تفاصيل مقلقة في منزل الرئيس هادي بين اصوات المحتجين وهدير«الارتواز»

الخميس 13 ديسمبر-كانون الأول 2012 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - صدام ابو عاصم - خاص
عدد القراءات 14129

على وقع الهم الوطني ينام الرئيس هادي متحاشياً صوت معدات وآلات تعمل على حفر بئر للماء وسط منزله الكائن بشارع الستين بصنعاء، غير أنه يصحو وبشكل شبه يومي، على أصوات محتجين يطالبونه بإجراء إصلاحات متعددة في أرجاء البلاد.
 
ويحاول الرجل الأول في اليمن، أن يستمع إلى مختلف الأصوات التي تساعده بشكل أو بآخر، على إدارة البلاد في مرحلة إنتقالية ناجحة وحكيمة، لكن ما بات في شبه المؤكد فإن المشير هادي بدأ يتذمر من تزايد نبرة تلك الأصوات الاحتجاجية التي تشرق الشمس على صداها. 

وتفيد معلومات خاصة نقلها جريدة "مأرب برس" في عدد اليوم، أن الرئيس الذي عرف عنه طول البال وسعة الصدر، بات يضيق بموجة الإحتجاجات التي تزايدت في الأسابيع الأخيرة أمام منزله، وذلك بالتزامن مع حدته في الحديث عن عواقب وخيمة قد تصيب المعرقلين لسير المرحلة. 

ويتجمع من وقت لآخر، عشرات الأفراد في وقفات إحتجاجية أمام منزل الرئيس في الستين، للمطالبة بإجراءات تتعلق بإستكمال أهداف ثورة الشباب السلمية، وأخرى حقوقية للمطالبة بإنصافهم في مظلمة ما. 

وتتجاوز هتافات المحتجين أسوار المنزل الذي حصن بالحواجز الإسمنتية والحيطان العتيدة، وبعشرات الحرس المنشرين في محيط المنزل بعد أن أصبح شخص هادي في الواجهة. 

وظل عبدربه منصور هادي نائباً للرئيس السابق على عبدالله صالح قرابة خمسة عشر عاماً، غير أن نجمه سطع مع اندلاع الإحتجاجات المطالبة برحيل النظام مطلع فبراير 2011، وتحديداً بعد إصابة صالح بتفجير استهدف دار الرئاسة في مايو من ذات العام، ليتسلم هادي بعدها مقاليد الأمور في البلد الذي تعتصره الأزمات والحروب.
 
في الـ23 من فبراير الماضي، أصبح هادي رجل اليمن الأول وبطريقة شرعية، وذلك بعد انتخابه رئيساً توافقياً للجمهورية اليمنية في 23 فبراير 2012، وفقاً لبنود تسوية سياسية، أعدتها وأشرفت عليها أطراف إقليمية ودولية،
وبموازاة هذا التدرج في سطوع نجم الرئيس هادي، كان منزله هو الآخر، يشهد تحصينات متنوعة تتطور مع كل خطوة، كان المطالبون بالتغيير في اليمن، يتفائلون بها، ويطمئنون إلى صانعها. 

وفي ذروة الأحداث السياسية والأمنية باليمن، لم يخف الرئيس هادي في إحدى تصريحاته الصحفية، أنه يقف في الواجهة الخطرة، واصفاً نفسه ورئيس حكومته باسندوة أنهما "فدائيان". وذلك في إشارة واضحة إلى أن ثمة دسائس كانت ولا تزال تحاك حول حياة الرجل الذي اطمئن اليمنيون لمجيئه إلى كرسي الحكم بدلاً لصالح. 

وتعرض عشرات المسئولين ممن يعملون في صف هادي، إلى محاولات إغتيال بوسائل وأساليب مختلفة، غير أن بعضهم نجا وآخرون أضحو في عداد الشهداء. 

وطوال الفترة الماضية، ظل الخوف من أن تتعرض حياة الرئيس هادي لسوء، يسيطر على كثيرين، ولاسيما بعد أن تداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن محاولة تسميم مياه منزل الرئيس هادي وتعرض عدد من أفراد أسرته لإصابات وآلام أسعفوا بسببها إلى المستشفى. 

ويستطيع المارة من أمام منزل الرئيس هادي في شارع الستين، أن يلاحظوا آلات ومعدات تقوم بمهام حفر بئر للماء، و كان توجيه للرئيس هادي يقضي بحفر بئر للماء وسط منزله، قد أسكت الاجتهادات والشكوك التي درات حول السبب الحقيقي لوجود تلك المعدات في وسط المنزل الذي تحيطه معسكرات للقوى التي تناحرت طوال الأزمة بصنعاء، فيما لايزال اليمنيون يتمنون على الرئيس هادي إعادة لحمة قوى الجيش. 

وفي كل الأحوال، فإن الحديث عن "حفر ملاجيء" داخل المنزل، أوالقيام بإجراء أي إحتياطات إحترازية وأمنية في محيطه، لا تعني سوى أن الرجل الأول للبلد يستشعر الخطورة على حياته وعلى مستقبل بلد بأكلمه، طالما والرجل الذي يحظى باحترام وتقدير كثيرين في الأوساط المحلية والدولية، "يحاول جاداً، إخراج اليمن من عنق الزجاجة".
وطبقاً لمصادر مطلعة فإن مراجعات أمنية شاملة للتدابير والإجراءات المتعلقة بتأمين منزل الرئيس، جرت ولا تزال، بعد الكشف عن محاولة لتسميم تمديدات المياه الموصلة عبر الشبكة الحكومية إلى منزله الذي يتوسط منطقة التماس بين منطقتي نفوذ قوات الحرس الجمهوري التي يقودها العميد أحمد النجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والفرقة الأولى "مدرع" التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر.
 
ومنذ ما يزيد عن عام من توقيع المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر 2011، لا يزال دار الرئاسة مكاناً غريباً على الرئيس هادي، بعد أن سرى حديث عن أن الرجل هو من امتنع عن الإنتقال مع أفراد أسرته إلى القصر بعد أن تسلمه من صالح، وذلك بعد نصائح أمريكية بالتريث خوفاً من وجود أجهزة متفجرات أو اجهزة تنصت.

ويصف مراقبون محليون زياراته للقصر بأنها "قصيرة ومتقطعة ولا تتعدى المهام الرسمية والبروتوكولية". وتفيد مصادر خاصة أن الرئيس هادي ما إن ينتهي من استقبال الوفود ومن الإجتماعات الرسمية، يعود إلى منزله الذي بدأ يحصنه بالحواجز وبالحرس الذي اختارهم هو بعناية ودربتهم فرق أمريكية. 

وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن نصائح أمريكية وجهت للرئيس الجديد خشية أن يكون لا يزال هناك متفجرات أو قنابل مؤقتة مزروعة في مساحة دار الرئاسة الواسعة منذ تفجير جامع دار الرئاسة.
 
وطبقاً لمصادر متطابقة، فقد طلبت الإدارة الأمريكية من هادي بعد دخوله القصر منتخباً، التمهل مدة 3 أشهر على الأقل، حتى تصل كتيبة مارينز أمريكية خاصة لتولي حراسته الشخصية وتأمين دار الرئاسة، إضافة إلى خبراء أمريكيين يتولون مهمة إعادة النظر في المنظومة الأمنية الخاصة بالقصر وفحص مختلف أجهزة الإنذار الإشعاعية و شبكات الاتصال والرصد اللاسلكية التي تتحكم بالمنظومة الأمنية المسؤولة عن تأمين دار الرئاسة ورصد كل التحركات المحيطة فيه ومن حوله. 

يذكر أن أمريكا زودت الرئيس هادي بعدد من السيارات المصفحة ضد الرصاص لاستخدامها في مواكبه الرئاسية بدلا عن تلك التي ورثها من صالح في دار الرئاسة. 

- بموازاة هذا التدرج في سطوع نجم الرئيس هادي، كان منزله هو الآخر، يشهد تحصينات متنوعة تتطور مع كل خطوة، كان المطالبون بالتغيير في اليمن، يتفاءلون بها، ويطمئنون إلى صانعها.
 
معلومات مختصرة عن حياة الرئيس هادي
عبد ربه منصور هادي (1 سبتمبر 1945 -)، هو رئيس الجمهورية اليمنية منذ 25 فبراير 2012، وكان قبلها نائبًا للرئيس 1994 – 2011.، كان القائم بأعمال الرئيس السابق علي عبد الله صالح حين كان يخضع للعلاج في السعودية في أعقاب هجوم على القصر الرئاسي أثناء الانتفاضة اليمنية 2011. ثم في 23 نوفمبر أصبح رئيسًا بالإنابة مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012 التي خاضها هادي كمرشحٍ للتوافق الوطني والذي أجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب تكتل اللقاء المشترك.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن