الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
ضمن مسلسل التخبط والحقد على القبائل التي وقفت مع الثورة تعرضت في الأيام الماضية قبائل مثل "نهم" و"الحيمة" لقصف جوي ومدفعي أوقع عشرات الضحايا ومئات الجرحى وهجر مئات المواطنين من بيوتها وهذا الجنون من قبل سلطات صالح يأتي كنوع من الانتقام بعد أن أوقفت هذه القبائل زحف معسكرات الحرس الجمهوري لضرب المعتصمين.
لقد ساهمت قبائل معروفة مثل حاشد وبكيل وأرحب ونهم وقبائل الحيمتين وقبائل يافع وقبائل البيضاء وغيرها في منع زحف معسكرات للحرس الجمهوري لقمع المعتصمين وتنفيذ مخططات السلطة فضربوا مثلاً رائعاً من الشجاعة والبطولة وأوقفوا زحف هذه المعسكرات وحاصروها في ثكناتها.
لقد ظل النظام اليمني يستخدم ورقة القبائل والسلاح في اليمن لإثبات أن المجتمع اليمني مجتمع قبلي مسلح يختلف عن المجتمع التونسي والمصري كنوع من خلط الأوراق وتخويف الداخل والخارج من الثورة الشعبية ضده وقد أثبت الواقع أن القبائل والسلاح لم يشكلا عائقاً أمام ثورة التغيير على العكس ترك أبناء القبائل السلاح في منازلهم وانخرطوا في الاعتصامات السلمية في صنعاء وبقية المحافظات فكانوا رافداً كبيراً للثورة وقد أيدت القبائل اليمنية الثورة الشعبية وعلى رأسها قبيلة حاشد يتقدمها الشيخ صادق الأحمر وقبيلة بكيل يتزعمها الشيخ أمين العكيمي وبقية القبائل اليمنية التي أرسلت وفوداً لميادين التغيير حيث تحدث زعماءها أمام المعتصمين وأعلنوا تأييدهم للثورة الشعبية وقدمت بعض القبائل القوافل الغذائية وتبرع بعض رجالها الميسورين بالأموال دعماً للثورة ولأسر الشهداء ولعلاج الجرحى في مشهد حضاري يدل على مدنية القبائل اليمنية وسلميتها ورقي تفكير أبنائها ووعيهم المتقدم والكبير وإدراكهم لما يدور حولهم من مستجدات ومتغيرات .
ولقد أدرك النظام أهمية ورقة القبائل فحاول حشدها وقام بتصوير بعض المجاميع من بعض القبائل خلال لقاءاتهم بالرئيس في دار الرئاسة كمادة إعلامية ثم عمل على تكثير سوادهم بالآلف من العسكريين الذين ألبسهم اللبس المدني وقام بتصويرهم وحرصت فضائية الرئيس على ذكر أسماء جميع القبائل اليمنية في شريطها الإخباري بأنهم يؤيدون الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس ويرفضون الانقلاب عليها كما حذا الإعلام المسموع والمقروء حذو فضائية السلطة الفاسدة.
لقد سقطت ورقة القبائل والسلاح التي استخدمها نظام الرئيس علي عبد الله صالح كفزاعة سقطت عملياً في أرض الواقع حين ترك أبناء القبائل سلاحهم في قراهم وبيوتهم وجاءوا لساحات التغيير والتزموا بالنظام وبتعليمات لجان شباب الثورة وكانوا جزءاً منها في مشهد حضاري راقي أثار إعجاب العالم وبدد كل المخاوف التي كان البعض يتوجس منها.
لقد أدرك الناس أن الذين قد يقطعون الطريق أو يسطون على بعض الأملاك في بعض الأماكن وفي بعض الأحيان هم قلة قليلة شذت عن القبيلة وأعرافها لا يمثلون القبيلة اليمنية الأصيلة التي تربى أبناءها على الشهامة والكرم واحترام الرجال وهؤلاء الشاذون تتبرأ قبائلهم منهم وتصدر البيانات والمراسيم الموقعة بأنهم قد خرجوا منها وأصبح دمهم هدراً للسيب والذئب عقوبة لهم وردعاً لغيرهم .
لقد أزالت النضالات السلمية لأبناء القبائل مع شباب الثورة تلك الصورة القاتمة التي رسمها الإعلام الرسمي عن القبائل اليمنية الذين يختطفون الأجانب والذين يخوضون حروباً فيما بينهم ويقتل أبناؤهم بسبب الثأر ولو جئنا نناقش قضايا الاختطاف والاحتراب والثأر لوجدنا أن السلطة بشكل أو بآخر هي وراء هذه السلبيات التي عرفت بها القبيلة باليمن فلو أنها قامت العدالة وحلت قضايا الناس ومشاكلهم وأنصفتهم ما اضطر بعض القبائل إلى اختطاف الأجانب من السياح والخبراء والدبلوماسيين لكي تلتفت لهم السلطة وتحل قضاياهم ومشاكلهم .
من الإنصاف القول : إن القبائل اليمنية لم يكن موقفها من الثورة موحداً ولم يكن مشايخها على قلب رجل واحد هناك من وقف مع السلطة الفاسدة وحاول أن يلزم أبناء قبيلته بموقفه ولكنهم رفضوا وذهبت مجاميع كبيرة منهم لميادين التغيير معلناً تأييده للثورة وهناك من أيد الثورة وتفاعل معها ولم يذهب للميادين وهناك من بقى بلا موقف واضح ولكن الأغلبية من القبائل والمشايخ الأحرار يقفون مع الثورة وظهروا سلميين حضاريين وأظهروا تفكيراً راقياً وتقدماً كبيراً في الوعي والموقف لقد غربلت هذه الثورة الرجال .
لقد أكدت القبائل اليمنية في البيانات الصادرة عنها وفي ملتقياتهم المختلفة وفي لقاءاتهم بمنزل الشيخ صادق الأحمر دعمهم للثورة السلمية المباركة وحرصهم على نجاحها داعيين الرئيس صالح للتنحي الفوري حقنا للدماء.
لقد كانت القبائل اليمنية ما تزال سنداً للثورات والثوار وسنداً للأحرار وكان الثائر القاضي محمد محمود الزبيري وغيره من الثوار والأحرار كثيراً ما يلجئون لها فيجدون فيها سنداً وعوناً وحماية ودعماً ونحن في هذا المقام نوجه لهذه القبائل الأبية أروع تحية.