آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

اليمن.. ثوار «فيس بوك» .. صوت المهجر

الخميس 28 يونيو-حزيران 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 5306
 
 

لعب الفيس بوك دورا محوريا في ثورات الربيع العربي، حتى ان البعض اطلق عليها ثورات الفيس بوك، ذلك ان ادارة التحركات الثورية والمظاهرات والدعوة للاعتصامات، فضلا عن التغطيه الاعلامية الفورية اولا باول وتناقل الاخبار، كانت تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة الـ فيس بوك. وكغيرها من ثورات الربيع العربي، فقد ظهر الفيس بوك مبكرا في حياة الثورة اليمنية، وذلك من خلال مجموعات وصفحات دعت مبكرا للخروج واسقاط نظام صالح، مأرب برس التقى ثلاثة من ثوار الفيس بوك لتسليط الضوء أكثر على الدور الذي لعبه شباب اليمن على الفيس بوك وخاصة المغتربين منهم.

بلال الفلاحي، طالب دراسات عليا في الطب جامعة المنصورة شهد سقوط مبارك في مصر، كما شهد ايضا غزو العراق عام 2003 اثناء تواجده هناك لدراسة البكالوريوس، يقول "كان تواجد الثورة على الفيس بوك سابقا لتواجدهم في الساحة، فقد ظهرت مجموعة ثورة الشعب اليمني كأول مجموعة ثورية على الفيس بوك،حسب الفلاحي، وسبقت قيام الثورة باسابيع، هدفت الى حشد الدعم الجماهيري للثورة في كافة المحافظات وتوفير الدعم الاعلامي لها على كافة الاصعدة ومتابعة كافة الانشطة الثورية في كل المدن اليمنية وتغطيتها وايصال رسالة الثورة الى الجميع في الداخل اليمني وفي الخارج".

أما هند الارياني، وهي ناشطة ومدونة يمنية مقيمة في بيروت، فتضيف بعدا آخرا لأهمية النشاط الالكتروني للثوار وتقول "مشاركاتنا الكترونيا كانت عن طريق تويتر وعن طريق مدونتي، نعرف أن تويتر منفتح أكثر على العالم ويمكنك فيه التواصل بصحفيين من مختلف أنحاء العالم، وغالباً ما يستقي الصحفيون الأخبار عن ما يحدث على الأرض ، وكما نعرف ففي بداية الثورة لم تكن القنوات الفضائية ملتفتة لثورة اليمن، وذلك لوجود ثورات في دول أخرى، فكان دورنا في تويتر هو نقل الفيديوهات والصور التي تنزل في الفيس بوك واليوتيوب للتويتر، ونقل ما يقوله الشباب، ومع أن عدد اليمنيين في تويتر قليل الا أنهم عملوا الكثير من الحملات التي كان لها صدى واسع منها حملة "عيب على رويترز"، "إدعم اليمن" ، "مسيرة الحياة".

وجه آخر من وجوه الثورة اليمنية لمع بشكل واضح في الفيس بوك وهو مهيب الغرازي، وهو مؤسس اكبر مجموعتين ثورتين في الفيس بوك بمجموع اعضاء يقارب مائة الف عضو فضلا عن موقع (ماي ديوان) الذي يمتلكه ويديره فيقول "قبل ثورة تونس كنا في الموقع تقوم بتوعية الشباب للتحرر من الجهل والتخلف ونحتج على ظلم الحكام والفساد وسجن الصحفيين وكثير من الاشياء، وقد تم حظر الموقع عدة مرات كغيره من المواقع الاخبارية والثورية التي عوقبت من قبل السلطات على وقوفها لجانب الثورة، وفجأة تفجرت نهضة الصحوة في العالم العربي بداية الصحوة الثورة التونسية التي فجرت طاقات الأمل في قدرة الشعب على فرض إرادته وإنتزاع حقوقه ، وأكدت أن التغيير ممكن وقريب، وما زلنا في نضالنا الثوري الالكتروني حتى اليوم "نحفر في الجدار .. إما فتحنا ثغرة للنور .. أو متنا على وجه جدار (الفيسبوك)".

أول ساحة اعتصام خارج اليمن

يكمل الفلاحي حديثه قائلا "من خلال تواجدي في مصر، فقد شاركنا في كافة الفعاليات الثورية والتظاهرات التى جرت في مصر لدعم الثورة اليمنية، بل اننا قمنا بنصب أول خيمة اعتصام للثورة اليمنية خارج اليمن وكانت الخيمة امام مقر جامعة الدول العربية للمطالبة بتعليق عضوية اليمن في الجامعة، وقد تناوب الشباب على الجلوس في الخيمة لشرح قضيتنا للعامة الذين تفاعلوا معنا وتعاطفوا مع قضيتنا.

يضيف الفلاحي "كنا ننسق مع الاعلام لايصال صوتنا خصوصاً قناة الجزيرة لتغطية هذه الفعاليات، واذكر في احدى المرات ان قناة الجزيرة قامت بنشر استطلاع على موقعها على الانترنت وتعرض موقع الاستطلاع للاختراق من قبل اعوان النظام السابق وقلب النتيجة لصالح النظام، وبعد التواصل مع مكتب قناة الجزيرة في القاهرة وزيارة المكتب وايضاح الطريقة التى تم الاختراق فيها والتلاعب بالنتيجة قامت القناة بحذف الاستطلاع والتنويه الى انه تعرض للتلاعب بنتيجته، كان ذلك يعطينا دائما الزخم المعنوي الذي كنا في أمس الحاجة إليه".

على الحلوة والمرة

ما من شك ان الثورة اليمنية مرت بلحظات شديدة المرارة والحسرة في نفس كل ثائر، كما مرت بلحظات فرح وبهجة اسعدت كل ثائر حر، بهذا الصدد يقول الفلاحي "اشد اللحظات مرارة في مسيرة الثورة هي يوم جمعة الكرامة ...تلك الجريمة البشعة التى يندى لها الجبين ... لم اصدق انه يمكن ان يصل الاجرام بالبعض الى قتل الناس بتلك الطريقة البشعة فقط من اجل البقاء على كرسي السلطة .. كانت لحظات مريرة ونحن نتابع على الشاشات والشهداء والجرحى يتساقطون الواحد تلو الآخر..كانت واحدة من الجرائم التى اظهرت قبح وجه النظام واستهانته بكرامة ودماء ابناء شعبه".

أما عن اجمل لحظات الثورة فيقول الفلاحي "اما اجمل اللحظات في الثورة فلم تأتي بعد ..ونتمنى ان تكون قريبا يوم ان تتحقق اهداف الثورة كاملة".

يقول الغرازي " اشد اللحظات الصور والفيديوهات للمجازر التي ارتكبها "السفاح" بحق شباب الثورة، بكينا وتفطرت قلوبنا ألماً لما يحدث لإخواننا الاحرار الشهداء الذين كانوا وبحق زخم ووقود هذه الثورة وكانت أرواحهم الطاهرة ودماؤهم الزكية ثمناً لحرية الشعب اليمني".

اما عن اجمل لحظات الثورة فيقول "ثورتنا عرفتنا الكثير وتعلمنا منها الكثير..تعرفنا على بعضنا البعض بدون مسميات مناطقية او طائفية علمتنا التعايش والتسامح وكشف روح التعاون بيننا حين تعرفنا على الكنوز المدفونة بداخلنا".

اما هند الارياني فتضيف "للحسرة بعد آخر تمثل في التعتيم الاعلامي للحقائق على الأرض"، تقول هند " أول حدث مرير هو ما حدث في جمعة الكرامة حيث أني انقطعت عن العمل بعدها لمدة عشرة أيام وكنت لا أستطيع أن أرفع نظري عن الإنترنت لأعرف ما يحدث في اليمن لحظة بلحظة، وبعدها بفترة لاحظنا أن رويترز لا تكتب الأحداث كما هي، وتركيزها أكثر على القاعدة وليس الثورة، ولأن الأجانب عادة ما يتابعون الصحف الأجنبية فقد استغربنا كثيراً لماذا يتم طمس الحقائق، وقتها كان يزورنا أحد اليمنيين وشكيت له من أن أخبار رويترز غير المحايدة، فقال لي "الا تدرين بأن مراسلهم يعمل مترجماً خاصاً للرئيس صالح؟"،حد وصفها، فوجئت طبعا وسألته عن اسم المراسل وكتبت الإسم، وبعدها بأيام كان قصف الساحة في تعز ويومها لاحظنا أن رويترز أسمتها "إشتباكات بين قبيلتين"، مع أننا رأينا في القنوات العربية كيف قصفت الساحة والناس تصلي، فتذكرت ما قاله لي هذا الشخص عن مراسل رويترز، ففكرت بأن أرسل هذه المعلومة لصحفية لديها الكثير من المتابعين في رويترز، فقامت بنشر التساؤل اذا كان هذا الخبر صحيحاً وقتها فوجئت من أن الكثير من اليمنيين يعرف هذا ولا يجدون فيه أي غرابة، مع أن القوانين الصحفية تحتم على الصحفي أن لا يعمل مع الحكومة لضمان الحياد فمن المستحيل أن يكون قادراً على نقل الأخبار بحيادية وهو يعمل لدى حاكم الدولة، فقررنا عمل حملة ووصل الخبر للإعلام وعملت مقابلة مع قناة فرانس 24 وتحدثت بالتفاصيل، وقتها رويترز أصرت على موقفها وقالت أنها لن تستغني عن مراسلها لأنها تعرفه منذ سنين طويلة، فزادنا ذلك إصراراً الا أن كتبت النيويورك تايمز وواشنطن بوست عن الموضوع، وقتها أضطرت رويترز أن تعلن عن إستغناءها عن مراسلها في اليمن، ولكن الهدف لم يكن المراسل وإنما لفت نظر العالم بأن الإعلام حتى العالمي يعمل لصالح الرئيس السابق، وبعدها ظلت الأخبار لفترة طويلة تتحدث عن الثورة اليمنية.. كانت بالنسبة لي هذه أحلى اللحظات.

 من الأحداث التي شعرت بأنها مريرة أيضا يوم إعلان تعيين الحكومة وكتبت خاطرة إسمها "عزيزي الشهيد" وسجلتها بصوتي ونشرتها على مدونتي.

التعامل مع أنصار النظام في الفيسبوك

يقول الفلاحي في هذا الصدد "لم يقتصر عملنا على تغطية نشاط الثورة فقط، بل ايضا على ايصال صوت الثورة ونشره في اوساط مناصري النظام على الفيس بوك وبالذات للشريحة التى تعرضت للخداع والتضليل من قبل النظام ونشر الجرائم التى ترتكب بحق شباب الثورة من قبل بلاطجة النظام بالاضافة الى الحوارات المستمرة معهم لتوضيح وشرح كافة الاسباب وفضح الممارسات والفساد الذي كان يرتكبه النظام طيلة فترة حكمه التى أدت بالاخير الى اندلاع الثورة وايصال رسالة ان الثورة لم تقم للانتقام من اشخاص بعينهم وانما بهدف التغير من اجل مستقبل افضل لليمن والخروج به من حافة الهاوية بسبب الممارسات الخاطئة للنظام السابق".

المستقبل في عيونهم

يقول الغرازي "لست متشائماً ولا البس نظارة سوداء، أنا ثائر على كل شيء باطل، والمتشائم لا يمكن أن يكون ثائراً ومنهزما في آن واحد، انا أؤمن بان هذا صراع بين الحق والباطل، والحق دائما منتصر مهما اختلف المكان والزمان ولا يأتي شر الا وبعده خيرا، الحق بإذن الله دائما منتصر، الثورة مستمرة مهما كانت النتائج والتضحيات، فقد عرف الشعب طريقه ولا عودة للوراء".

يقول الفلاحي عن رؤيته للمستقبل " تخطو الثورة حاليا نحو تحقيق اهدافها ببطئ نظرا للعراقيل التى لا يزال النظام يضعها في طريقها في محاولة يائسة لاجهاضها، مع ادراكنا بان الثورة ليس فقط لاسقاط نظام واستبداله بنظام آخر. الثورة حققت اول اهدافها في خلع رئيس النظام (وان كان هذا الهدف لم يكتمل تماما إلى الآن) لكن الأهم من ذلك هو ان الثورة منظومة متكاملة من الأهداف، الثورة ثورة وعي وثورة قيم، ثورة للنهوض بواقع الشعب الفكري والعلمي والقيمي وفي كل المجالات، لايزال امامنا الكثير من الجهد لتغيير الواقع المرير فحصيلة 33 سنة من اللانظام وشريعة الغاب وتسلط القوي ونهب حقوق الناس ومقدراتهم ومسخ الهوية وشراء الذمم وثقافة الفساد الذي استشرى في كافة مفاصل الدولة حتى أصبحت ممارسات يومية لا يمكن التخلص منها بكبسة زر، لا زال امامنا الكثير من المهام الصعبة التى يتوجب علينا القيام بها. والاهم من هذا كله هو بناء المواطن اليمني وتعريفه بحقوقه على الدولة وبواجباته تجاه وطنه كي لا يبقى ضحية للتضليل والاستغلال ونهب حقوقه كما كان يحدث في السابق".

تقول هند عن توقعاتها للمستقبل: "انا متفائلة لسبب واحد، ربما لم تتحقق أهداف الثورة كما أردنا ولكني ألحظ تغييراً في العقليات، فقد أصبح الناس أكثر جرأة في التعبير عن آرائهم وأكثر وعياً بحقوقهم، وأنا أرى أن هذا مهم جداً ويعتبر إنجاز كبير، ولكن ما يخيفني هو اللهجة الطائفية التي زادت مؤخراً مع أن اليمن لم تكن أبداً تعاني من مشكلة طائفية.. الحذر أن نجعل السياسة تدخل في المعتقدات الدينية وتنشر الكراهية فيما بيننا لهدف سياسي بحت ونكون نحن الضحية".

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة يمنيون في المهجر