كشف في مؤتمر صحفي عقد أمس الأحد بصنعاء، عن استمرار نفوذ مراكز القوى العسكرية والمدنية في اليمن ووقوفها وراء انتهاكات حقوق الإنسان، رغم نفاذ التسوية السياسية التي أقرتها المبادرة الخليجية .

ووفقاً لتقرير صادر عن تحالف أبناء الجنوب فإن “عدد المعتقلين الجنوبيين منذ عام 2007 وحتى نهاية عام 2011 يزيد عن 3000 معتقل، بسبب مشاركتهم بمسيرات ومهرجانات سلمية أو لنشاطهم ضمن صفوف الحراك السلمي الجنوبي، بينما تم اعتقال أكثر من 120 ناشطاً جنوبياً خلال العام الجاري، رغم إعلان السلطات عن ضرورة التهيئة للحوار الوطني .

وأخذ القائمون على المؤتمر الصحفي عملية اعتقال الناشط الجنوبي بجاش الأغبري كنموذج صارخ لحالات الانتهاكات بحق النشطاء في جنوب البلاد، موضحين أن اعتقاله كان “بسبب الخلاف السياسي بينه وبعض مراكز القوى” التي أعطت الأوامر للجهات الأمنية باعتقاله وزميله ياسر العزيبي، بعيداً عن القانون، فيما عجزت وزارة الداخلية عن الإفراج عنه رغم المناشدات، وفي ظل عدم توجيه أية تهم إليهما، وهو الأمر الذي جعل المحامي محمد نعمان يعتبر بجاش وزميله “مختطفين ومعتقلين في سجون السلطة”، محدداً الجهة الخاطفة ب”اللواء 13” مدرع المرابط في المنطقة الجنوبية الغربية الذي عمدت قيادته إلى تحرير مذكرة لاعتقال الأغبري بعدد من التهم بينها العلاقة مع الحوثيين والسفر إلى إيران والعضوية في تنظيم مسلح والاستيلاء على أراض عامة وخاصة .

وأوضح المحامي نعمان أن القضية الأساس تكمن في الأراضي التي استولى عليها اللواء 13 “مدرع” بغير وجه حق، وقيام الأغبري بتسليمها لأصحابها من المواطنين الذين يمتلكون صكوكاً شرعية بامتلاكها .

من جانبه، أوضح رئيس تحالف أبناء الجنوب هاني الحسني أن “المؤتمر الصحفي عقد بهدف تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي يعانيها المعتقلون الجنوبيون في سجون الاعتقال والطرق التعسفية التي تم اعتقالهم من خلالها، خاصة في ظل الحديث وما يتناوله بعض الأطراف على ضرورة تهيئة الظروف لإقامة حوار وطني” .

وأضاف قائلاً إن المؤتمر هدف أيضاً إلى أن يبرز للرأي العام المحلي والدولي أن هناك قضايا كثيرة عالقة، تظهر أن الإعلان والمساعي لتهيئة الظروف للمشاركة في الحوار الوطني ليست صادقة أو جادة من قبل بعض الأطراف المتشدقة بالتهيئة” . وأكد “أن قضية المعتقلين الجنوبيين قضية إنسانية ملحة ولا تتطلب إجراءات معقدة لتنفيذها .