آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

طرود مشبوهة تكمل ما بدأه فاروق عبد المطلب

السبت 30 أكتوبر-تشرين الأول 2010 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- نشوان العثماني:
عدد القراءات 9961

مجددا عادت اليمن إلى دائرة الرعب, ومجددا شعر العالم أنها تمثل مصدر تهديد للجميع, كما عاد تنظيم القاعدة إلى الواجهة مجددا بذات الزخم الذي بدأه في ديسمبر 2009.

هذه المرة لم يكن هناك بطل كـ"فاروق عمر عبد المطلب"، نيجيري الجنسية, 23 عاماً، بل كانت هناك طرود بريدية تحمل متفجرات تم كشفها في مطار دبي, وقالت مصادر أمنية أمريكية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشخص الذي أرسل الطرود "لديه تاريخ إرهابي طويل", بينما ذكرت شركة "فيدكس" أن السلطات الإماراتية "صادرت طرداً مشبوهاً من منشأة تابعة لها في دبي، مصدره اليمن", وقالت الناطق باسم الشركة، موري لين: "لقد أوقفنا كافة عملياتنا من اليمن، ونحن نتعاون بشكل كامل مع الأجهزة المعنية".

الجمعة, 25 ديسمبر عام 2009, ذكرت معلومات أن شابا نيجيريا يدعى "عمر فاروق عبد المطلب" حاول اختطاف طائرة أمريكة أقلعت من العاصمة الهولندية أمستردام, مشيرة إلى أن عبد المطلب حاول تفجير الطائرة بعبوة ناسفة.

المثير في الأمر أن الشاب النيجري تلقى تعليما في اليمن, وقيل أيضا إنه حصل على المتفجرات كما تلقى تدريبا باستخدامها في ذات الدولة, وافتتح الباب على مصراعيه أمام التهديد القادم من جنوب شبه الجزيرة العربية.

وأمس الجمعة, 29 أكتوبر 2010, ما يقارب العام بين الحادثتين, احتشدت معلومات كثيرة, وأهم ما حملته رياح الإعلام أن ثمة مواد مشبوهة, ربما تكون قنابل أو مكونات لقنابل, زرعت داخل حاويات للحبر، تستخدم في الطابعات الموصولة بأجهزة الكمبيوتر تم كشفها في مطار الدبي. مصدر أمني امريكي قال لـ" CNN " إن الطرود البريدية المشبوهة كانت في طريقها إلى كنس يهودية في أمريكا، مضيفاً أن هناك طائرات تخضع للتفتيش خارج الولايات المتحدة، مشيراً إلى عمليات بحث تطال شحنات في طائرات موجودة ببريطانيا، وأخرى في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه أكد عدم معرفته ما إذا كانت هذه العملية تنطوي على محاولة حقيقية لتهريب متفجرات لأمريكا، أو مجرد اختبار لرد الفعل الأمني.

المعلومات التي نشرت أثارت هلعا وإرباكا, وتسببت بحالة من التأهب في عدة مطارات بأمريكا والعالم, وخصوصا مع إعلان السلطات البريطانية، بالتزامن مع هذه التطورات، عن العثور على "طرد مشبوه" على متن رحلة توقفت في لندن في طريقها من اليمن إلى مدينة شيكاغو الأمريكية.

وقال مصدر أمني للـ CNN إن الشرطة البريطانية عثرت على محبرة من النوع المستخدم في الطابعات، ولكنها "تعرضت للتلاعب" دون أن يحدد طبيعة التلاعب، غير أنه أكد بأن الفحوصات التي أجريت على المحبرة أكدت عدم احتوائها على مواد متفجرة، بينما تخضع عدة طائرات شحن للتفتيش في مطارات أمريكية.

والمحابر التي جرى العثور عليها في دبي كان تحوي, بحسب مصدر أمني أمريكي, دوائر كهربائية وأسلاك، وهي مغطاة بمسحوق أبيض لم تتضح طبيعته بعد، وهي قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء، وكانت في طريقها إلى مدينة شيكاغو الأمريكية.

عمليات التفتيش في المطارات الأمريكية تركزت على البحث في طائرات الشحن والطرود القادمة من اليمن، وقد جرى عزل الطائرات في مكان بعيد عن المدارج بهدف عدم عرقلة عمليات الطيران في المطارات المعنية.

بصمات القاعدة

وكانت شرطة دبي والولايات المتحدة قد أكدتا أن الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن وكانا متجهين إلى الولايات المتحدة يحملان بصمات تنظيم "القاعدة", في حين قالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية جانيت نابوليتانو "أعتقد أننا متفقون على أنهما يحملان كل بصمات تنظيم القاعدة وخاصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب", مضيفة "أن الطردين المفخخين كانا يحويان نفس النوع من المواد الناسفة التي استخدمت في المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية متجهة من أمستردام إلى ديترويت في عيد الميلاد العام الماضي".

شرطة دبي: الطرد مشابه لأساليب القاعدة

واعلنت شرطة دبي في بيان لها اليوم السبت ان الطرد الذي ضبط في مطار دبي قادما من اليمن يحوي متفجرات ومزودا بنظام تفجير "يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات ارهابية كتنظيم القاعدة".

واوضحت الشرطة في بيانها أن التحقيقات التي اجرتها بشان الطرود المشبوهة والتي عثر عليها فريق البحث والقادمة من اليمن عبر شركة فيدرال اكسيبرس الاميركية للشحن الجوي (فيديكس) بيّنت انها "طابعة كمبيوتر تحوي مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة".

واضافت ان الطرود أعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف النقال اخفيت داخل الطابعة, مشيرة إلى أن "اسلوب الاستهداف يحمل خصائص مشابهة لاساليب سابقة نفذتها تنظيمات ارهابية كتنظيم القاعدة". وطبقا للبيان, فإن الخبراء بشرطة دبي قاموا بابطال مفعول تلك المتفجرات.

شرطة دبي "تلقت معلومات عن طريق الاتصال الدولي تفيد باحتمال وجود مواد متفجرة مخفية في بعض الطرود البريدية القادمة من اليمن عبر شركة فيدكس إلى مطار دبي الدولي"، وتضيف الشرطة ان الخبراء حددوا ان "المواد المكتشفة هي بيتن " PETN " وايزايد الرصاص وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم في صواعق التفجير".

و"البيتن" هي مادة متفجرة شديدة القوة يمكن تفجيرها بواسطة صاعق او بدرجة حرارة مرتفعة. وهذه المادة المتفجرة استخدمت في 25 كانون الاول/ديسمبر 2009 في محاولة لتفجير طائرة اميركية اثناء رحلة من امستردام الى ديترويت، غير ان نظام التفجير لم يعمل واصيب منفذ المحاولة وهو نيجيري عمره 23 عاما بحروق بالغة, طبقا لـ"العربية نت".

وكمية المتفجرات المكتشفة, أمس الجمعة بدبي, تبلغ عدة أضعاف من تلك التي عثر عليها بحوزة الفاروق، وتبلغ 80 غراماً من مادة "بيتن" شديدة الانفجار, طبقا لـ" CNN ".

وشركة فيدكس الاميركية لها مكتب في صنعاء يجمع الطرود المطلوب نقلها الى الخارج لكن الشركة لا تسير رحلات بطائراتها الخاصة في صنعاء، بحسب ما افاد مصدر يمني في مجال النقل الجوي.

القاعدة في مواجهة تهديد أوباما

الرئيس الاميركي باراك اوباما أكد تصميمه على "تدمير" تنظيم القاعدة في اليمن الذي اصبح في طليعة اهداف الولايات المتحدة بعد محاولة تفجير طائرة ديترويت عشية عيد الميلاد الماضي.

وأضاف أن الطرد المشبوه المكتشف في بريطانيا والثاني الذي اكتشف في دبي كانا يحويان مواد متفجرة ومرسلان الى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو.

وتعهد أوباما، في كلمة مقتضبة وجهها إلى الأمريكيين, بالعمل على "تدمير تنظيم القاعدة في اليمن،" في إشارة إلى تحميل واشنطن مسؤولية العملية له.

وكان البيت الأبيض قد اعلن في وقت سابق أن الطرود المشبوهة تم إرسالها من اليمن من قبل شخص واحد، إلى الولايات المتحدة عبر شركة "يو بي أس"، وقد وصفت الطرود بأنها تحتوي مواد "حساسة جداً".

ماذا عن موقف الحكومة اليمنية؟

في الوقت الذي عبر فيه مصدر مسؤول, عن استغرابه واندهاشه من قيام بعض الوسائل الإعلامية بالزج باسم اليمن في اكتشاف طرود متفجرة فوق طائرة شحن أمريكية تابعة لشركة ups كانت قادمة من اليمن إلى لندن, أعلنت مصادر أمنية يمنية ضبط 26 طردا مشبوها يجري التحقيق فيهم حاليا، فيما تم اعتقال موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي لاستجوابهم في إطار حملة للتصدي لتنظيم القاعدة بعد العثور على طردين في دبي وبريطانيا يحتويان على ما يبدو مواد متفجرة قادمة من اليمن.

وفيما قال المصدر المسئول, طبقا لوكالة سبأ, إنه لا يوجد لشركة (يو بي أس) أي طائرات شحن أو غيرها أقلعت أو تقلع من اليمن كما أنه لا يوجد أي طيران مباشر أو غير مباشر سواءً للركاب أو الشحن من أي من المطارات اليمنية إلى مطارات المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية، أكدا مسئول أمني وصف بـ"رفيع المستوى" لـ"قناة العربية" أن السلطات اليمنية بدأت حملة مكثفة لملاحقة مسلحين مشتبه بتورطهم في إرسال الطرود الى الولايات المتحدة الأمريكية, فيما أوضحت مصادر أمنية أخرى قريبة من التحقيقات أن ضبط الطرود وتوقيف الموظفين يندرج في إطار التحقيق الذي تجريه السلطات اليمنية على إثر ضبط طردين في دبي وبريطانيا قادمين من اليمن ويحويان متفجرات.

وأفاد شهود عيان ان قوات الامن اليمنية أقامت نقاط تفتيش في أرجاء العاصمة صنعاء لتفتيش المركبات والتحقق من بطاقات الهوية بما في ذلك الحي الدبلوماسي بعد الكشف عن الطرود. كما أفاد شهود عيان آخرون, طبقا للـ CNN , أن قوات من الشرطة العسكرية، بالإضافة إلى أفراد الأمن العام، منتشرين في أرجاء العاصمة صنعاء ومداخلها.

وكان مصدر دبلوماسي يمني في واشنطن قد قال لـ"مأرب برس" إن صنعاء أطلقت تحقيقات واسعة لمعرفة خلفيات القضية في إرسال الطرود البريدية المشبوهة التي أدت إلى حالة من التأهب في عدة مطارات بأمريكا والعالم أمس الجمعة على متن طائرة شحن تابعة للــ UPS القادمة من اليمن. في حين قالت السفارة اليمنية في واشنطن إنه ليس لديها تأكيد حول محتوى الطرود المشبوهة التي عثر عليها على متن الطائرات المتوجهة الى الولايات المتحدة وان الحكومة فتحت تحقيقا كاملا في الحوادث المذكورة.

وفي تطور جديد أعلنت السلطات الأمنية اليمنية, اليوم السبت, ضبط 26 طردا مشبوها واعتقال عدد من الأشخاص إثر شنها حملة تفتيش مكثفة في أنحاء الجمهورية لملاحقة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بعد العثور على طردين مفخخين في دبي وبريطانيا ارسلا من اليمن الى الولايات المتحدة واستهدفا اهداف يهودية في شيكاجو.

ونقلت الوكالة الفرنسية أن السلطات اليمنية السبت ضبطت 26 طردا مشبوها واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي، على ما أفاد مصدر قريب من التحقيق. في حين ذكرت "يمن بوست" الصادرة باللغة الانجليزية ان أجهزة الامن اليمنية اعتقلت امرأتين مشتبها بهما في ارسال الطرود البريدية موضع الاشتباه والتي عثر عليهما في مطاري دبي ولندن.

ارتياح أمريكي من الرياض

إلى ذلك, نقلت صحيفة "الرياض" السعودية أن البيت الأبيض أعرب في بيان له عن امتنانه للمملكة السعودية على مساعدتها في الكشف عن الطرود المشبوهة المتجهة من اليمن إلى الولايات المتحدة. في حين نسبت وسائل إعلامية لـ"جون برينان- مستشار الرئيس الامريكي باراك اوباما" قوله إن "الولايات ممتنة للمملكة العربية السعودية على مساعدتها في تطوير المعلومات التي ساعدت على تأكيد قرب وقوع التهديد القادم من اليمن".

وأضاف برينان "أن السعوديين بالإضافة إلى مسئولين في بريطانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وأصدقاء وشركاء آخرين ساعدوا الولايات المتحدة في تحديد الطردين المريبين في دبي ومطار ايست ميدلاندز ببريطانيا".

تكتيكات مختلفة

بحسب "الجارديان" البريطانية, فإن اكتشاف الطرود على متن طائرات في دبي ولندن يمثل تغيرا واضحا في تكتيكات تنظيم القاعدة والتى كان هدفها المعابد اليهودية في شيكاغو, موضحة أن هذه العمليات أثارت انتباه دول القارات الثلاث إزاء تحرك عناصر الإرهاب الدولي بعد إبلاغ المخابرات البريطانية الولايات المتحدة بالواقعة.

ولعله من السابق لأوانه فهم طبيعة هذا التغير, وهذه الربكة التي سرت قشعريرتها على جسد العالم بهذه السرعة, لكن كل الاحتمالات تبقى مطروحة على رقعة الحرب مع تنظيم القاعدة. وبالإمكان النظر إلى الطرود المشبوهة على أنها أسلوب مختلف, لكنها أتت لتكمل ما بدأه فاروق عبد المطلب, سواء كتهديد حقيقي من تنظيم القاعدة, أم كلعبة لا تفهمها إلا الأيادي الخفية.

*الصورة لـ"طابعة" كانت داخل طرد عثر عليه في دبي, الجمعة 29/10/2010- رويترز.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة