آخر الاخبار

5 فوائد صحية مذهلة في تناول فص ثوم واحد كل ليلة ‏رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي يوجه بسرعة العمل على فتح الطرقات وتقديم المساعدة لمحافظة المهرة قوات عسكرية ضخمة روسية تقتحم قاعدة للجيش الأمريكي في النيجر مدن بأكملها معزولة عن العالم.. فيضانات البرازيل تحصد 37 قتيلا و74 مفقودا بتوجيهات مباشرة من أبو خرشفة.. عناصر حوثية تقتحم صالة اعراس وتعتقل 3 فنانين تحرك خارجي جديد للشرعية سعياً لدعم الاقتصاد اليمني والإصلاحات المالية والمصرفية في اليوم العالمي للصحافة مؤسسة الشموع تكشف عن خسائر بالمليارات و تدين تجاهل المجلس الرئاسي عن تعويضها وتدين احتلال ونهب ممتلكاتها في صنعاء وحرق مطابعها في عدن وزارة الداخلية تكشف عن احصائيات الحوادث غير الجنائية في المناطق المحررة صحفي يطالب الحوثيين بتسليم طفله المخفي قسراً منذ عشرة أشهر. عاجل : اتفاق سعودي أمريكي في المجال النووي .. وواشنطن تسعى للملمة المنطقة المضطربة بعد انفرط عقد الأمور

كيف استمرت مائدة الثورة في إطعام عشرات الآلاف يوميا لأكثر من عام كامل دون توقف؟ (تقرير ميداني)

الثلاثاء 20 مارس - آذار 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ محمد الجماعي*
عدد القراءات 16659
 
  

لا يبالي أي ثائر، حين يقرر الانضمام إلى ساحة التغيير، بأي مكان سيجلس، ولا أي خيمة ستؤويه، ولا أي مائدة سيأكل منها، في مدينة النضال السكنية الثائرة، منذ كانت محصورة بين قلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، وبوابة جامعة صنعاء.

أكثر من 7 آلاف خيمة، وعشرات بل ومئات الآلاف من اليمنيين، احتضنتهم هذه الساحة، في حوالي 7 كيلو متر، لأكثر من عام حتى الآن.

ما من خيمة تنصب في أي مسار من مساراتها المتعددة إلا ويمتد إليها خط الكهرباء، وبرميل النظافة، ومكبرات الصوت، وسيارة الإسعاف، وخدمات الدواء، وحراسة لجنة النظام، وحمامات الثورة، بما في ذلك بطاقة لجنة التغذية، وبطانيات الشتاء.

كل ذلك بتوفيق الله، كما يقول القائمون على خدمات الساحة، ثم بجهود الميسورين الذي يزورون خيمة اللجنة المالية منذ أول يوم في الثورة، ويضعون في صندوقها ما كتب في سند القبض الذي يستلمونه من أمناء صناديق وتبرعات الثورة الشبابية الشعبية السلمية. ثم بعد ذلك قوافل الدعم والمساندة.

عام من ضيافة الثوار

لم يعرف قبل ساحة التغيير بصنعاء أن مائدة مفتوحة، تغذي كل يوم عشرات الآلاف من الناس، في الوجبات الثلاث، لأكثر من عام كامل.

منذ اندلاع شرارة الغضب لثورة الشباب الشعبية السلمية في الخامس عشر من يناير 2011م، وشباب ساحات التغيير والحرية يتناولون وجباتهم الثلاث في ساحاتهم كل على نفقته الخاصة.. كان ذلك قبل إنشاء لجنة الخدمات من مختلف مكونات الساحة، مشكلة ما عرف بعد ذلك بـ"ائتلاف ثورة التغيير السلمي"..

ولكن كيف استمرت هذه المائدة المفتوحة خلال كل هذه المدة؟ وكيف استطاع الشباب تدبير أمورهم والحفاظ على مستوى من الكفاية، قل أن تحلم به مدينة محاصرة من جميع الجوانب، ماديا ومعنويا وأمنيا، وهي لا تزال حديثة التشكل؟

في حالة مثل حالة الساحة التي سميت ساحة التغيير بصنعاء، يجيبك الشاب الثائر نذير القدسي، رئيس لجنة الخدمات، بأن ثمة عوامل جعلت هذه الساحة متميزة في توفير خدمات التغذية للثوار، منها: أولا، إنشاء لجنة للخدمات التي اتخذت من الخيمة المجاورة لصراف بنك اليمن البحرين الشامل مقرا لإدارة خدمات الساحة من الأكل والشرب والفراش والخيام والخدمات الأخرى كالكهرباء والنظافة والحماية والأعمال الإنشائية وغيرها، لمدة ثمانية أشهر قبل أن تستقل كل خدمة في لجنة مستقلة.

لجنة الخدمات في سطور

يعمل طاقم شبابي مكون من 100 شاب في هذه اللجنة (التغذية فقط) ليل نهار، ودونما كلل أو ملل، في خدمة شباب الساحة، ففي خيمتهم التي نصبوها في ساحة مسجد الجامعة، في بداية الأمر، كانوا يستقبلون على مدار الساعة تبرعات المواطنين العينية والتي تشمل الأكل الجاهز والخيام والبطانيات والطرابيل وغيرها من المواد العينية. نذير القدسي

ويفيد رئيس لجنة الخدمات بأن هؤلاء الشباب متطوعون ويتسابقون على الخدمة، ويتشكل مجموعهم من كافة تكوينات الثورة، مع تزايد يومي في أعداد الأشخاص الذين يستقبلهم قسم التغذية عند وجبات الطعام الثلاث.

وتعتبر لجنة التغذية أحد العوامل الرئيسية لإنجاح الثورة ومساعدة عشرات الآلاف من الثوار على البقاء في الساحة خصوصا المعوزين الذين قد تحول ظروفهم المادية دون بقائهم فيها.

وتغطى خدمات التغذية، بحسب القدسي، في بعض الأحيان كمتوسط ما بين 70 إلى 80 ألف شخص يومياً، مع الأخذ في الاعتبار أن عددا من الائتلافات تستقل عن لجنة التغذية في هذا الجانب وتقدم خدماتها لأعضائها بنفسها.

ويؤكد رئيس لجنة الخدمات والتغذية أن من بين الصعوبات التي تواجهها اللجنة هي ازدياد أعداد الأشخاص وخاصة أيام المسيرات المليونية، مشيرا إلى أن هذه الصعوبات نتيجة انعدام مادة الغاز والديزل التي تسبب عجزاً للأفران والمخابز تتمثل في عدم القدرة على توفير الروتي والخبز.

وفي قسم التغذية يعمل أكثر من (100) متطوع بالإضافة إلى مندوبي بعض الائتلافات والحركات والخيام البعيدة، وهناك ثلاث لجان عاملة في التغذية وهي:

* لجنة التعبئة: وتتولى عملية تجهيز الطعام داخل الأكياس.

* لجنة تغذية اللجان: وتتولى عملية توزيع الطعام على لجان النظام والأمن والخدمات والنظافة والخيام البعيدة ومندوبي الائتلافات والحركات.

* لجنة تغذية الساحة: وتتولى عملية الإشراف على المائدة المفتوحة.

ويعتبر المطبخ المركزي بالساحة هو المصدر الأساسي لتوفير التغذية للمعتصمين، إلا أنه لا يستطيع توفيرها للجميع، والبعض يأتيهم الأكل من المنازل وأغلب الائتلافات تعاقدت مع مطاعم وائتلافات أخرى تتلقى التغذية من متبرعين.

ويلخص الجدول التالي أهم مكونات اللجنة:

 
 

وتخضع آلية التغذية لنظامين أساسيين هما:

* التغذية الميدانية المفتوحة (تغذية الساحة): وتقوم بإطعام عامة الناس ممن لا ينتمون إلى حركات أو ائتلافات، إضافة إلى آلاف الوافدين بشكل دائم والذين يقدر عددهم بحوالي 5000 آلاف إلى 10000 آلاف شخص يومياً في كل وجبة من وجبات التغذية، وخاصة أيام المسيرات والجمع والمناسبات والاحتفالات.

* كروت التغذية: وتصرف من قبل لجنة الخدمات للحركات والائتلافات والخيام البعيدة بموجب رسالة من قبلهم، تحتوي الرسالة على اسم الحركة أو الائتلاف، وعدد الأفراد ومعرفة موقع الخيمة, ويفيد عرفات الصمدي، مسئول التغذية، بأن اللجنة تقوم بنزول ميداني بعد الساعة العاشرة مساءً بهدف التأكد فعلياً من عدد الأفراد المتواجدين في الخيام للحركات والائتلافات ثم يتم صرف كروت التغذية، ويقدر عدد الأشخاص الذين يخضعون لهذا النظام بحوالي 30,000 ألف إلى 40,000 ألف شخص يوميا، وقد انخفض العدد إلى هذه الأرقام، بعد أن تكفلت بعض الجهات والائتلافات بتغذية أعضائها، وهو ما خفف العبء عن اللجنة.

ويتم توزيع كروت التغذية عبر خمسة مراكز، وهي:

- المركز الرئيسي بجوار معرض الشهداء، ويغطي (من شارع الرباط إلى إم تي إن الجامعة مع شارع العدل والساحة).

- مركز جولة الفرقة، ويغطي (من فندق إيجل إلى جولة مذبح).

- مركز جولة عشرين، ويغطي (من جولة القادسية حتى جولة عشرين).

- مركز اللجان العاملة، ويغطي اللجان (الأمنية، النظام، الطبية، الإعلامية، المالية، الخدمات، الكهرباء، المهندسين).

- مركز تغذية النساء، ويغطي (جوار المنصة وسط الساحة).

وتتميز كروت كل مسار بلون مختلف عن لون المسار الآخر.

منكم وإليكم

يوضح الجدول التالي ما يتم صرفه من قبل لجنة الخدمات، مع مراعاة أن هناك لجانا أخرى كالإعلام والتجهيزات، والنظافة والحماية من السيول والحرائق والكهرباء والحمامات والصوتيات والإنشاءات الهندسية المنتشرة بطول الساحة وعرضها، لم تدخل في هذا الجدول.

كما أن هناك أمورا وصرفيات أخرى ليست بحجم المذكورة في الجدول في الصرف، كالجبن والحلاوة والسحاوق والزبادي، وكتوزيع العصيرات والتمور والكعك الشعبي والكيك، وأحيانا كثيرة اللحم والفواكة، وكذلك الأكياس البلاستيكية، والصحون السفري، وأدوات النظافة والكهرباء.. الخ.

 

تنويه : هناك جهود لا يتسع هذا الجدول لسردها، كتعب الثوار وجهود أعضاء اللجان، ثلاث مرات في اليوم والليلة! علما بأن أبواب اللجنة مفتوحة في كل لحظة. ولا يزال اليمن الجديد في الطريق.. والركب الميمون في ساحات التغيير يصنع المجد.

ويتضمن الجدول التالي، احتياجات الساحة اليومية، وفقا للجنة الخدمات:

 

جنود مجهولون

ومع طول الفترة التي قضاها الثوار في ساحة التغيير تحت خدمة هؤلاء الشباب الثائرين، إلا أن أكثر من نصف الساحة تقريبا لا يعرفون إذا ما سألتهم نذير القدسي مثلا، رئيس لجنة الخدمات منذ اندلاع الثورة، أو أحد أعضائها، كأمين الشرعبي، وعرفات الصمدي، وإبراهيم الأغبس، وسليم مغلس، وجمال شنب، وعمار الرويدي، وأنيس غالب، وغيرهم من الشباب.

بل لا يبالغ البعض إذا ما قالوا لك إنهم لم يزوروا المطبخ المركزي للساحة منذ دخولها، وكان كاتب هذا التقرير أحد هؤلاء.

مؤخرا، عرف الجميع أن شابا اسمه ماهر القرماني كان أحد أعضاء لجنة التغذية والخدمات، استشهد في جولة كنتاكي في مجزرة 18 سبتمبر على أيدي قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري.

الشهيد ماهر القرماني الشهيد ماهر االقرماني

الشهيد ماهر محمد حسن القرماني (18 عاما)، أحد أبناء مديرية بني مطر محافظة صنعاء، كان يسكن مع أهله في أمانة العاصمة، والتحق بصفوف الثورة مبكرا منذ أيامها الأولى، وعمل في قسم التغذية منذ بداية تأسيسه، كعضو في لجنة الخدمات.

أصيب عدة مرات في المسيرات التصعيدية، وكانت أخطر إصاباته في جمعة الكرامة 18/3/2011م، لكنه شفي منها، ثم استشهد رحمه الله في مجزرة القاع يوم الأحد 18 سبتمبر 2011م، وهو صائم.

مشاهد لا تنسى

* مشهد جيران الساحة المزدحمة بعشرات الآلاف من الشباب وهم يتقاطرون لتقديم التبرعات العينية من كل أنحاء العاصمة، يستحق الثناء والإعجاب المضاعف، فمحمود - أحد الجيران- يتوجه إلى خيمة الخدمات دون ضجيج وبشكل يومي لتقديم ما يستطيع من دعم لثورة الشعب الأبي.

* مشهد آخر لإحدى الفتيات وهي تأتي بالخبز، والكعك وبنت الصحن والخبز المنزلي إلى الساحة، وشواهد أخرى قوية على متانة وعمق تلك المطالب، بل وهي هدية البيوت من الأمهات لأبنائهن وبناتهن المعتصمين في الساحة، والنساء لإخوانهن وأزواجهن وأقاربهن.

* ويذكر نذير القدسي أن أبناء الحي استمروا في إمداد الساحة عبر لجنة الخدمات بجميع أصناف الكعك والخبر وغيرها طوال خمسة أشهر حتى اشتدت أزمة الغاز والمشتقات النفطية والمواد الغذائية، لحظتها كانت الساحة لا تعجزها الحيلة في توفير الخدمات للثوار، فالمتعاطفون مع الثورة كثيرون، وبالتالي –يقول القدسي- «قمنا بتوزيع أكثر من 150 كرت تغذية للبيوت المجاورة، كل كرت لثلاث وجبات وعلى عدد أفراد كل أسرة، ولمدة شهرين ونصف»، ويضيف القدسي، «إن ذلك ليس كافيا لرد جميل هؤلاء الجيران الطيبين الذين أحبونا وأحببناهم، بدليل أنهم بعد استواء الأمور قاموا بإعادة هذه الكروت ومعها الكثير من المواد الغذائية والتبرعات العينية».

وقد استمرت العلاقة كما يقول رئيس لجنة الخدمات حتى في الأعياد والمناسبات حيث وزعت اللجنة اللحوم والحلويات على بعض البيوت المجاورة والمحتاجة.

* ويذكر القائمون على التغذية كذلك أن البركة كانت الحدث الأبرز طيلة فترة الاعتصامات وحتى الآن، حيث أن النفر والنصف من الأرز يكفي لخمسة أشخاص وهو ما لا يتحقق خارج ساحة التغيير. إبراهيم الأغبس

* يوم جمعة الكرامة، يقول إبراهيم الأغبس، أصيب حوالي 30 فردا من أعضاء لجنة الخدمات بالغازات السامة وغيرها، مما سبب ضغط عمل على اللجنة، فحضرت مجموعة من الأخوات وقمن بعمل أكثر من 3000 آلاف سندويتش للشباب.

* ويضيف إبراهيم الأغبس، كثيرا ما كان يأتي المتبرعون بما تجود به نفوسهم، ويأبى الكثير منهم إلا أن يقوم بتوزيع الغذاء على الثوار بيده، وذلك بعد فحص اللجنة لكل ما يأتي للساحة حفاظا على صحة وأرواح الثوار.


رمضان والأعياد في الساحة أحلى

وأوضح رئيس لجنة التغذية والخدمات نذير القدسي أن اللجنة استعدت منذ ما قبل حلول شهر رمضان بأيام عدة ووضعت تصوراً يواكب متطلبات الثوار في هذا الشهر الكريم.

وقال إن لجنة الخدمات قدمت تصوراً لتوفير احتياجات شهر رمضان، بحيث يخصص يوميا مبلغ مليوني ريال يمني، ما يقارب (10000) دولار أمريكي، مشيراً إلى أنه إضافة إلى جانب الوجبات الأساسية التي تمنح للمرابطين، مؤكدا بأنه تم تخصيص 23 كيس رز، و35 شوالة فاصوليا وأكثر من 100 ألف قطعة خبز، يوميا غير الوجبات التي يحضرها أعضاء التكتلات والائتلافات من منازلهم.

كان المنظر المتكرر قبيل أذان المغرب من كل يوم في شهر رمضان مدهشا، حيث مجموعة من الشباب العاملين في لجان الخدمات يقدمون خدماتهم للمعتصمين بتفان يعجز الواصف عن وصفه والتعبير عن كنه المشهد الروحاني المهيب للصائمين وقد افترشوا الساحة المركزية، ويطوف عليهم بالخدمة ثوار كخلية النحل التي لا يهدأ لها بال.

عشرات الآلاف كانوا يتناولون طعام الإفطار بهدوء تام كأنما تجمعهم خيمة واحدة، وكان المشهد نادرا لشباب يشعرون أن كل من في الساحة ضيوفا وهم أصحاب البيت فينسون أنفسهم وقت الأذان حتى يفطر الجميع، وما إن يقترب الليل من المنتصف حتى تبدأ حركة جديدة لإعداد وجبة السحور.

الجدير بالذكر أن اللجنة بحسب القدسي، ذبحت 12 ثورا في عيد الفطر، وقدمت حلويات العيد لمدة ثلاثة أيام، أما في عيد الأضحى فقامت اللجنة بذباحة 18 ثورا و 33 كبشا طيلة أيام التشريق، مع تخصيص جزء منها لجرحى الثورة إلى المستشفيات، وبعض أبناء الحي.

 
 

أطول صحن «شفوت» في العالم

حرصت اللجنة أن يشعر كل الثوار أنهم في بيوتهم وبين أسرهم، الأمر الذي جعلهم كما يقول القدسي، يبذلون كل جهودهم لتحقيق ذلك في شهر الصوم، وهو ما جعل الثوار يشعرون أن الصوم أجمل في ساحة التغيير، حيث تم إعداد المائدة التي تعتبر الأولى يمنيا وعالميا من حيث الفكرة والفترة والمناسبة والحجم.

ويقدر طول صحن الشفوت الذي تبناه أحد الائتلافات الثورية، بحوالي 70 سبعين مترا تقريباً، كتب عليه «تحالف من أجل الوطن.. الشعب يريد إسقاط النظام».

مسيرة الحياة

استضافت ساحة التغيير ممثلة بلجنة الخدمات، المسيرة الراجلة التي قدمت من تعز وإب وذمار وغيرها، بمائدة ضيافة ذبح فيها 36 ثورا، وكما هائلا من الكعك والكيك، والمظلات، والبجامات، والكوافي، والكفوف، ويذكر القائمون على لجنة الخدمات، وغيرها من اللجان في ساحة التغيير، أن ثلاثة أيام هي عمر مسيرة الحياة في صنعاء، تساوي جهد شهور من العمل الدؤوب في باقي الأيام.

القوافل الشعبية

أمين الشرعبي نائب رئيس اللجنة يؤكد أن التبرعات العينية والمالية هي التي تمول لجنة الخدمات، والتي غالبا ما تقوم اللجنة المالية بجمعها من المتبرعين عبر لجنتها المفتوحة في الساحة 24 ساعة في اليوم، إضافة إلى ما تجمعه في الجمع والمناسبات في شارع الستين وساحة التغيير، بالإضافة إلى القوافل الشعبية كما هو مبين في الجدول التالي:

 
 


بطانية ل كل ثائر

يأتي الشتاء ليفجر الكثير من الطاقات، مع أول هجمات البرد، استنفر الثوار أنفسهم في المواجهة، لا أيسر عليهم من أن يخوضوا معركة مع شتاء لن يكون أشد عليهم من شتاء الحكم القارس.

وأنت تجول ليلا في ساحة التغيير بصنعاء، يمكنك رؤية نذير القدسي (رئيس لجنة الخدمات) وبرفقته مجموعة من الشباب في حملة تدفئة، مئات البطانيات على الأكتاف، وحركة تفقد حميمية نشطة لكل خيمة تلوح منها بادرة ارتعاش.

وبحسب القدسي فقد تم تدشين الحملة مع بداية الشتاء، وقام الفريق ابتداء من الساعة 12 ليلا إلى الساعة 3 فجرا من كل ليلة، بتوزيع البطانيات، موزعين على أربع مجموعات تشكل الشوارع الرئيسية بساحة التغيير خارطة سيرها.

وقد تم توزيع البطانيات الكبيرة على حراس اليمن الجديد في المنافذ –حد قوله– ثم المتضررين من الثوار المرابطين في الساحة والذين لا يملكون بطانية نهائيا كمرحلة أولى، ثم تم توزيع البطانيات خلال المرحلة الثانية على المحتاجين لبطانية أخرى إضافية.

نقص البطانيات والفرش وكذا عدم قدرة الخيام على حماية الشباب من البرد، تعد من أهم العوائق التي دعت إلى حملة “بطانية لكل ثائر”.

لجنة الخدمات في كتاب

يعكف المسئول الإداري والإعلامي للجنة إبراهيم الأغبس حاليا على وضع اللمس النهائية لإصدار كتاب توثيقي عن أعمال اللجنة تحت عنوان: "الثوار في ضيافة لجنة الخدمات.. عام كامل".

* Gom1978@gmail.com

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية