الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
تعرف إنجاز الإنسان من تأثيره على الآخرين، و يمكن تقييم حياته من الأثر الذي تركه في نفوس الناس ، هكذا هي الحياة تحمل في طياتها اهداف الناس ورؤاهم وحياتهم في عيون محبيهم ، لكل انسان أهدافه و لكل حياة أسلوبها المختلف وفي الأخير يجمع الناس المصير الواحد الذي يعرفة الجميع ويعيشون يقين هذا المصير بحقيقته ، انه الموت. المصير الذي لا ينجو منه احد و لا توجد فيه تفرقة و لا ينفع فيه جاه الانسان وماله .. يرحل الانسان و يبقى الاثر الذي خلفه في الأرض.
ما سأكتبه هنا عن حياة شخص ليس بالقليل بالنسبة لي ، انه المعلم والقائد والوطني الفخور به حد الامتلاء ، انه ابي ، اعظم شخصية كونت لدي معنى الشعور بالحياة وحبها والاستفادة منها والعمل لأجلها .. في مثل هذا اليوم اختار الله والدي رحمة الله عليه، و بعد محاولات كثيرة باءت في الفشل للكتابه عنه توقفت و نظرت للناس حولي فوجدت اني لست بحاجة للكتابة عنه، كون كل شيء حولي يستطيع الكتابة عنه بما يشعر نحوه . مر العام و لم يخلو يوما من حديث عنه او ذكريات و مواقف، كلما قلت شيئاً عنه وجدت من يزيد على ما اسرده بسرد جديد لمواقف كثيرة وجدت في حياة المعلم محمد عبدالله ابو لحوم ..
وجدت نفسي وكاني لم اعرف عن ابي سوى قطرة من بحر ، رغم انه كان القريب جداً لنا جميعا ، والكثير جدا في وجودنا في هذه الحياة ، حاضرا معنا و بيننا في كل جانب من جوانب الحياة. اوقات كثيرة ومع اناس كثر.. لكنني الآن اشعر بهزيمة الدموع الفتاكة بي ، هذه التي تجود به عينان تشتاقان النظر اليه ، ولكتها تقف ممتنعه امام نظرة الآخرين و قد سبقت دموعهم دموعي و لكل منهم الماً خاصا بهم في هذه الذكرى المؤلمة ..
الوطن ، هذا الساكن في الحنايا كان جزءا كبير وكثيرا من حياة ابي ، عاش تفاصيله الصغيرة والكبيرة ، سطر بعمله الوطني تاريخاً ابيضاً ليكوِّن مع الشرفاء سيرة نقاء وطني في سراديب كبيرة وشاقة استطاعوا ان يؤسسوا ليمن نسعى اليوم لاكمال مسيرته ..انه ابي اليمني ابن هذه الارض .. وهذا الوطن ..!
الأطفال أيضاً لهم قصصهم عنه يحبون روايتها لنا مراراً و تكراراً في كل مناسبة ومجلس .. و نظرة من عيونهم رغم صغر السن الا انها كافية لإبداء ذلك الكم من الحزن عليه وقد وجد طريقه اليهم في وحشة الغياب .
المواقف و الأخبار و المناسبات تأبى الا التذكير به و تذكرنا بواجبنا تجاه كل شي كما كان دائما سباقاً شرف التذكير و داعياً لكل واجب او مسؤولية ليس من باب المودة و التراحم فحسب ولكنه من باب الواجب ايضا .
فقد والدنا اثنين نن ابنائه في اقل من خمسه أعوام كان فيها مثال الرجل الصبور الذي حول حزنه الى عطاء لملم فيه جراح الآخرين و كانت صفات الحب و التسامح و الكبرياء الذي يحملها اكثر بكثير من ان تمنعه في مواصلة مشوار حياته حتى آخر يوم فيه كان كما عرفناه جميعا بتلك الصورة الأنيقة و الكلمة الطيبة يسأل عن الجميع و يسعى للخير في كل شيء.
رحل و هو الساكن في قلوب الجميع ترك اثارة الطيبة في كل مكان حل فيه مودعاً لنا جميعا وتاركاً هذا الفراغ الذي من الصعب ان يمليه احداً بعده.. غاب الشروق المبتسم للشمس
ليحل علينا من بعده غروب الظلام ... لكنه الظلام المظيء عند كل ذكرى لأبي .. اشتاقك ابي ..! ولا اراكم الله قسوة غياب حبيب .