هيومن رايتس: التعذيب والتهديد بالاغتصاب انتهاكات يتعرض لها الأحداث بسجون البحث الجنائي

الإثنين 04 مارس - آذار 2013 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - نايف الجرباني
عدد القراءات 3973

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" " ان قانون العقوبات اليمني يحظر إعدام المخالفين الأحداث ، لكن ما بين عامي 2007 و2012، قامت السلطات بإعدام احداث كانوا دون 18 عاماً وقت وقوع الجريمة، مطالبة النيابة بايقاف أحكام الإعدام لعشرات من الأحداث الآخرين، حسب تقرير جديد للمنظمة.

وتوصل تقرير المنظمة الذي جاء تحت عنوان "انظروا إلينا بعين الرحمة .. الأحداث على ذمة الإعدام في اليمن"، الصادر في 30 صفحة إلى أن 22 حدثا على الأقل حُكم عليهم بالإعدام رغم وجود أدلة على أنهم كانوا تحت سن 18 عاماً وقت وقوع الجرائم ، وفي السنوات الخمس الأخيرة أعدمت السلطات ما لا يقل عن 15 شاباً وفتاة كانوا تحت 18 عاماً وقت وقوع الجرائم.

وطالب التقرير الرئيس هادي الغاء أوامر الإعدام للمخالفين الأحداث المعرضين لخطر الإعدام الوشيك. لافتة الى انه يجب على القضاء أن يوقف على الفور كافة أعمال الإعدام بحق أفراد يدعون أنهم كانوا دون الـ18 وقت جريمتهم ، على الأقل لحين مراجعة القضايا عن طريق لجنة مستقلة وتحديد أعمارهم بطريقة عادلة ومحايدة.

وقالت هيومن رايتس ان على الحكومة ان تؤسس لجنة مراجعة مستقلة منفصلة عن مكتب النائب العام للتوصل الى اجراءات وادلة اجرائية واضحة لتحديد اعمار المدعى عليهم.

وقالت رايتس" حُكم على بشير محمد الظهار بالإعدام من قِبل محكمة في صنعاء، وقد قال لـ هيومن رايتس ووتش إن أثناء الحُكم عليه "قال القاضي: حتى لو كان يبلغ من العمر عشرة أعوام، فعقاب القتل هو الإعدام". وفي فبراير/شباط 2013 قيل للظهار إن محكمة استئناف قد خففت عقوبته إلى السجن سبع سنوات بناء على سنه. قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه يخشى أن تعيد المحكمة العليا عقوبة الإعدام عندما تنظر في قضيته.

وذكر التقرير ان اليمن صادق على كل من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية حقوق الطفل، وهما الوثيقتان اللتان تحظران تحديداً إنزال عقوبة الإعدام بأي شخص كان تحت 18 عاماً وقت وقوع الجريمة.

ويشير القانون الدولي إلى أنه لا يحق للمحاكم فرض عقوبة إعدام ومن حق الطفل أن يخضع لتحقيق طبي أو اجتماعي موثوق من شأنه أن يثبت سنه، وفي حالة النزاع أو عدم كفاية الدليل، للطفل الحق في الاستفادة من قاعدة قرينة الشك".

وعبرت هيومن رايتس عن تفاؤلها بتجاوب مكتب الرئاسة معها بوعدها إيقاف أحكام الإعدام في حق الأحداث مؤقتا، وتشكيل لجنة لفحص واثبات أعمار المتهمين الأحداث.

بيد شارد باحث في هيومن رايتس ووتش قال في مؤتمر صحفي نظمته هيومن رايتس ووتش بصنعاء لاعلان التقرير امس ان اليمن من بين اربع دول في العالم تحكم بالاعدام بحق الاحداث وهي ( اليمن ، ايران ، السعوديه ، السودان ) مشيرا إلى أن اليمن يعتبر نادي صغير غير مرغوب فيه.

من جانبها دعت بريانكا مورتابارثي الباحثة في حقوق الطفل في هيومن رايتس الرئيس هادي ان يحدث قطيعة مع الماضي ويلغي اوامر اعدام الشبان الثلاثة الذين وقعت قرارات اعدامهم من قبل الرئيس السابق على صالح.

واضافت بريانكا " امام الحكومة اليمنية فرصة لاثبات التزامها بحماية الاطفال من خلال التراجع عن اوامر الاعدام في قضايا الاحداث، مشيرة الى ان ارسال الاطفال الى الاعدام رميا بالرصاص ليس الطريقة التي يظهر بها اليمن انه يحترم حقوق الانسان.

هيومن رايتس ووتش قابلت خمسة شبان وفتاه على ذمة الاعدام بسجن صنعاء المركزي ، موضحة ان "هند . ب " ذات الـ 15 عاما قالت لهيومن رايتس في مارس 2012 انها ادلت باعترافات مزيفة بعد ضربها وتهديدها بالاغتصاب من قبل رجال الشرطة وان السلطات لم تخبر اسرتها بالاعدام الا قبل ساعات من تنفيذ الحكم.

وقالت هيومن انها تملك ادلة قوية على ان البرطي كانت مجرد فتاه صغيرة عندما اتهمت بالقتل ، لكن الحكم نفذ ، مؤكدة انه كان يجب على الحكومة ان تخفف عقوبتها.

جورج زولف ممثل منظمة اليونسيف في اليمن وجه نداء عاجل للحكومة اليمنية قائلا " نحن في اليونسيف جاهزون للعمل مع الحكومة لبناء يمن جديد يسوده العدل والمساواة ويحفظ للاطفال حقوقهم وحرياتهم.

" انظرو الينا بعين الرحمة "

قال الحدث ابراهيم العميسي في شهادة ادلى بها لهيومن رايتس " ان الشرطة احتجزته ثم انهالت عليه بالضرب اكثر من مرة، مضيفا انهم قاموا بصعقه بالكهرباء فسقط ارضا.

وتابع ابراهيم " لو سالوني هل قتلت ألف رجل لقلت نعم لهول وشدة الضرب والتعذيب الذي تلقيته ، مؤكدا ان عمره كان 15 عاما في ذلك الوقت" .

من جانبه قال وليد حسين هيكل لـ هيومن رايتس ووتش إن السلطات قبضت عليه بتهمة قتل رجل في حارته، وهي الجريمة التي أنكرها. يقول إنه كان يبلغ من العمر نحو 14 عاماً وقت وقوع الجريمة في عام 2000.

ووصف ما حدث عند اعتقاله "تم القبض عليّ ليلة الجمعة ، جاءت الشرطة وطرقت بابنا وقالوا إنهم يريدونني خمس دقائق فقط ، بالطبع كانت تلك أخر مرة أرى البيت .. مؤكدا إنه أمضى شهرين في المباحث الجنائية التابعة لوزارة الداخلية، يتلقى الضرب والتعذيب".

واضاف " قيدونا بالأصفاد كأننا دجاج، كانوا يضعون الحديد بين أقدامنا ويضربوننا بالفلقة، (الضرب بعصا خشبية على باطن القدم)، بالطبع قد يعترف المرء بأي شيء مع هذا الضرب. كما كسروا أصابعي. شعرت بأن لا حول لي ولا قوة، وكنت أحلم بهم ليلاً، ثم يحضرون في الصباح. أحسست بخوف بالغ، حسبت أن قلبي سيفارق جسدي. بالطبع قلت لهم أنني من فعلها. أخبرتهم بكذبة".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن