العزاني.. من ثائر في ساحة الحرية إلى معاق باع أرضه وذهب امرأته بانتظار حياة كريمة لجرحى الثورة

السبت 02 يونيو-حزيران 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ أمين دبوان
عدد القراءات 5064

  

توفيق محمد سعيد العزاني رجل في الأربعين من عمره، لديه ولدان وثلاث بنات، كان يعمل في محل للألمنيوم، وهو من مديرية صبر الموادم، التي لا بتعيد كثيرا عن مقر عمله بمدينة تعز.

يوم التاسع والعشرين من مايو 2011م، هو اليوم الذي ارتكبت فيه مجزرة محرقة ساحة الحرية بتعز، ففي ذلك اليوم انطلقت مسيرة من ساحة الحرية إلى مديرية أمن القاهرة للمطالبة بإطلاق ثلاثة من شباب ساحة الحرية، وما إن وصلت المسيرة إلى مديرية الأمن حتى استقبلت بالرصاص الحي، من قبل قوات الأمن والبلاطجة.

في ذلك اليوم كان توفيق أحد المشاركين في المسيرة، وأصيب خلالها بثلاث طلقات نارية من معدل 21/7، في رجله اليمني، وتم إسعافه عقب إصابته إلى مستشفى الصفوة، وأجريت له الإسعافات الأولية هناك، غير أن المستشفى أصبح هدفا مباشرا لقوات الأمن أثناء اقتحام الساحة.

ونظرا لكثافة النيران التي تعرضت لها المستشفى، اندلعت النيران في أروقة المستشفى، وتمكن توفيق من الخروج مع من تم إخراجهم من الجرحى، وتم نقله إلى مستشفى ابن سيناء، ليكمل علاجه، وهناك أجريت له عمليات جراحية بسيطة.

أثناء علاجه في مستشفى ابن سيناء وصلت بعض قوات الأمن لمحاولة اختطاف الجرحى الذين يخضعون للعلاج هناك، غير أن مدير المستشفى تمكن من إقناع قوات الأمن بالمغادرة، رافضا تسليم الجرحى الذين يخضعون للعلاج في المستشفى.

عقب ذلك اليوم المشؤوم انتقل توفيق من تعز إلى صنعاء بحثا عن علاج لجراحه، بعد أن ازدادت حالته سوءا، حيث أصبح عاجزا عن تحريك رجله، التي كانت مسنودة بالمسامير الحديدية.

تسببت إصابة توفيق في فقدان قدرته على مزاولة عمله، وأصبح عاطلا عن العمل، وعاجزا عن إعالة أطفاله وأحفاده الذين يعيلهم، فاضطر لبيع ذهب امرأته الذي تمكن من شرائه خلال سنوات عمره، بالإضافة إلى قطعة أرض كان يطمح أن يتمكن من بناء منزل صغير عليها يأويه مع أسرته، وأنفق كل ما حصل عليه من مال في تكاليف علاجه.

أصبح توفيق حاليا عاجزا عن العمل، بسبب الإعاقة التي تعرض لها بسبب إصابته، وها هو اليوم يتساءل عن جزاء تضحيته في سبيل الحرية لوطنه من الظلم والاستبداد، وأين هي الثورة التي خرج من أجلها، وأين هي الجهات المختصة التي تخفف من معاناة جرحى الثورة؟

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية