مجموعة تريبيون الإعلامية الأميركية تشهر إفلاسها بسبب الأزمة الاقتصادية والإنترنت

الثلاثاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2008 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - سوا
عدد القراءات 3826
أشهرت مجموعة تريبيون الإعلامية الأميركية المالكة لصحيفتي شيكاغو تريبيون ولوس أنجلوس تايمز إفلاسها يوم أمس الاثنين بعد أن خسرت 124 مليون دولار خلال الفصل الثالث من هذا العام، لتصبح أكبر ضحية في صناعة الصحف الأميركية حتى الآن في ظل التراجع المستمر في عدد القراء والمعلنين في البلاد. وتقدمت المجموعة بطلب الإشهار لحمايتها من الدائنين بموجب قانون الإفلاس الأميركي بعد انهيارها تحت عبء الديون الضخمة، ويأتي ذلك بعد عام من تحويل المجموعة الصحفية إلى شركة خاصة بعد أن اشتراها ملياردير العقارات سام زيل. وقال زيل إن هذا القرار سيسمح للمؤسسة بإعادة جدولة ديونها، مشيرا إلى أن المجموعة ستواصل نشاطاتها تحت مراقبة قضائية خلال المفاوضات مع المصارف. وأوضح زيل أن مجموعته كانت ضحية لعوامل خارجة عن سيطرته بينها الانهيار السريع للعائدات الإعلانية بنسبة 19 بالمئة خلال الفصل الثالث من هذا العام والأزمة الاقتصادية وتراجع حركة النشر. وكانت المجموعة قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنها ستوقف خلال عامين اشتراكها مع وكالة أنباء أسوشييتد برس تماشيا مع العقد الموقع بينها وبين الوكالة. أما بالنسبة لصحيفة لوس انجلوس تايمز التي تعد أبرز صحيفة في المجموعة وفازت خلال 66 عاما 38 مرة بجائزة بوليتزر للصحافة، فقد قلصت خلال السنوات الأخيرة عدد العاملين فيها إلى حد كبير وبات عدد الصحافيين فيها 660 في مقابل 1200 في 2001. وارتفعت ديون المجموعة المالكة لثماني صحف يومية رئيسية و23 محطة تلفزيونية في البلاد بنحو ثمانية مليارات دولار عندما قام زيل بتحويلها إلى القطاع الخاص. ورغم عدم لجوء العديد من ناشري الصحف للحصول على قروض كبيرة فإنهم يصارعون من أجل التكيف مع أسوأ أزمة مالية منذ عقود. وأعلنت مجموعة غانيت وهي أكبر مجموعة إعلامية أميركية وأبرز صحفها يو اس ايه توداي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن صرف 10 بالمئة من موظفيها بعد تراجع أرباحها الفصلية بنسبة 32.5 بالمئة. وأعلنت مؤسسة ماكلاتشي الإعلامية للنشر التي سبق لها أن تخلت عن 10 بالمئة من موظفيها في يونيو/حزيران الماضي عن خسارة أكثر من 20 بالمئة من عائداتها الإعلانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالإضافة إلى 17 بالمئة خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام. ويزيد الانتشار المكثف لمواقع الانترنت من الصعوبات التي تواجهها وسائل الإعلام التقليدية. حيث قررت بعض المنشورات التخلي عن الورق لصالح الموقع الالكتروني مثل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور والتي صدرت أول نسخة عنها قبل حوالي 100 عام. وقررت هذه الصحيفة أن تتشارك مع ماكلاتشي بعض مكاتبها الخارجية. في موازاة ذلك، أعلنت وكالة أسوشييتد برس زيادة أجور خدماتها وسط اعتراضات من عدد من الصحف، كما أعلنت خفض عدد موظفيها بنسبة 10 بالمئة في 2009.