إلى سيادة الرئيس ... ارحل
بقلم/ لبنى القدسي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 21 فبراير-شباط 2011 04:39 م



"في البداية سيتجاهلونك..يحاربونك..يحاولون قتلك..بعدها يفاوضوك وفي النهاية ستنتصر... غاندى"

سيدي الرئيس أن هؤلاء الشباب الذين لم يجدون غير الشارع هم خيرة أبناء الوطن وليس بالبلاطجة أو العملاء كما وصفتهم ،هم شباب ضاق بهم الحال ذرعاً يئسوا من الواقع المر الذي صار كله محسوبية وفساد وظلم وعبث بأرواح الناس ونهب لخيرات الوطن.

إن ثورة تونس ومصر ايقضت فيهم شعور العزة والكرامة شعور النخوة والحرية تملكتهم الأحاسيس بقدرتهم على التغيير وعلى البناء هم ليسوا مقلدين كما وصفتهم ولكنهم مستلهمين لثورات الشعوب العربية وهناك فرق بين التقليد والاستلهام !!.

نعم سيدي الرئيس هم الآن قادرين على التغيير أفضل من أي وقت مضى الأمر الآن ليس بيدك ولا بيد غيرك لا تنعتهم بما لا يحبون لان ذلك يزيدهم صلابة وإصرار على مواصلة مشوارهم الذي بدؤوه ولن يتراجعوا عنه ولو سقط منهم الآلاف من الشهداء فهم مستعدون للتضحية بكل ما يملكون هم الآن يريدون الحياة الكريمة لأبنائهم وأحفادهم ولن يثنيهم شيء عن ما بداو به لا تستهين بهم يا سيدي فربما ما عدت سيدهم بعد اليوم إنهم يرفضون السيادة عليهم يرفضون أن يكونون عبيد ومطايا لغيرهم إنهم أمل الغد المشرق إنهم معاول التغيير فلا تسخر منهم .

إن ثورة الشباب وكما كتب سعادة السفير فيصل أمين أبو رأس في صفحته على الفيسبوك ثورة سلمية بيضاء طاهرة ..

ثورة على بؤر الفساد والاستبداد من اجل العزة والكرامة والحرية ، ثورة من اجل الانتقال من نظام حكم مطلق يحتكر السلطة و الثروة ولا يخضع لأي مراقبة أو محاسبة إلى نظام حكم برلماني مدني وديمقراطي يقوم على حقوق المواطن و العدالة الاجتماعية ..

نعم هي كذالك ثورة الشباب يا سيادة الرئيس ثورة سلمية خالية من كل مظاهر العنف فهم لا يحملون حتى مجرد عصى مقابل ما يواجهون به من قبل قوات الأمن التي استخدمت معهم الهراوات والعصي الكهربائية والرصاص الحي إلى جانب الحجارة و البلاطجة المأجورين .

شيء يحزن فعلاً عندما تتكلمون بقولكم بأن من له مطالب فليعبر عن راية ويخرج يعتصم ويتظاهر سلمياً وعندما يخرج الشباب للتعبير سلمياً عن مطالبهم يواجهون وبأوامر عليا بالبلطجة والعنف والقتل وسفك الدماء و و و و ...الخ وكل ذلك مخالف لما تقولون !!!

سيادة الرئيس ان ما يحصل اليوم من قبل قوات الأمن وآخرين محسوبين على النظام مخالف لكل الشرائع السماوية والدساتير والمواثيق الدولية ،

فماذا بعد رمي القنابل على المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي عليهم وإخافة النساء والأطفال والتحريض ضد أبناء الوطن الواحد و إزهاق الأرواح وسفك الدماء ...؟

يؤسفنى القول يا سيادة الرئيس بأن نظامك غير ديمقراطي وغير نزيه وهو نظام دموي لا يستحق أن يبقى ليحكم هؤلاء الشباب الذين خرجوا يرفضون كل مظاهر الظلم ويحلمون بوطن حر ملك للجميع ....ولكم في زين العابدين ومبارك عبرة !!!