هو يوم الطالب المتفوق والطالبة المتفوقة فقط.. هو يوم لتكريم من سهر الليالي وأجهد نفسه وعقله أمام دفاتره وكتبه ومستلزماته الدراسية.. هو يوم الاحتفال بثمرة الجهد الطيبة، ثمرة التفوق والعلو والسمو في سموات العلم والمعرفة بوادي حضرموت.

هذا المشهد تجسد بجلاء ووضوح صباح السبت الماضي، في مهرجان الرواد الأول الذي كرّم خلاله أوائل طلاب المرحلة الثانوية والأساسية والمعاهد المهنية والصحية للعام الدراسي 2008-2009م وأقامته جمعية رعاية الطالب بوادي حضرموت، وذلك في قاعة المجمع الحكومي بمدينة سيئون، ضمن فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م وبرعاية من وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير.

حيث ألقى عمير كلمة عبر في مستهلها عن سعادته البالغة لحضور هذا المهرجان، مهنئا الطلاب المتفوقين بنجاحهم الذي حملوه بين جنباتهم التي سهرت الليالي وأتعبت الأيام الطويلة، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يأتي ضمن فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية التي يحتفل بها اليمنيون جميعا، داعيا الطلاب والقائمين على الجهات التعليمية إلى المحافظة على القيم الخلاقة التي يجب على الطالب حملها، والتحلي بالأفكار النبيلة التي تنتج جيلا مثقفا واعيا بمجتمعه ومهتما بواقعه، كما نصحهم بالابتعاد عن الأفكار الهدامة التي ليس فيها خيرا سوى تفريق الجمع وخلق الفتن والاختلافات التي لا تبني وطنا موحدا.

من جانبه ألقى عبد الله رمضان باجهام- الأمين العام لجمعية رعاية الطالب كلمةً, شكر في بدايتها كل الحضور والقائمين على المهرجان، مستعرضا نشاطات الجمعية التي شملت كثيرا من مناطق وادي حضرموت والمتمركزة في مساعدة الطلاب ودعمهم لمواصلة تعليمهم الأساسي والثانوي والجامعي وحتى المهني وغيره، منوها بشكره الجزيل للجهات الخاصة والحكومية على استمرار الدعم المتواصل، والذي أسهم إسهاما كبيرا في نجاح عمل الجمعية وبقائها في بذل الخير وتشجيع الطلاب، كما شكر في نهاية كلمته كل الراعين للمهرجان الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في نجاح المهرجان.

بعدها قام الطالب محمد عبد الرحمن بادغيش وألقى كلمة الطلاب المكرمين أشاد فيها بعمل الجمعية وما تقدمه للطلاب من خدمات جليلة تهوّن من حمل الطالب المادي والمعنوي، معبرا عن سروره من أسرته التي جهدت أيام طويلة في متابعته، وكذا أسر زملائه المتفوقين، مشيرا إلى أن هذا المهرجان الذي توج فيه المتفوقون ما هو إلا تتويج لأسرهم التي تجني خلاله جهد أبنائهم الناجحين.

وشكر بادغيش في نهاية كلمته الجمعية الأهلية بقوله: أنتم أصحاب السبق والريادة لقد بذرتم بذورا لا تحتويها حدائق الدنيا فبذرتكم في الأرض ثابتة جذورها, وفروعها في السماء مقبولة مثمرة يانعة بإذن الله تعالى .

ثم ألقى كلمة الضيوف الشيخ أحمد الدبوس- رئيس جمعية الشيخ أحمد الدبوس بدولة الكويت هنأ خلالها الطلاب بقوله: نبارك ونهنئ للطلاب الأوائل المتفوقين بهذا المهرجان الذي ثمن جهودهم في مجال التحصيل العلمي, موضحا أن كل شيء في المهرجان بالنسبة له مفاجأة لما لمسه من حسن تنظيم وإعداد متقن، شاكرا الجمعية ممثلة بأمينها العام بنجاح المهرجان وجميع أهالي وادي حضرموت خاصة واليمن عامة باختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، مؤكدا أن اختيار تريم جاء لدورها الريادي في نشر العلم لكثير من بلدان العالم، ومضيفاً بقوله: إن الجمعية الأهلية لرعاية الطالب هي من الجمعيات المعروفة لدينا بنشاطاتها المختلفة في كل الجوانب الطلابية.

إلى جانب تلك الكلمات شملت فقرات المهرجان على عدد من الأناشيد الناهضة لهمم الطلاب والداعية إلى التفوق والنجاح، من أداء فرقة الأحقاف الفنية بتريم بالإضافة إلى أوبريت إنشادي هادف كان تحت عنوان (بالعلم نسمو)، وقصيدة شعرية رائعة.

حضر فعاليات المهرجان فهد صلاح الأعجم- الوكيل المساعد لمحافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، ومعاذ الشهابي- مدير المكتب التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية، وأحمد بن دويس مدير مكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء، وعدد من أعضاء مجلس النواب ومدراء العموم وأسر الطلاب المتفوقين وأحبائهم.