أبنها شهيداً في جمعة الكرامة وخُطف الابن الأخر وهُدم البيت الذي يسكنوه

السبت 26 مايو 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - امين دبوان
عدد القراءات 11981

أسرة الشهيد العريفي قصة تستحق أن تروى أسرة فقدت أبنها شهيداً في جمعة الكرامة وخُطف الابن الأخر وهُدم البيت الذي يسكنوه.

سأبدأ أسرد قصة شهيد جمعة الكرامة محمد عبدالواحد العريفي شاباً في مقتبل العمر كان نشيطاً جداً يعمل مع رفاقه في لجان النظام بساحة التغيير كان لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية نزل إلى الساحة ليشم عبق الحرية حتى جاءت جمعة الكرامة فكان من الأوائل في الإندفاع لحماية الساحة يومها بدأ الشباب في هدم الجدار الأسود وهناك سقط العديد من الشهداء والجرحى ذهب محمد ليسعف رفيق له لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب رصاصة غادرة إخترقت ظهره وخرجت من الصدر ليتولى شباب آخرون إسعافهما ، وقبل إصابته كان قد ربط على بطنه بشال كان يرتديه وهو يحفز الشباب بقوله (إثبتوا إن الله معنا) ذهب أحمد الأخ الأكبر للشهيد إلى المستشفى بعدما إتصل به أصدقائه يخبروه بإستشهاد أخيه، وصل إلى المستشفى هاله المشهد لكثرة المصابين والجرحى فلقد كان محمد في الصف الأول للمسجد ضمن الشهداء، جلس أحمد إلى جوار أخيه ساعة كاملة بحالة اللاوعي يكلم نفسه تارةً ويخاطب الشهيد تارةً أُخرى من شدة الفاجعة واتصلت الأسرة بأحمد تسأله عن أخيه ليرد بأنه يلعب مع رفاقه، لكنه ما أن وصل خبر استشهاده إلى أسرته إختلطت المشاعر بين الحزن والفرح لفراقه بل لإصطفائه ضمن الشهداء أخذ أحمد جثة أخيه إلى مستشفى جامعة العلوم وتأتي الأسرة بكاملها لزيارة الشهيد، .

الكل يجهش بالبكاء عندما شاهدوا الجثة في الثلاجة لحظات لا يمكن وصفها، بكاءٌ ونحيب وإغماء وتهليل وتكبير مرت الأيام واستمرت أحزان الأُسرة بل زاد خوفها على من تبقى من الأولاد كلما سمعوا عن أخبار الثورة وسقطوا مزيد من الشهداء، وفي وسط الاشتباكات التي شهدتها الحصبة مكان سكن الأسرة كانت القصة الثانية عاشت الأسرة أيام مرعبة وعصيبة وسط القصف المتواصل لأيامٍ وليالي طوال أخذت الأسرة ما يمكن جمعه عندما هدأ القصف لساعاتٍ قليلة فتركت المكان لتبحث عن مأوى أخر أكثر أماناً ليستقر بها في المطاف في حي التحرير وبعد يومٍ واحد فقط من ترك البيت إذا بقذيفة سقطت عليه فهدمته وبدمار المنزل الذي كان يأويهم زادت المعاناة ومن سكنهم الجديد في حي التحرير تبدأ القصة الثالثة للأسرة نفسها إنها قصة (أحمد أخو الشهيد العريفي ) الابن الأكبر للأسرة بدأ سكان الحارة يتعرفون عليه بأنه شقيق أحد الشهداء وهذا ما أزعج البعض ممن لايروق لهم ذكر الثورة والشهداء فأدرك أحمد حينها أنه مراقب وذات مرة كان ماراً في شارع الجزائر في الساعة الثامنة مساءاً وإذا بسيارة إعترضت طريقه على متنها ثلاثة أشخاص لا يعرفهم ترجلوا من السيارة وأجبروه على أن يركب معهم في السيارة وبالقوة قائلاً أحدهم (حياك الله يا أخو الشهيد ) تم أخذوا يهزءون بالثورة والشهداء ثم إنهالوا عليه بالضرب واللطم ومضوا به في شوارع وأزقة غير معروفة وبعد أن أخذوا كل ما معه رموه بجولة كنتاكي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ثم فروا بعد تهديده بإلحاقه بعد أخيه الشهيد .... ؟

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية