و .. تمرد الامن المركزي
بقلم/ منى صفوان
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الثلاثاء 15 مارس - آذار 2011 11:00 ص

القيادات العليا للجيش من الأسرة الحاكمة، لكن الجيش هو من الشعب. هذه هي عبارة الخلاصة لما حدث و يحدث و سيحدث في صفوف الجيش، ابتداء من الامن المركزي الذي أكد انه لم ينشاء من اجل امن اليمن، و انه من اجل امن الرئيس و عائلته

لقد تعالت هتافات أبناء الامن المركزي منادية بإسقاط النظام، و رفضوا في عدن أن يطلقوا النار على المواطنين و جرى استبدالهم بقوات الحرس الخاص.

الامن المركزي اتهم في صنعاء انه الذي نفذ عملية الهجوم على المعتصمين السلميين بعد إلباس أفراده اللباس المدني، لكن هذا التصعيد العنيف دائما يصب في خانه الثورة السلمية. إن لم يستفزها ... وهو يعمل فعلا على إنهاء ثقافة السلاح و العنف كما قال محمد قحطان الناطق الرسمي للمشترك.

فهذا الاستفزاز الأمني يعمل أولا على زيادة الإصرار على استمرار الثورة السلمية، و ثانيا يزيد من التعاطف الشعبي و الدولي معها، والاهم انه يكون مبررا لإعلان التمرد من أفراد الجيش لأنهم يرغمون على قتل المواطنين العزل الذين هم أبنائهم و إخوتهم

وبعد حديث القرضاوي للجيش و قوات الامن و كذلك الزنداني، فان إعلان العصيان في صفوف الامن المركزي، يعتبر أمر يمكن الإعلان عنه بفخر، وهو يؤكد على شرعية الشعب، وان الخروج مع من لا شرعية له ، يعني ارتكاب جرم قانوني أو على الأقل المساهمة فيه.

إن أسرة "صالح" الآن تواجه وجها لوجه الشعب اليمني كاملا، و لأول مرة في تاريخ حكمها، و هي بذلك تبدو الأضعف رغم امتلاكها لكل أسباب القوة، و معسكرات مليئة بالذخيرة.

ولكن شرعيتها تتآكل، لأنها تواجه الشعب اليمني كله، و ليس جزء منه في الجنوب أو في صعده في شمال الشمال، هذه المرة هي تستهدف البيضاء و لحج، الحديدة ، حجة ، تعز و ذمار وهذا يجعل موقفها الأضعف، و تبدو مغتصبه للحكم بعد أن نادي جميع فئات الشعب "ارحل"

 هذا الخروج الشعبي عن حكم أسرة "صالح" يتوافق تماما ومع التمرد الذي يحاول الامن المركزي السيطرة عليه بين صفوفه، بعد أن أرغم الامن المركزي على جريمة قتل اليمنيين المتظاهرين سلميا.

 و تزايد التمرد الداخلي في صفوف الجيش، يعد مقدمة لما هو أعظم، و إن ظهر الآن في شكل الهتاف بإسقاط النظام، أو في رفض الأوامر، و هذا لا يعني إلا البداية لبدء التصعيد باتجاه انقلاب عسكري داخل الجيش على الأسرة الحاكمة، يساند الثورة الشعبية التي يجب أن تبقى سلمية .

الاستفزاز لحميد الأحمر

هذا الرجل هو واحد من أهم مشائخ اليمن، و كان يستطيع أن يعلن ثورة عنيفة على النظام، بعد استهدافه شخصيا.

و كونه لحد الآن لا يحاول التصعيد المسلح، و يحاول ضبط الأمور فهذا يأتي لصالح الثورة التي من مصلحتها و شرعيتها و قوتها أن تبقى سلمية. إن فشل الامن في استفزاز الثوار، يصاحبه خيبة في استفزاز حميد الأحمر الذي يستطيع أن يحرك القبائل باتجاه حرب قبيلة، لكن بقاؤه مصر على السلمية، يعني أن هذا الرجل القوي في هذه المرحلة هو صمام أمان الثورة، و حصانتها لتبقى سلمية، وان لا تستعين بسلاح الشيوخ و القبائل المسلحة.

لان أي رصاصة من جانب من ينادون بإسقاط النظام سيعني تحول الأمر لحرب قبيلة أهلية، و هذا ما يريده النظام وما يبحث عنه و ينتظره بفارغ الصبر.

فان حدث و انفجر غضب الثورة، فان الحديث عن حرب أهلية سيكون جائز، و هذا سيقتل شرعية الثورة، وستمنح شرعية لأسرة صالح و بقائه.

لذا يحاول صالح ان يعبث بالورقة الأمنية لان هذا في صالحه و يعمل جاهدا على استفزاز حميد الأحمر الذي يتمتع بهدوء القادة السياسيين.... مبتعدا عن عصبية شيوخ القبائل.

و إن كان حميد الأحمر الآن مهدد بشكل شخصي، فان عدم تصعيده و بقاءه احد أقوى رموز الثورة السلمية يقوي شباب الثورة، و يجعل انتصارهم قريبا، وان كان النظام يعتقد انه باستهدافه لحميد الأحمر سينجح في الإعلان عن حرب، فان من مصلحة الثورة و حميد الأحمر الشخصية كرجل سياسي، أن لا تنجح استفزازات الحاكم لجر الثورة لمعلب القوة و العنف و السلاح.

monasafwan@hotmail.com