بوش يتجسس على الرئيس المصري في شرم الشيخ

الخميس 29 مايو 2008 الساعة 08 مساءً / مارب برس - وكالات
عدد القراءات 5166

كشفت تقارير صحفية مصرية عن الدوافع والأسباب الحقيقية التي أدت إلي تصاعد التوتر في العلاقات المصرية ـ الأمريكية والذي تزامن مع انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي الذي استضافه منتجع شرم الشيخ المصري منتصف الشهر الحالي.

وذكرت صحيفة "الفجر" المصرية المستقلة أن هذه العلاقات كانت علي وشك الانفجار أثناء حضور الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنتدى، بعد خطابه "المتصهين" أمام الكنيست الإسرائيلي وهو ماجعل الرئيس المصري حسني مبارك يصدر تعليمات لكبار رجال الدولة بعدم الذهاب إلى المطار لاستقبال بوش كما كان يحدث من قبل، وفي الوقت نفسه لم يهتم التليفزيون المصري بالاستقبال كما يجب.

كما كشفت الصحيفة عن قيام أجهزة المخابرات الأمريكية والتي كانت مرافقة لبوش، بالتجسس على الرئيس المصري حسني مبارك ومعرفة ما يدور بينه وبين مساعديه، حيث جاءت خمس سيارات (فان) سوداء اللون مغلقة من واشنطن بهدف التنصت علي التليفونات وفك الشفرات للمكالمات المثيرة للقلق من خلال أجهزة التنصت.

وتضيف الصحيفة على لسان رئيس تحريرها عادل حمودة: إن ما قاله بوش في الكنيست أثار هواجس مبارك ففاتحه فيها خلال مباحثاتهما قبل بدء فعاليات المنتدى، وكان رد بوش: عليكم ان تستمعوا أولا إلى خطابي أمام المنتدى، وشعر المصريون من هذا التصريح أن بوش سوف يحاول التخفيف من الأثار السيئة لخطابه أمام الكنيست ولكن الذي حدث فيما بعد خيب أملهم تماما.

وتابعت، الحقيقة إن رؤساء الولايات المتحدة غالبا ما ينحازون إلى إسرائيل طوال فترة وجودهم في الحكم على ان يتحرروا من ذلك العبء خلال شهورهم الأخيرة قبل أن يغادرو البيت الأبيض، في تلك الشهور يتغزلون في العرب ولو بعد فوات الأوان، إلا جورج بوش أصر أن يكون صهيونيا حتى النفس الأخير.

ورغم أن مبارك لفت نظر الرئيس الأمريكي إلي أنه تجاوز خطوط مرفوضة في خطابه بالكنيست الإسرائيلي ، وأن الأخير - بوش - طلب من الرئيس الاستماع إلي خطابه الجديد (داخل المنتدى) ؛ فإن الرئيس مبارك كان يدرك جيدًا أن بوش سوف يكرر نفس الأخطاء التاريخية و من هنا قرر عدم الاستماع لخطاب بوش .

وأشار "حمودة" إلي قوة المخابرات الأمريكية، و كذلك قوة المخابرات المصرية حيث نجح كل منهما في التنصت علي الآخر، مما جعل الرئيس مبارك لا يحضر خطاب بوش وكذلك بوش لا يحضر خطاب مبارك .

وقال حمودة: "إن كل المؤشرات و الظواهر تؤكد أن كلاً من الرئيسين كان يعرف ما سيقوله الآخر ، و هو ما يعني أن أجهزة التنصت المتطورة عند الطرفين لعبت دورًا مهمًا و مباشرًا في معرفة ما يحدث، وما سيحدث بما في ذلك هجوم بوش علي النظام في مصر".

وكان واضحا إن الأجواء ساخنة ومكتومة بين بوش ومبارك، فقد غادر مبارك فور إلقاء خطابه الافتتاحي وهو ما لم يحدث من قبل، فقد اعتاد على تأدية دور المضيف الكريم حتى نهاية الجلسة، لكنه هذه المرة فضل ألا يستمع مباشرة إلى خطاب بوش وكأنه كان يعرفه، كما انه لم يهتم بوداعه في المطار وترك هذا المهمة لوزير الخارجية

وكان خطاب بوش أثار غضب الزعماء العرب بعد أن اتهمهم ضمنا في خطابه بقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، وطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، في وقت وصف فيه إسرائيل بـ الديمقراطية الوحيدة الموجودة بالمنطقة.

ورفض بوش ما سماه "زعم البعض أن الديموقراطية لا تتوافق مع الإسلام، مؤكدا أن الديموقراطية تسمح بحرية المعتقدات الدينية ولا تمثل تهديدا للإسلام أو غيره من الأديان".

كما أعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني ـ إسرائيلي قبل نهاية العام الجاري، لكنه لم يقدم أي دليل ملموس علي تقدم المفاوضات قبل أن يغادر المنطقة، مخلفا وراءه إحباطا فلسطينيا.

في نفس السياق، وصف عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة "روز اليوسف" المصرية بوش بالشيطان الذي ينتحل صفة رئيس الجمهورية . وقال كمال إن بوش "جلياط ، قليل الذوق ويفتقد لكل معاني اللياقة".

وأضاف كمال المقرب من الحكومة المصرية: إن هذا الشخص ( بوش ) الذي يحمل صفة رئيس الولايات المتحدة، يحتاج إلي دروس في مختلف أنواع المعرفة والأخلاق.

من جانبه أكد كرم جبر رئيس مجلس إدارة صحيفة "روز اليوسف"، إن بوش أراد توظيف منتدى دافوس للدعاية لحزبه ، وقال: "إن بوش كان ضيفا ثقيل الظل وتصرف بطريقة "يا رايح كتر من الفضايح" ولم يراع أصول الضيافة".

وأشار جبر إلي أن بوش كان يتصرف في شرم الشيخ و كأنه يلقي خطابا داخل الحزب الجمهوري وقال : إن بوش سوف يرحل عن البيت الأبيض ولن يبقي منه شيئا من الذكريات.