صورة توثق ظهور مفاجئ للسنوار في شوارع قطاع غزة يرعب الكيان الصهيوني - قام بجولة ميدانية لخطوط المواجهات مصادر خاصة تكشف لمأرب برس عن شركة صرافة يتولى ارادتها سراً أرفع قيادي عسكري في المليشيات مدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية السعودية تستضيف مباحثات مستقبل غزة بحضور امريكي وبريطاني وعربي تفاصيل لقاء اللواء سلطان العرادة بالسفير الصومالي .. ملفات وقضايا مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل لجنة السلم المجتمعي وزارة الداخلية تقر آلية صرف رواتب منتسبيها وتوقع عقدا مع بنك الإنماء اللجنة الأمنية بتعز تناقش الإجراءات المتعلقة بتعزيز الحماية للمنظمات الدولية ثورة الجامعات الأمريكية.. تربك التيار الصهيوني ... الشرطة الأمريكية تعتقل 93 طالبا مؤيدا لفلسطين بجامعة كاليفورنيا وزاره الدفاع الإسرائيلية توجه بسحب أحد ألويتها العسكرية من قطاع غزة تهديد أميركي يستهدف تيك توك ويتوعد بقطع علاقاته
مأرب برس ـ خاص
هذه الجملة قالها حسن الراعي نائب السفارة اليمنية في المغرب ، وسبب هذه الجملة هي أن صاحبتها كانت ومازالت ضمن المعتصمين في ساحة السفارة بسبب إيقاف خمسون منحة عن مستحقيها والذين هم في غالبيتهم من ذوي الدراسا العليا كالماجستير والدكتوراه ، ولغة " ألزمي حدودك " لا تليق بمنصب دبلوماسي كما أنها لا تليق بأن توجه وبمثل تلك اللكنة إلي صاحبة مؤهل علمي كبير ستعود بفائدته على الوطن وعلى تعليمه .
ليس هذا وحسب ، فالجملة تلك تبعتها تهديد بالترحيل وبالتأثير على مستقبل المعتصمة لأنه يعرف مدير جامعتها ، بمعنى أنه سيتصل به ويخبره بأن هذه المواطنة غير مرغوب بها ويجب التصرف معها على هذا الأساس.
هل يبدو لنا الأمر طبيعيا ؟ فالطلبة لم يقوموا برجم زجاج السفارة ولم يرفعوا شعارات معادية للسفير أو لنائبه ، كل ما فعلوه هو اعتصام سلمي راقي كان يستحق التعامل معه بنفس ذات الرقي لا بتلك الحالة المتشنجة التي بلغت من نائب السفير أن يتصل بالشرطة المغربية حتى تتعامل مع الطلبة ، فعقلية هذا النائب حتى الآن لم تستطيع أن تستوعب ما يقوم به الطلبة ، فهو يعيش في عصر الكرباج والشتائم ، إلا أن الشرطة المغربية تجاوزت عقليته وأخبرته بأن ما يقوم به الطلبة يعد تصرف حضاري و متمدن ولا غبار عليه وأنه وحسب الدستور لا يحق لهم التدخل أو الاعتراض .
و نائب السفير يحاول بكل تلك التصرفات أن ينقل الصورة الحقيقية لكيفية تصرف النظام اليمني مع مواطنيه ، أنه الطبع حين يغلب التطبع.
إذا الأمر ليس طبيعيا ، وردة فعل السفارة غريبة جدا ، فأين هي المشكلة حين يخرج الطلبة مطالبين بحقوقهم المالية التي تم حرمانها منهم بلا مسوغ قانوني ، فالطلبة اليمنيون هم في أمس الحاجة لتلك المستحقات التي لولاها لما استطاعوا إكمال دراستهم والتي تعتبر للكثيرين منهم أهم عامل مصيري لهم ولمستقبلهم ومستقبل ذويهم ، بمعنى أن هذا الأمر لا يمكن التهاون أو المساس به ، وعليه أتمنى من السيد نائب السفير أن يرعوي قليلا ويهدءا أكثر ويعيد حساباته ، وليتذكر أن تهديد الناس في مستقبلهم هو أسوء أنواع التهديد ، وليخرج لنا وللإعلام ليخبرنا سبب حجب تلك المعونات عن مستحقيها بل والسعي الحقيقي لإيجاد طريقة لإعادة أموالهم بأسرع وقت ممكن ، لأن هذه وظيفته والتي تعني بأمور الجالية في تلك البلاد والاهتمام بمصالحها قبل كل شيء .
أزمة الطلبة في المغرب ليست هي الأولى التي نسمع عنها ، بل سبقتها عدة أزمات مشابهة وكلها تتعلق بتأخر المستحقات وتصل إلي مراحل مؤذية جدا بحياة الطالب في المهجر والذي به من المفترض أن يكون متفرغ فقط لدراسته لا لمتابعة مستحقاته في سفارات بلادنا ، بل صار كل سفير يمثل أنموذج للديكتاتور الذي يتعامل مع الطلبة بكل صلف وغرور وكأن تلك الأموال هي هبة أو مكرمة من ماله الخاص .
قضية الطلاب اليمنيين في الخارج هي قضية لا تقل أهمية عن أي قضية وطنية أخرى ، بل أنها تتعلق مباشرة بمستقبل جيل وشعب بأكمله ، لأن هؤلاء الطلبة يمثلون النواة التي ستقوم عليها بلادنا سواء من الناحية الأدبية أو الاقتصادية أو العلمية حيث أنها ستحمل لنا عقلية مغايرة عما هو سائد وستساعد على أحداث تغير بطيء وسلسل في المنظومة العلمية والاجتماعية ، فقط لو توفرت لهم البيئة والمناخ الملائمين .
آمل فعلا أن نجد حلول سريعة لطلبة المغرب وأن تتدخل الوزارات المعنية لكبح جماح الثائرين من المسئولين وإفهامهم بأن العمل الدبلوماسي يختلف كثيرا عن العمل الأمني البوليسي ، وأن العبث أو التهديد بمصائر الناس عمل لا يليق بدبلوماسي يمثل اليمن ، وكان الله في عون كل طالب يمني قادته أقداره على أن يكون مصيره متعلق بأيادي أشخاص قد يقومون بأي شيء دون ضابط أخلاقي أو خوف من رادع قانوني .
benziyazan@hotmail.com