آخر الاخبار

وزير الداخلية يزور مقر الأكاديمية العسكرية العليا بعدن ويشيد بأدوارها في تأهيل الضباط للمرة الثالثة..الشيخ حميد الأحمر رئيسا لرابطة برلمانيون لأجل القـدس في أول رد على الاساءات التي طالت الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. بن عبود يطالب قنوات العربية والحدث وmbc بالاعتذار ويوجه انتقادا لقيادات حزب الإصلاح مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم

حفتر على أعتاب انكشاف الأوهام وانكسار الأحلام

الخميس 16 إبريل-نيسان 2020 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس-القدس العربي
عدد القراءات 3604

 

عميد بلدية الشويرف، الواقعة في وسط ليبيا والذي عينته الحكومة المناصرة للواء المتقاعد خليفة حفتر في الشرق الليبي، لجأ إلى وسيلة غير مسبوقة لمطالبة حكومة الوفاق الوطني بالإفراج عن شقيقه الذي وقع أسيراً خلال المعارك الدائرة جنوب طرابلس، إذ قطع أنبوب النهر الصناعي الذي يزود العاصمة بمياه الشرب فعطّش بذلك مئات الآلاف من السكان في هذه الظروف الصحية والإنسانية الدقيقة التي تمرّ بها ليبيا أسوة بغالبية بلدان العالم.

وضمن خطط الضغط العسكري التي تفتقت عنها أذهان ضباط حفتر لجأ هؤلاء إلى إغلاق صمام خط الغاز جنوب العاصمة بهدف قطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في غرب البلاد وجنوبها، فساد الإظلام التام أجزاء واسعة من طرابلس ومصراتة، رغم أن هذا العقاب الجماعي ينطوي على عواقب صحية وإنسانية شديدة الخطورة. ولكي تكتمل جرائم الحرب التي ترتكبها قوات حفتر، خضع مستشفى الخضراء المخصص لعلاج المصابين بفيروس كورونا إلى عمليات قصف واسعة لليوم الثاني على التوالي، أخرجت الأمين العام للأمم المتحدة عن صمته فأدان بشدّة هجمات على العاملين في المجال الصحي والمستشفيات والمرافق الطبية يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب.

في ميادين المواجهات العسكرية على الأرض خسر حفتر سلسلة مدن استراتيجية على طول الساحل الغربي، وتراجعت قواته عن مواقع سبق أن احتلتها خلال جولات كر وفر منذ ابتداء الهجوم على العاصمة في نيسان/ أبريل من العام المنصرم، ويلوح اليوم أن اقتراب قوات حكومة الوفاق الوطني من مدينة ترهونة وقاعدة الجفرة العسكرية سوف يحكم الخناق على سائر الاستراتيجية القتالية التي اعتمدها حفتر. وهذا بالرغم من المساعدات العسكرية الهائلة، والمساندة السياسية المعلنة أو المضمرة، التي يتلقاها حفتر من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، فضلاً عن آلاف المقاتلين المرتزقة من جنسيات مختلفة.

ومن الواضح أن حفتر يدفع اليوم ثمن إذعانه للضغط الإماراتي والانسحاب من تفاهمات وقف إطلاق النار التي تمّ التوصل إليها مطلع العام في موسكو، بمبادرة من الرئيسين الروسي والتركي، وانسياقه خلف أوهام انتصار عسكري حاسم يمكن أن يتحقق عبر استغلال واقع انشغال العالم بانتشار فيروس كورونا، أو اعتماداً على ممارسة العقاب الجماعي عن طريق قطع المياه والكهرباء وقصف المشافي والمصحات والمراكز الطبية.

وفي أعقاب المعارك الأخيرة، وبعد انسحاب قوات حفتر من المواقع التي كانت تحتلها، تكشف أكثر من أي وقت مضى الحجم الهائل للأسلحة والمعدات العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي النوعية المتطورة والطائرات المسيرة التي جرى شحنها إلى جيش اللواء المتقاعد. ورغم ذلك يبدو واضحاً أن هذه الترسانة الضخمة، المترافقة مع مرتزقة من طراز عالي التدريب والتهيئة مثل مجموعات «فاغنر» الروسية، والعجز الأممي عن إحداث أي تغيير أو ممارسة أي ضغط على القوى الخارجية المتورطة في دعم حفتر، لم تُحدث الفارق المطلوب ولم تحقق أياً من أحلام الاقتراب من تخوم طرابلس.

والمعطيات الراهنة التي تقر بها الأمم المتحدة تشير إلى مسؤولية حفتر عن تدمير 27 مركزاً صحياً، وإغلاق 14 منها نهائياً، وتهديد 23 بدمار متفاوت أو وشيك. وكل هذا، وسواه كثير، يعني أن المواطن الليبي المدني والأعزل هو الضحية الأولى للمغامرة العسكرية المجنونة التي يقودها جنرال واهم ومريض وتابع.