروف ان معظم هذه البلدان تعاني من الانقسامات االمذهبيه و الطائفيه و العرقيه وقد بداءت في السنوات الاخيره في الظهور الى السطح خصوصا بعد غزو العراق ،وهذه الانقسامات تنذر بالكوراث ان لم يتم تداركها ،فاليمن احدى البلدان الاسلاميه على سبيل المثال تدفع ثمنا باهضا ناتج عن تجاهل هذه الانقسامات التي سببت حروبا في انحاء متقرقه في اليمن فالحوثيين و القاعده هي احدى اكثر نتائج هذه الانقسامات تاثيرا فقد خاضت الدوله صراع خلال السنوات الاخيره فالاول يريد عوده الحكم الامامي الزيدي الى اليمن والاخير يريد اقامه دوله اسلاميه متشدده على محاربه كل ماهو آت من الغرب والمحصله النهائيه كلاهما يريد الانتصار للفكر الذي يؤمن به واجبار الاخرين على المضي في نفس التوجه .

دين الاسلام الحنيف لم يكن في يوم من الايام عائقا امام مايعود على البشريه من نفع ،وها نحن اليوم نقف امام مايمكن ان ينظم مجتمعنا دون الاخلال او التعارض مع احكام الدين الحنيف ،فالعلمانيه ليست دين حتى يقال بانها تتناقض مع مع الدين وشئنها شان الانظمه الديمقراطيه او الاشتراكيه ،كذلك الرسول الاعظم عليه الصلاه و السلام قد اشار لنا بان نتاخذ ماينظم امورنا الدنيويه بمالايتناقض مع اوامر الدين وذلك عندما كان الناس يقومون بتابير النخل فنهاهم عن فعل ذلك ،وعندما عادوا ليخبروه بان تركهم تابير النخل لم يعد عليهم بالنفع فقال انت اعلم بشئون دنياكم ،اعلم ان هذا الحديث الشريف يشير الى حادثه معينه وهي مايتعلق بالنخل و لكن هناك دلالات اخرى من خلال قوله انتم اعلم بشئون دنياكم ففي ذلك تصريح للمسلمين بان يتخذوا مايرونه مناسبا لتنظيم حياتهم مع مايتواقف مع الدين الاسلام الحنيف ،فلا نرى عيب في ذلك انما العيب هو الاستمرار في لعب دور المتفرج من هذه المشاكل التي مرت بامم اخرى فيجب علينا اخذ الدورس و العبر مماحدث لها.

*طالب دراسات عليا – التخطيط الإقليمي

malsarari@yahoo.com