دوت انفجارات عنيفة في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، جنوبي ساحة التغيير بصنعاء، بعد أقل من ساعتين من إعلان الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار في صنعاء، ابتداء من الساعة الثالثة عصرا.

وقال شهود عيان بأن قوات صالح قصفت وقت صلاة المغرب مواقع للفرقة الأولى مدرع في شارع هائل وبالقرب من جولة كنتاكي، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جنوبي ساحة التغيير جراء القصف، كما اندلعت اشتباكات عنيفة في المنطقة بين قوات صالح وقوات الفرقة.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد ساعتين من إعلان لجنة التهدئة التي يترأسها رئيس جهاز الأمن السياسي، اللواء غالب القمش، عن وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة الثالثة عصرا، مهيبة بجميع الإطراف الالتزام بالتهدئة، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية سبأ.

وفيما تناقلت العديد من وسائل الإعلام نبأ توقيع اتفاق بين صالح واللواء علي محسن، نفى أحد الناطقين باسم الفرقة الأولى مدرع، العقيد عبد الله الحاضري لـ"مأرب برس" توقيع علي محسن على أي اتفاق مع صالح، وقال بأن إعلان وقف إطلاق النار مجرد دعوة أطلقتها لجنة التهدئة كدعواتها السابقة للتهدئة ووقف إطلاق النار، وليس هناك أي اتفاق جديد تم التوقيع عليه, 

وبالرغم من إعلان الحكومة اليمنية للهدنة اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة الحصبة عصر اليوم، وشنت قوات صالح قصفا عنيفا على مدينة صوفان، ونفى الشيخ حمير الأحمر في تصريح لقناة العربية التوقيع على أي هدنة مع صالح اليوم، مؤكدا استمرار قوات صالح قصف منطقة الحصبة وحي صوفان بالأسلحة الثقيلة.

ووصفت مصادر مطلعة لـ"مأرب برس" إعلان الهدنة من قبل الحكومة اليمنية عصر اليوم بأنه محاولة للتمويه والتغطية على جرائم صالح التي ارتكبت اليوم في صنعاء وتعز، حيث انشغلت جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية بتناقل نبأ الهدنة، الذي طغى على ما حدث في صنعاء وتعز، وراح ضحيته أكثر من 16 شهيدا من المدنيين، والمتظاهرين السلميين، وعشرات الجرحى والمصابين.

وقالت المصادر بأن نظام صالح، عمد من خلال الإعلان عن الهدنة، إلى الإيحاء بأن ما حدث في صنعاء صباح اليوم من اعتداء على مسيرة مليونية في شارع الزبيري، لم يكن اعتداء على مسيرة سلمية وإنما كان اشتباكات مسلحة تم إيقافها باتفاق التهدئة المعلن من قبل الحكومة اليمنية.

واستنكرت المصادر وقوع العديد من وكالات الأنباء العالمية في فخ الهدنة المعلنة، حيث وصفت الهدنة بأنها تمت بناء على اتفاق بين صالح واللواء علي محسن، في الوقت الذي جاء في الإعلان من قبل الحكومة اليمنية منسوبا للجنة التهدئة التي يترأسها القمش، وهو أول إعلان لوقف إطلاق النار من قبل هذه اللجنة تعلنه الحكومة اليمنية رسميا، الأمر الذي اعتبرته المصادر أمرا يثير الكثير من التساؤلات حول أهدافه والغرض منه، خصوصا مع تجدد الاشتباكات بعد أقل من ساعتين من إعلان وقف إطلاق النار.