خضع رئيس الوزراء الصهيوني ، أيهود أولمرت ، يوم أمس الجمعة لثالث تحقيق معه منذ تفجر قضية الشبهات الحائمة حوله ، في وقت قاله فيه مصدر قضائي إسرائيلي  رفيع المستوى :" إنه لو لم يكن "أيهود أولمرت " رئيسا للوزراء في إسرائيل، لكان قد تم اعتقاله فورا بعد الكشف عن قضية فساده، نظرا لخطورة التهم الموجهة ضده والأدلة الكافية التي جمعت ضده منذ أن تم التحقيق معه للمرة الأولى في قضايا في الثاني من أيار /مايو الماضي".

وكُشف النقاب أمس الجمعة عن قيام الشرطة الإسرائيلية خلال الشهر الأخير بعملية تحقيق مكثفة في شبهات جديدة منسوبة إلى رئيس الوزراء ايهود اولمرت وتتعلق بطريقة تمويل رحلاته الخاصة إلى الخارج عندما اشغل منصبي رئيس بلدية القدس ووزير الصناعة والتجارة ..وقالت مصادر إسرائيلية في أجهزة فرض القانون : إن الشبهات الجديدة المنسوبة إلى  اولمرت تدل على قيامه بعملية احتيال كلاسيكية .

وأفادت القناة التلفزيونية الثانية أن الشرطة الإسرائيلية ضبطت وثائق وحصلت على إفادة شاهد واحد على الأقل من شأنها أن تجرم اولمرت في هذه القضية .

وتتعلق الشبهات تحديداً بإقدام شركة السفريات التي استخدمها اولمرت على إرسال فواتير منفصلة إلى المنظمات والمؤسسات التي دعته إلى الخارج وكأن كلا منها تمول الرحلة بمفردها .

وتشتبه الشرطة الإسرائيلية بان اولمرت تمكن بفضل هذا الأسلوب من الحصول على مبالغ مالية أعلى بكثير من مصاريف رحلاته تم استخدامها فيما بعد لتمويل رحلات خاصة له ولأفراد عائلته .

ومن بين المؤسسات التي مولت بهذه الطريقة رحلات اولمرت ((مؤسسة ياد فشيم لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة النازية ،والجمعية من اجل الجندي ،وجمعية اكيم لمساعدة الاطفال المتخلفين عقليا)).

وجاء من بعض هذه المنظمات أنها لم تكن على علم بأنها تدفع ثمن رحلات كانت منظمة أخرى قد دفعت ثمنها .

أما بعض مقرَّبي اولمرت فرفضوا هذه الرواية رفضا قاطعا وقالوا انه لم يستخدم فوائض الأموال لأغراضه الخاصة , واتهم المقربون من رئيس الوزراء الشرطة والنيابة العامة بإصدار إعلانات دراماتيكية والقيام بحيل إعلامية في ظل يأسهما من احتمالات تجريم اولمرت في قضية ، رجل الأعمال" موريس تالانسكي . "

وكانت الشرطة والنيابة العامة الاسرائيلية قد أصدرتا بعد أمس ظهر الجمعة و بياناً مشتركاً أعلنتا فيه عن توسيع رقعة التحقيق الجاري مع أولمرت؛ وقام محققو الشرطة خلال الشهر الأخير باستجواب عشرات الأشخاص في هذه القضية بمن فيهم عدد من مستخدمي شركة السفريات.. كما تم تفتيش مكاتب هذه الشركة وتدعى (ريشون تورس) ومكاتب أخرى وضبطوا فيها وثائق مختلفة .

وقد خضع رئيس الوزراء الاسرائيلي الجمعة   لثالث تحقيق معه منذ تفجر قضية الشبهات الحائمة حوله.. وعُلم أن مديرة مكتب أولمرت سابقاً (شولا زاكين )خضعت أيضاً للتحقيق قبل ظهر الجمعة حيث وجهت إليها أسئلة تتعلق بالقضية الجديدة لكنها التزمت جانب الصمت علماً بأنها كانت المسئولة عن ترتيب رحلات أولمرت إلى الخارج.

ي ُ شار إلي أن الشرطة الإسرائيلية توجه لـ أولمرت تهمة الحصول على مئات آلاف الدولارات من رجل الأعمال الأمريكي "موريس تالنسكي" عدا ونقدا، وهي القضية المعروفة في إسرائيل بقضية مظاريف الأموال، ولكن أولمرت اعترف خلال التحقيق معه، انه فعلا تلقى من تالنسكي أموالا عدا ونقدا، زاعما أن المبالغ وصلت إلى مئات الدولارات فقط، وأنه تلقاها للمبيت والأكل والشرب خلال تواجده في زيارات رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكنتيجة لقضايا شبهات الفساد تلك بيّن استطلاع أجراه  معهد "داحاف الاسرائيلي "، هبوط نسبة المؤيدين لرئيس "حزب كاديما" ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، بنسبة 4% عن شهر حزيان/ يونيو الماضي، وبين الاستطلاع أنه في حال جرت الانتخابات التمهيدية اليوم فإن وزير الخارجية " تسيبي ليفني" تحصل على أعلى نسبة من الأصوات من بين مرشحي "كاديما".. وردا على سؤال حول التصويت لأي مرشح في حال أجريت الانتخابات اليوم، فقد حصل حصلت تسيبي ليفني على 37%، أما إيهود أولمرت فقد حصل على 18%.