توكل كرمان تعيد للعالم نهج الأم تريزا
بقلم/ الحامد عوض الحامد
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و يومين
الأربعاء 22 ديسمبر-كانون الأول 2010 06:50 م

لا شك أن من يتابع ويشاهد كل ما تقوم به الصحفية والناشطة الحقوقية المعروفة توكل كرمان هذه الأيام, من خلال ما ينشر في الصحف والمواقع, من تحركات دون كلل أو ملل سوف يتبادر الى ذهنه التذكير بما كانت تقوم به الأم تريزا المعروفة من أعمال خيرية أثناء حياتها.. ولاشك أن هناك الكثير لا يعرفون الكثير عن حياة الأم تريزا , لكن دعوني هنا أذكر لكم بعضا عن حياتها وأعمالها.

ولدت الأم تريزا في مقدونيا, وانتقلت إلى الهند ونذرت ما تبقى من عمرها لخدمة الفقراء والمعدمين والأطفال المشردين, في كل أحياء الهند الفقيرة.. وفي العام 1949م حصلت الأم تريزا على الجنسية الهندية وهو الأمر الذي مكنها من إنشاء جمعية "مرسلات المحبة" من أجل إيواء الفقراء والمحتاجين والمرضى, ومن خلال وسائل الإعلام كانت الأم تريزا كثيرا ما تناشد حكومات وشعوب العالم إلى مساعدة المحتاجين والمرضى ودمجهم بالمجتمع, وفي 1979 حصلت تريزا على جائزة نوبل لسلام؛ تقديرا لأعمالها الخيرية. وتوفيت في العام 1997م بعد أن غرست في قلوب الملايين من البشر حب ومساعدة المحتاجين ومعاونتهم.

وها نحن اليوم نشاهد الناشطة توكل كرمان بما تقوم به من أعمال وتحركات نابعة من إنسانيتها التي أصبحت للأسف ضائعة لدى الكثير من البشر في هذا الزمن الرديء..

ولا تزال كرمان تصول وتجول لإيقاف ما يتعرض له مهجرو الجعاشن من ترحيل قسري وإقصاء وتهميش من الدولة وما يتعرضون له من صمت وخذلان مجتمعي صارخ لا يخجل من هكذا حال.. كرمان وفي أكثر من مناسبة تناشد وتدين في ظل صمت مطبق من قبل الجميع. وقد ناشدت كرمان الحكومة لإعادة أهالي الجعاشن إلى قراهم وتعويضهم عما لحق بممتلكاتهم وعما نهب من ثرواتهم, وأدانت بشدة صمت جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني تجاه ما يتعرض له مهجرو الجعاشن.

وإذا كانت الأم تريزا قد أنشأت جمعية "مرسلات المحبة", فإن كرمان هي الأخرى أنشأت منظمة "صحفيات بلا قيود"؛ للدفاع عن حقوق الإنسان المنتهكة في هذا البلد..

كرمان كالأم تريزا, شهدناها من خلال وسائل الإعلام في مقابلات كيف أنها تصب جام اهتمامها على هذا القضية وغيرها من القضايا الحقوقية المنتهكة والتي غفل عنها الكثير.. إنها تريد إعادة الحقوق والكرامة لكل مواطن في هذا الوطن, بل إنها بحق أصبحت تمثل صوتا ومنبرا لهؤلاء المظلومين المكبوتة أصواتهم والتي لا نسمعها إلا من خلال الناشطة كرمان.

ولقد شاهدنا الكثير مما تقوم به كرمان.. فشاهدنا الحملة التي تقوم بها عبر الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" تطالب من خلالها بمترجمين للغة الانجليزية والفرنسية؛ من أجل رفع تقارير إلى أعلى الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للقيام بواجبها للضغط على الحكومة اليمنية لتنفيذ تعهداتها بحقوق الإنسان, كما شاهدنا أيضا الحملة الجماهيرية التي دعت لها من أجل التضامن الشعبي مع مهجري الجعاشن, كما قامت أيضا بنشر تسجيل فيديو لأحد أبناء مهجري الجعاشن يدلي بدلوه بعد تعرضه للضرب والإهانة من قبل قوى الأمن في صنعاء.. نشرت هذا التسجيل لعلها ترى في ذلك ما يمكن أن يحرك وجدان ومشاعر الجماهير تجاه هذه الفئة من الشعب التي عوملت مثل القطيع, ومما ذكر ربما يكون جزءا خفيا من جبل جليد..

وفي الختام أريد أن أقول: لماذا لا يقف قادة الأحزاب والمنظمات المدنية وغيرها إلى جانب الناشطة كرمان بدلا من التفرج ومتابعة أخبارها وأعمالها وكان الأمر لا يعنيهم؟.

ولـ"توكل كرمان": أنت فخر لكل النساء العربيات واليمنيات.. أنت نعمة عظيمة بعثها الله للعناية ورفع الظلم والجور على هؤلاء الضحايا وأمثالهم من أفراد المجتمع, كما أن الأم تريزا هي امرأة أخرى أرسلها الله للعناية بالفقراء والمرضى والأطفال المشردين.

فـ"كرمان" و"تريزا" وجهان لعملة واحدة وان اختلفت ديانتاهما وزمان ومكان كل منهما, لكن يبقى بينهما عامل مشترك, إنها تستحق المناداة بالأم توكل؛ نظرا لما تقوم به كالأم في بيتها..

تعيش كرمان ويموت الخانعون والخاضعون.. وكما نالت الأم تريزا جائزة نوبل لسلام, فإن الأم توكل كرمان هي الأخرى نالت جائزة حب وتقدير واحترام الكثيرين كما أنها تربعت على قلوب الكثيرين من أبناء وطنها فإلى الأمام ماما كرمان, والله سيمنحك الصبر والعون.

Ha_aw30@hotmail.com