أدت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش ومسلحين في منطقة "الراحة" بمحافظة لحج إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين إضافة إلى امرأة, في حين خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الحبيلين اتهمت لجان الوساطة في ردفان, والتي يقودها العميد ثابت جواس, بالتجسس لصالح أجهزة الأمن القومي.

وقال مراسل "مأرب برس" إن الاشتباكات وقعت بين مصفحتين عسكريتين كانتا ذاهبتان إلى منطقة العند محافظة لحج, ومجموعة من المسلحين كانوا يقيمون نقاطا أمنية لحصار قوات الجيش في معسكرات الراحة الحبيلين, ما أدى إلى مباشرة قوات الجيش بقصف قرى منقطة "الراحة" مما سبب بإصابة امرأة تم إسعافها إلى إحدى مستشفيات عدن, ويلف المنطقة هدوءا حذرا في هذه الأثناء.

إلى ذلك تظاهر اليوم الخميس 27/5/2010, آلاف المواطنين في مدينة الحبيلين بمحافظة لحج؛ لمطالبة الأمم المتحدة ومنظمات المؤتمر الإسلامي والإغاثة الإنسانية التوجه إلى ردفان لفك الحصار الحديدي المفروض عليها منذ أكثر من 10 أيام.

كما طالب المتظاهرون الأمم المتحدة إرسال فرق طبية وإغاثة ومواد غذائية ومحروقات إلى المنطقة بسبب الحصار المفروض عليها والذين قالوا إنه أدى إلى نفاد معظم الحاجيات الضرورية للمدينة.

من جهته أكد الدكتور ناصر الخبجي- رئيس مجلس الحراك الجنوبي بمحافظة لحج, أن صفقة أسلحة وصلت عبر ميناء عدن قبل أسابيع من العربات المجنزرة الحديثة والأطقم العسكرية, وأنه تم نقلها إلى وحدات الجيش المختلفة بمناطق ردفان والمناطق القريبة منها, مدللا على أن السلطة تقوم بحشد عسكري لمواجهة الحراك السلمي الجنوبي, حد تعبيره.

وحذر الخبجي في كلمته التي ألقاه في المظاهرة التي وقعت صباح اليوم مما أسماه بـ"مؤامرة خطيرة", قال إنها "تستهدف الحراك ومشروع فك الارتباط واستعادة الدولة", منوها إلى أنه "يجب على أبناء الجنوب أن يدركوا أن الصراع هو صراع إرادة من أجل البقاء وانتزاع الحق الجنوبي بالطرق والخيارات المفتوحة".

وقال: "إننا ندرك العقلية القبلية لسلطة (.....) ورغبتها بالسيطرة والهيمنة على حق الآخر وهذا لا يستبعد أن هناك تحضير وإعداد لحملة عسكرية على ردفان الثورة", مضيفا "نقول لأبناء ردفان والجنوب عامة المنتمين إلى سلطة (.....) لقد حان الوقت ان تقفوا إلى جانب الحق وترفضوا الباطل مهما كانت قوته لن يدوم ولن يطول وسوف يسقط أمام قوة الحق".

وخاطب الخبجي المسئولين من المحافظات الجنوبية في السلطة: "هل يرضيكم أن أبناء ردفان ويافع والضالع مثل غزة الفلسطينية يعيشون أسبوعهم الثاني تحت الحصار الأمني والعسكري والاقتصادي ونحن نقول لكم إن الصمت عار إن الصمت عار وسنضل نحفر في الجدار إما وجدنا فتحة للنور وإما متنا على وجه الجدار".

وقال رئيس مجلس الحراك الجنوبي بمحافظة لحج إن لجان الوساطة لا تمتلك الصلاحية ولا القرار, متهما إياها بأنها مجرد ناقل للمعلومات المعلومات وقياس الرأي الشعبي الجنوبي إلى أجهزة الأمن القومي لتبني خطط للمواجهة الأمنية كانت بالعنف والقوة أو بالإشاعة وزرع الفتن وزعزعت الثقة بين أبناء الجنوب, حد تعبيره.

*الصور من مظاهرة الحراك الجنوبي اليوم الخميس 27/5/2010 بـ"الحبيلين".