في لوحة فنية رائعة جسدت الدولة اليمنية الحديثة، دولة المواطنة المتساوية- احتضنت قاعة فندق موفنبيك بالعاصمة صنعاء جلسات اليوم الأول لمؤتمر الحوار الوطني بحضور رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر وكافة نوابه الستة بما فيهم النائب صالح هبرة ممثل الحوثيين والذي تغيب عن جلسة الافتتاح الاثنين بدار الرئاسة، فيما تغيب لليوم الثاني على التوالي رئيس الوزراء، رافضاً المشاركة في حوار لم يمثل فيه شباب الساحات التمثيل الحقيقي". حسب مصدر حكومي.

في قاعة موفنبيك كانت اشبه بدولة مدنية حديثه مصغرة ينشدها اليمنيون، فلقد تجلت أسمى معاني المواطنة المتساوية ، والعدل والحرية، فتجسدت المواطنة المتساوية، وحرية سقفها السماء، في أولى لبنات اليمن الحديث.

لقد كان كبار مشائخ اليمن والشخصيات المشاركة في الحوار يمشون في قاعة الفندق وباحاته، بمفردهم دون المرافقين المكونين من الجيش الجرار لدى البعض، لقد كان يتنقل الشيخ صادق الاحمر بداخل الفندق دون مرافقين ودون سلاح، ومثله الشيخ الشائف والشيخ بن عزيز فرقاء الصراع المسلح بالأمس..كما كان كل شخص في القاعة مهما علا شأنه أو قل، كبير أو فقير يجلسون بمقاعد لم تخصص لكبير عن صغير، كما لو كان الحضور في موسم حج او عمرة.

وجمعت القاعة كل ألوان الطيف من الشخصيات الحزبية والمستقلة، ومنظمات المجتمع المدني، والشباب والنساء، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية...اجتمع فرقاء السياسة، وفرقاء الصراع المسلح تحت سقف واحد، تحت مظلة الحوار..

وغابت الدكتاتورية والاستبداد وكانت الحرية هي سيدة الموقف، فلم يسبق وفي عهد النظام السابق، ان يسمع في احدى قاعات اكبر فندق بالعاصمة صنعاء افراد يرددون شعارات تطالب بالاستقلال، ويرفعون بذات الوقت علم الجنوب العربي،، فذلك ما حدث واقعاً في جلسات الحوار الوطني..

أيضا ولأول مرة يحضر ممثل الحوثيين صالح هبره فندق موفنبيك، بل ويقف في المنصة بجوار رئيس الجمهورية ومختلف الفرقاء السياسيين..

مواطنة متساوية لأول مرة في اليمن:

وتجلت المواطنة المتساوية أكثر وضوحاً عندما وقف أحد المهمشين بما يطلق عليهم (الاخدام) يلقي كلمةً عنهم عبر فيها عن جندلتهم وتهميشهم واقصاءهم على مدى قرون عدة، ومن عهد ابرهه.. فبعد ان كان المهمش لايسمح له بدخول الاماكن المخصصة لكبار القوم، وكان اذا قال لايُسمع له، واذا مات لايُتبع، واذا غاب لايُسال عنه، ولاتفتح له المجالس..بالامس يقف امام كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اليمنية يلقي كلمةً، وهم ينصتون ويستمعون له بآذان صاغية،، القى كلمةً نقلتها الفضائيات على الهوى مباشرةً ولأول مرة في تاريخ اليمن..ما اعتبره الكثير الخطوة الاولى في طريق اليمن الجديد والمأمول..

وخلت قاعة المؤتمر من الديباجة التي كانت معهودة في عهد النظام السابق، بضرورة ذكر الزعيم الضرورة، ورفع صورة على الجدران، وذكر اسمه في الكلمات، إلا ان ما تم رفعه وذكره هو الوطن..