آخر الاخبار

بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث قرحة الفم.. إليك 5 علاجات منزلية طبيعية وبسيطة تساعد في الشفاء بطارية مذهلة وخارقة .. سخن 10 دقائق تشغّل سيارة كهربائية لمسافة 600 كيلومتر الذهب في طريقه لأول انخفاض أسبوعي خلال 6 أسابيع صورة توثق ظهور مفاجئ للسنوار في شوارع قطاع غزة يرعب الكيان الصهيوني - قام بجولة ميدانية لخطوط المواجهات مصادر خاصة تكشف لمأرب برس عن شركة صرافة يتولى ارادتها سراً أرفع قيادي عسكري في المليشيات مدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية

تعالوا نخزن غير القات
بقلم/ عبدالباسط العريقي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 28 سبتمبر-أيلول 2012 05:29 م

خزن يخزن مخزن مفردات كالماء والهواء في اليمن ولها معنى خاص باليمن غير معناها الاصطلاحي في غير اليمن ؛ فالتخزين في اليمن يعني مضغ القات وتخزينه في أحد شدقي الفم والتلذذ بعصارته وكلما زاد المضغ ازدادت العصارة وزادت لذتها وسكرتها حتى تمتلئ الأفواه وتنتفخ حد التخمة حتى كأن القوم مصابون بمرض النكاف .

كان اليمن إذا ذكر في الماضي ذكر معه المجد والعراقة والحضارة ؛ فيما اليوم لو ذكر اليمن ذكر بذكره القات كـ (علامة مسجلة) طبعت على جبين كل يمني معاصر ؛ فهذا هو الحاضر وهذا هو القات في اليمن الذي من أجله يهون المال والأهل والولد ؛ فصدق أو لاتصدق أن اليمنيين ينفقون 7 مليون دولار يوميآ لشراء القات وهناك 12 مليون مدمن يتعاطون القات بشكل يومي من أصل 24 مليونآ هم تعداد سكان اليمن أي بنسبة 50% (حدث ولا حرج).

حسب الإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء ؛ يقدر استهلاك القات للمياه بـ 800 مليون متر مكعب سنويآ ؛ مقابل 25 ألف طن من القات ؛ أي أن الطن من القات يستهلك 32 ألف متر مكعب من المياه ؛ وتستهلك الربطة الواحدة من القات 16 متر مكعب من المياه (مصيبة والله) ؛ ومن المتوقع أن تصبح صنعاء أول عاصمة في العالم بلا ماء بسبب انتشار زراعة القات المتعطش للمياه والذي يستهلك 40% من مجمل مياه الري في البلاد ؛ كما أن القات يستنزف من 60 – 80% من المياه الجوفية (كارثة) .

وحسب تقرير رسمي فإن القات يضيع على الحكومة اليمنية عشرين مليون ساعة عمل مهدورة يوميآ(عد واغلط) ؛ والأدهى والأمر من ذلك أن القات يرش بـ 320 نوع من المبيدات الحشرية بعضها محرم دوليآ(جنون وانتحار) .

متى نعي ونفهم أن منظر الأشداق والخدود المنتفخة كالبالون قد يكون مألوفآ في اليمن ؛ لكنه ملفت وشاذ ونشاز ومدعاة للإشمئزاز والتعليق والاحتقار خارج اليمن ؛ كما أن الأماكن السياحية من السواحل الجميلة مرورآ بالمرتفعات والمناظر الخلابة في طول وعرض البلاد لا يشوهها إلا منظر المخزنين على جانبي الطريق جماعات وأفرادا وأفواههم ممتلئة منتفخة بالقات .

لا يستطيع أحد أن ينكر أضرار القات فأضراره الصحية على الفم واللثة والأسنان والجهاز الهضمي وأضرار أخرى كثيرة إقتصادية واجتماعية ؛ كل ذلك والحكومة اليمنية في سبات لا تحرك ساكنآ وكأن الأمر لا يعنيها في شيئ ؛ أضعف الإيمان إرشاد و توجيه و تثقيف تربوي وإعلامي ؛ لكن يبدو أن سكرة التخدير شملت كل شيئ ؛ نعم هناك جهود مشكورة للبعض لكنها على استحياء مبعثرة وغير منسقة وليست ممنهجة وتفتقد للدعم المعنوي والمادي لذلك بقي تأثيرها في المجتمع متواضع يكاد لا يذكر .

حري بنا ونحن قد أقمنا وأشعلنا ثورة عارمة ضد طغاة الحكم ونظامهم الفاسد ؛ أن نقوم بالمقابل بثورة لا تقل أهمية عن سابقتها لاقتلاع القات واجتثاثه ؛ تعالوا نصحح ونغير مدلول التخزين وعاداته في مجتمعنا ؛ تعالوا نخزن غير القات ؛ فبدلآ أن نخزن القات في أفواهنا نخزن العلم والعلوم في عقولنا ؛ نخزن جهودنا وطاقاتنا للنهوض بأوضاع واقتصاد البلد والتنمية فيه ؛ نخزن أدوات ووسائل البناء في مستودعاتنا بدل السلاح ؛ نخزن الولاء وصدق الإنتماء بدل التبعية والعمالة ؛ نخزن الماء ونحفظه في آبارنا ليرتوي به أبناؤنا وأحفادنا ؛ نخزن الحب في قلوبنا بدل الكراهية ؛ نخزن العفو والتسامح في صدورنا بدل الحقد والضغينة ؛ نخزن كل أسباب الأمن والإخاء والعدل والسلام والمساواة والوحدة ؛ نخزن أكبر صرخة في أفواهنا ونطلقها ثورة :(الشعب يريد إحراق شجرة القات) .