ناشد ضباط الجيش إعلان موقف وطني ودعا قادة الجيش إلى حماية الشعب ورفض أي أوامر بقتل المعتصمين أو استخدام الرصاص

الخميس 14 إبريل-نيسان 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - أبوبكر عبدالله- الخليج
عدد القراءات 8026

حذر اللواء عبدالله علي عليوة، وزير الدفاع السابق والمستشار العسكري للرئيس اليمني علي عبدالله صالح من الحرب الأهلية، ودعاه إلى اتخاذ قرار شجاع وتاريخي بالتنحي سلميا لتجنيب اليمن الانزلاق إلى الحرب، وألا يستمع إلى “بعض المنتفعين وأصحاب المصالح".

ويعد اللواء عليوة من أكثر القادة العسكريين المقربين من الرئيس صالح الذي تنحسر دائرة مؤيديه من قادة الجيش الكبار منذ اندلاع الثورة الشبابية المطالبة بإسقاط النظام في منتصف فبراير الماضي، وأعلن بعيد الهجوم الذي استهدف المحتجين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء في "جمعة الكرامة" (18 مارس) اعتكافه في منزله احتجاجا على سقوط 55 قتيلا ومئات الجرحى من المدنيين.

ولاحظ اللواء عليوة أن "النظام يحاول حالياً إشعال نزاعات مسلحة”، فيما اعتبره “صراعاً بين الشعب بكل فئاته والنظام الذي يدفع باليمن نحو السيناريو الليبي من طريق بعض القوى التي لها مصالح والمستفيدة من النظام والتي تعمل على عرقلة نقل السلطة سلمياً وجر الوطن إلى أتون الحرب الأهلية دفاعا عن مصالحها الضيقة".

وناشد ضباط الجيش إعلان موقف وطني يضمن للبلاد السير في الطريق الآمن، كما دعا قادة الجيش إلى حماية الشعب ورفض أي أوامر بقتل المعتصمين أو استخدام الرصاص الحي ضد المدنيين.

كما دعا القيادات الوطنية في المؤتمر الشعبي والسلطة إلى إعلان موقف حاسم والالتحاق بساحات الاعتصام، لأن البلاد ستنجر إلى حرب أهلية إذا ما طال أمد الأزمة في حين أن إعلانهم مواقف حاسمه لصالح الوطن تتيح السير بالبلاد إلى طريق التغيير الآمن.

وأشار عليوة إلى أن محاولة اغتيال اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع تفسر أن النظام يتجه نحو السيناريو الليبي "إذ كان الهدف من العملية إشعال صراع مسلح مع قوات الفرقة الأولى التي يقودها اللواء الأحمر لتكون شرارة أولى لتكرار السيناريو الليبي غير أن العملية أحبطت بعدما رفضت أطراف عدة الانجرار في هذا السيناريو".

وأكد أن القطار فات النظام وأن "من يقوده حاليا هم شباب الثورة ومن الأفضل أن يتدارك النظام الموقف لأن الثورة سوف تنتصر كونها تمثل اليوم مطلبا شعبيا تنخرط فيه سائر شرائح المجتمع وتحظى بتأييد شعبي وإقليمي ودولي تحت شعار واحد هو إسقاط النظام"، مشيرا إلى أن ما يدور اليوم لكبح الثورة الشعبية ليس إلا محاولة لكسب الوقت ومناورات لكن الثورة ستنتصر في النهاية.

وإذ اتهم نظام الرئيس صالح بتمزيق الوطن وجعله يتشظى خلال السنوات الماضية أكد عليوة أن الثورة الشبابية جاءت لتنقذ اليمن من حال التمزق، وقال إن النظام يتآكل حاليا من الداخل سواء في مؤسسة القوات المسلحة أو مؤسسات الدولة أو في الحزب الحاكم.

وتوقع أن ينحاز الجيش اليمني إلى الشعب بما في ذلك قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس، كما توقع أن يكون للجيش تأثير على الرئيس لاتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة الوطن والشعب، في إشارة إلى إمكانهم إقناعه بالتنحي سلميا وتجنب سفك الدماء . وقال إن المبادرة التي أعلنها المجلس الوزاري الخليجي في الرياض كانت ولا تزال الأمل الأخير للنظام خصوصا وأن تعاطيه مع المبادرة الخليجية كان مربكا (نعم ولا، نرفضها ونرحب بها).

وعزا اللواء عليوة ولاء بعض قوات الجيش للرئيس صالح إلى حديث النظام المتكرر عن المؤامرات التي يتهم فيها الآخرين بالعمل ضد الوطن والانقلاب على الدستور والشرعية، ما جعل الجيش يحيد عن دوره الوطني في الدفاع عن السيادة والأمن إلى حماية أشخاص تحت مظلة حماية النظام والدستور.

وأشار إلى أن هناك شرعية دستورية للنظام وشرعية شعبية تعبر عنها الاحتجاجات والمعتصمون في ساحات التغيير والحرية “وهي الأساس بعدما قتل النظام شرعيته".

ودعا المقربين من الرئيس صالح الذين قال إنهم قيادات وطنية ونضالية وكفاءات كبيرة، إلى محض النصح للرئيس من اجل اتخاذ القرارات المناسبة، وأن يكون لهم دور في هذه المرحلة الخطيرة لكي يخرج اليمن بأمان من وضعه الراهن المتأزم بان يتخذ الرئيس قرارا تاريخيا بالتنحي بصورة مشرفة بآلية يختارها هو بعيدا عن لي الأذرع.

ولم يستبعد اللواء عليوة مفاجأة من الرئيس صالح الذي قال إنه صاحب قرار وتاريخ وطني، مشيرا إلى أن قراره التنحي سيخرج اليمن من هذه الأزمة إلى بر الأمان ليتوج بذلك تاريخه النضالي لأنه قد حكم الشعب بما فيه الكفاية.

وأضاف قائلاً : "لا زلت أثق كثيرا بان الأخ الرئيس سيحافظ على تاريخه الوطني وسيتجنب الانزلاق نحو الحرب الأهلية وأن يتعامل مع الأزمة بمسؤولية لإخراج اليمن من المأزق الراهن لأن الشعب اختار طريقه وإرادة الشعوب من إرادة الله ولا زالت بيده خيوط، وبين الحرب والسلم خيط رفيع".

وأكد دعمه لفكرة أن يكون الرئيس مدنيا وأن تكون القوات المسلحة مؤسسة وطنية محايدة تحمي السيادة الوطنية والشعب والدستور، مشيراً إلى أن الرئيس صالح قائد وطني له بصمات وانجازات كما حقق مكاسب كبيرة وهناك سلبيات.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية