آخر الاخبار

نتنياهو يعلن التمرد والتحدي لقرار مدعي الجنائية الدولية “مأرب بارك”.. أوّل “مول” تجاري “مفتوح” في محافظة مأرب بمواصفات عالمية عدن..البنك المركزي يعقد اجتماعاً استثنائياً وهذا ما خاطب به البنوك في مناطق الحوثيين وزارة الداخلية تدشن البرنامج التدريبي لموظفي أمن المنافذ بدعم سعودي في ثالث حالة من نوعها خلال ثلاثة أشهر. وفاة مختطف في سجون مليشيا الحوثي بعد 7 سنوات من اختطافه السفير الأمريكي يناقش قضايا المهمشين والأقليات في اليمن مع الحذيفي أول رد من حركة حماس على أوامر محكمة الجنايات الدولية بإعتقال قادة في المقاومة المبعوث الأممي إلى اليمن يلتقي بعدة أطراف خليجية ودولية في العاصمة الرياض لدفع بالوساطة الأممية منظمة صدى توجه مناشدة عاجلة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وتحذر من الإجراءات القضائية غير القانونية التي تطال عدد من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان في اليمن من عثر على موقع حطام طائرة الرئيس الإيراني؟ هناك روايتين

عشرات الإعلاميين الحكوميين يدفعون ثمن تأييدهم للثورة

الأحد 26 يونيو-حزيران 2011 الساعة 12 مساءً / مأرب برس/ العربية نت/ عبد العزيز الهياجم
عدد القراءات 8749
 
 

أحدثت الاحتجاجات الشبابية المتواصلة منذ فبراير/شباط الماضي في اليمن، زلزالاً في المشهد الإعلامي اليمني، كان أكثر من دفع فاتورته إعلاميو المؤسسات الحكومية، الذين انقسموا بين من أعلن تأييده لثورة التغيير الشبابية، ليخسر في المقابل موقعه وامتيازاته ويصبح عرضة للإقصاء والاجتثاث؛ أما البعض الآخر الذي يستميت دفاعاً عن النظام والرئيس علي عبدالله صالح، فقد وجد نفسه في قفص الاتهام وخانة التشويه بالنسبة لليمنيين المناهضين للنظام، الذين يرون في هؤلاء أبواق سلطة وأزلام حاكم وأعداء ثورة شعب يتوق إلى الحرية والمستقبل الأفضل.

وفي حين كان السائد في المشهد الإعلامي اليمني على مدى الفترات الماضية وصراعاتها، سواء بين السلطة والمعارضة أو الحرب على القاعدة أو المواجهات مع الحوثيين، هو تعرض الصحفيين المستقلين والمعارضين للنظام لصنوف من القمع والسجن والتعذيب وانتهاك الحريات الصحفية بسبب كتابات وبرامج اعتبرتها السلطة ضد مصالح الوطن وتوجهات النظام؛ فقد جاءت الاحتجاجات الشبابية المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس لتضع الكرة في ملعب صحفيي الحكومة الذين وقعوا ضحية خيار واحد: "إما أن تكون معنا أو ضدنا".

وكانت البداية عقب تظاهرات "جمعة الكرامة" في 18 مارس/آذار الماضي، التي واجهتها الأجهزة الأمنية بقمع وحشي أسفر عن مقتل 52 متظاهراً ومئات الجرحى، وشكلت هزة عنيفة في وجدان ومشاعر المجتمع اليمني، كان من ثمارها إعلان عشرات الصحفيين الرسميين بينهم قياديون يقفون على رأس هرم مؤسسات إعلامية كبيرة، تأييدهم للثورة الشبابية، حيث قدم البعض منهم استقالته من منصبه وتخلى عن عضويته في الحزب الحاكم، في حين اكتفى البعض الآخر بتسجيل موقف عبر الاستقالة من الحزب والاحتفاظ بموقعه، كون ذلك وظيفة عامة وحق لا يسقط في ظل النظام القائم أو أي نظام آخر.

ومثلما أن الذين أكدوا استمراريتهم في مواقفهم المؤيدة للنظام اعتبروا لدى الطرف الآخر "ضد الثورة"، فإن الذين أعلنوا تأييدهم لحركة التغيير، وبقدر ما ارتفعت أسهمهم على المستوى الشعبي وجدوا أنفسهم في القائمة السوداء بالنسبة للحكومة.

وطفت المضايقات التي تعرض لها هؤلاء إلى السطح أخيراً عبر سلسلة من الاحتجاجات التي كان أبرزها اعتصاماً نظمه أكثر من 40 من المذيعين والعاملين في القناة الفضائية الرسمية وقنوات عدن وسبأ والإيمان الحكومية.

وإزاء ذلك، حذرت نقابة الصحفيين اليمنيين، إدارة التلفزيون اليمني، من تنفيذ مخطط لإقالة صحفيين عاملين في القنوات اليمنية، رفضوا الانصياع لأوامر الإدارة بفرض رقابة على أخبار المظاهرات المناهضة للحكومة أخيراً، وقالت "إن مخططاً كهذا لن يمر دون مواجهة".

وجاء هذا التحذير في أعقاب الكشف عن مذكرة بعثتها "قناة اليمن الرسمية" إلى مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون فيها قائمة تضم أسماء أكثر من أربعين إعلامياً، "مذيعون، صحفيون، إداريون، وفنيون"، لاستصدار قرار بفصلهم على خلفية تأييدهم لثورة الشباب.

وفي تصريح لـ"العربية.نت"، قال نائب مدير عام الأخبار السابق بالقناة الفضائية اليمنية توفيق الشرعبي، والذي استقال من منصبه احتجاجاً على قمع المتظاهرين وتأييداً للثورة الشبابية: "ما قدمناه للثورة الشبابية في اليمن شيء يسير مقابل ما تعني لنا اليمن. ومكاننا هو ساحات التغيير حتى نرى يمناً جديداً".

وفيما كشف صحفيون في مؤسسات صحفية وإعلامية رسمية عن سياسة إحلال للمواقع القيادية، تتضمن تعيين عناصر حزبية بدل العناصر المهنية؛ تحدث الصحفي المستقل صدام أبو عاصم لـ"العربية.نت" قائلاً: "الثورة اليمنية لم تنته بعد، فقد أفرزت صفين اثنين في مختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية، ومنهم بطبيعة الحال الإعلاميين".

ومنذ مغادرة الرئيس صالح وعدد من كبار معاونيه قبل ثلاثة أسابيع للعلاج في السعودية، إثر إصابتهم في الحادث الذي استهدف مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو/حزيران الجاري؛ سجل المشهد الإعلامي اليمني وبخاصة الحكومي حالة من الارتباك والتحول إلى موقع الدفاع بدلاً من الهجوم.

ويرى المراقبون أن الإعلام الحكومي اليمني الذي كان يتعاطى من منطلق توجيه الاتهامات للمعارضة حول قضايا كثيرة، منها ما يتعلق بتخريب خدمات أساسية، مثل أنابيب النفط ومحطات الكهرباء بما أدى إلى أزمة, وكذلك حالات مثل قطع لسان شاعر لأنه هاجم أحزاب المشترك وما إلى ذلك؛ أصبح كل اهتمامه ينصب على تكذيب الأنباء أو ما يسميها هو بالشائعات التي تتحدث عن تدهور الحالة الصحية للرئيس صالح، وأنه لن يعود إلى البلاد.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي كامل محمد: "منذ مغادرة الرئيس للعلاج، والإعلام الحكومي مهتم بقضية صحة صالح وتقديم أنباء تشير إلى أنها في تحسن كبير, إلى درجة أن صحيفة حكومية أسبوعية صدرت الأربعاء الماضي بمانشيت عريض (الرئيس يتوجه اليوم إلى مكة لأداء مناسك العمرة)".

ولفت إلى أن مثل هذه الأخبار المبالغ فيها وغير الواقعية، تعطي نتائج عكسية وتزيد من إحساس المواطنين بأن الإعلام الحكومي يعطي معلومات مغلوطة.