آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

سيادة الرئيس: أين أنت من مهاتير أو كوان يو
بقلم/ منير العمري
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 3 أيام
الجمعة 01 إبريل-نيسان 2011 06:08 م

لست أدري ما الذي يجعل الرئيس صالح يصر على البقاء في كرسي الرئاسة بالرغم من أن شرعيته الدستورية، التي أضحت ممجوجة ومملة لكثر ما ترددت على مسامعنا، قد أسقطتها شرعية الثورة والجماهير. لا أدري ما الذي يجعله يصر على البقاء في كرسي الرئاسة بعد 33 عاما قاد فيها البلاد من فشل إلى فشل ومن أزمة إلى أخرى.

رحل الدكتور مهاتير محمد وقد قاد بلاده، ماليزيا، إلى المجد وحقق للبلد والمواطنين كل ما يصبون إليه من تقدم ورفعة، و ساهم بشكل كبير في احداث نقلة نوعية عظيمة في البلد حيث أضحت ماليزيا واحدة من أهم القوى الاقتصادية الصاعدة في أسيا. وتصنف ماليزيا الآن أحد أهم النمور الاسيوية – وهي الدول التي حققت نموا اقتصاديا مرتفعا وأحدثت نهضة صناعية كبرى.

وحين أطمأن إلى أن البلد يسير في الاتجاه الصحيح، رحل الرجل عن سدة الحكم وترك للشعب أن يختار من يرونه مناسبا لإدارة البلاد. لم يصمم على البقاء ولم يتشبث بالكرسي على الرغم من أن الشعب الماليزي لم يكن يمانع مطلقا في بقاء الدكتور مهاتير، صاحب الخبرة الطويلة في إدارة التنمية، في الحكم ما شاء الله له أن يبقى.

ومثله رئيس وزراء سنغافورة الأسبق لي كوان يو الرجل الذي جعل من الجزيرة التي تزيد مساحتها عن ربع مساحة جزيرة سقطرى في اليمن بقليل (710 كم 2) في مصاف الدول المتقدمة حيث أضحت واحدا من أهم مراكز المال والأعمال في العالم ودولة رائدة صناعيا وتجاريا ومن أوائل دول العالم في صناعة الخدمات.

لدى سنغافورة تركيبة عجيبة من السكان ذوي الثقافات والأصول المختلفة ومنهم الصينيين والملاويين والهنود وغيرهم وهي مثال للتعايش والوئام، وقد ساهم هذا التنوع الثقافي والحضاري في نهضة سنغافورة، لأنه لم يكن هناك من يلعب على هذا الوتر الحساس.

تأتي اليوم سنغافورة على رأس الدول الأسيوية وتحتل المرتبة الحادية عشرة عالميا وفقا لمؤشر جودة الحياة الصادر عن مجلة الإيكونومست، كما أنها تملك تاسع أعلى احتياطي نقدي في العالم. ومع كل هذا الإنجازات لم يصر كوان يو على البقاء وسلم السلطة لخلفه دون تردد.

ترى أين أنت يا سيادة الرئيس من هاذين الزعيمين؟!!!

كلنا يعرف أن حكم الرئيس صالح قد ساهم في تكريس كل ما هو سلبي في اليمن. حكم الرئيس صالح الذي قارب ثلث قرن ساهم في تكريس الفساد والأمية والجهل والمناطقية والقبلية وغيرها كثير. ومع كل هذه السلبيات، دأب الإعلام الرسمي على تصوير الرئيس وكأنه قد حقق المعجزات التي يعجز غيره الإتيان بها.

لا الوم الرئيس صالح بل ألوم الشلة الفاسدة الذين أفسدوا الماء والهواء والأرض والسماء وجيروا كل شيء لمصالحهم الشخصية، ولم يلقوا بالا للوطن أو المواطن. وهذه الشلة لم تتورع يوما في نهب خيرات الوطن وممارسة الفساد بكل أشكاله والوانه.

ساهم الإعلام و المسئولون الفاسدون في تضخيم صورة الرئيس وجعلوا منه الزعيم الأوحد، والأدهى من ذلك أنهم أنزلوه منزلة الأنبياء المعصومين عن الخطأ. لم يجد الرئيس يوما من يقول له هذا خطأ وأنا هنا أشير إلى بعض المسئولين الذين خدموا في مواقع مختلفة ومنهم أناس من ذوي الكفاءات وحملة الشهادات الذين صمتوا عن قول الحق لقاء الحصول على المناصب والتشبث بها.

ها قد مرت عليك – سيادة الرئيس – فترة طويلة وطويلة جدا مللت فيها الرئاسة، كما تقول، ومللتك هي بدروها. آن الأوان أن تلقي العبء الثقيل من على ظهرك وأن ينوء بحمله شخص أخر وبالتأكيد سيجد اليمنيون، بعددهم الذي يقارب الخمسة وعشرين مليون نسمة، شخصا كفوء لإدارة شئون البلد وإيصال السفينة إلى شاطئ الأمان.

ليس عيبا أن تنزل عند رأي الشارع وعند مطالب الشعب اليمني الكريم! كفى مكابرة! لا تستمع لمن حولك لأنهم يريدونك أن تبقى ليس خوفا عليك أو حبا فيك، لكن لضمان مصالحهم الشخصية والأنانية لأنهم يعرفون بأنه لن يكون لهم مكان في دولة النظام والقانون.

التغيير سنة الحياة ولا بد أن تسلم بذلك. ومرة أخرى، يكمن مستقبل اليمن وأبناء اليمن في بناء دولة المؤسسات ودولة النظام والقانون. مستقبل الأبناء ليس في توريث السلطة أو المال. دولة المؤسسات هو الضمان الحقيقي لمستقبل الأولاد والأحفاد.

حفظ الله اليمن وشعبها من كل شر ومكروه .