آخر الاخبار

"مأرب برس" ينشر نص رؤيتي التجمع اليمني للإصلاح واتحاد الرشاد السلفي حول جذور قضية صعدة

الإثنين 29 إبريل-نيسان 2013 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 6069

 قدم حزب التجمع اليمني للإصلاح واتحاد الرشاد اليمني اليوم الاثنين، رؤيتهما لجذور قضية صعدة، وذلك أمام فريق صعدة المنبثق عن مؤتمر الحوار الوطني.. وفيما يلي نص الرؤيتين:

نص رؤية التجمع اليمني للإصلاح لجذور قضية صعدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله صحبه أجمعين وبعد::
تشكل ما اصطلح على تسميتها بقضية صعدة مأساة متعددة الجوانب في الضمير الوطني اليمني بسبب المعاناة الإنسانية التي تسببت بها لأهالي محافظة صعدة والمحافظات المجاورة لها وبسبب حالة الاحتقان السياسي الذي خلفته مأساة قضية صعدة.
ولقد كان موقف اللقاء المشترك واضحا – ونحن في التجمع اليمني للإصلاح جزء منه- من قضية صعدة وما ترتب عليها من حروب مؤلمة اكتنفها الغموض، رفضناها منذ بدايتها تأكيدا لموقفنا الرافض لاستخدام العنف كوسيلة سواء للقمع او لفرض الأفكار باعتبار ذلك مناقض لمبدأ الحوار الذي نعتقد إنه الوسيلة المثلى للتوصل إلى الحلول الناجعة للمشكلات بمختلف أنواعها.
ولأن اليمنيين قرروا ان يكون مؤتمر الحوار الوطني هو الإطار الذي تحل فيه كافة المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشعب اليمني فقد كانت قضية صعدة في مقدمة هذه القضايا من حيث الأهمية والخطورة.
وليس هنالك من شك أن محاولة تفهم قضية صعدة من جميع جوانبها ووضع المعالجات لمحتواها يحتاج أولا إلى العودة إلى جذورها التي نشأت بسببها، وكلما كان هناك تجرد وحرص على فهم جذور القضية تحقق النجاح في وضع المعالجات.
وعلى الرغم من محاولات البعض إضفاء البعد المذهبي على هذه القضية فإن تاريخ اليمن أثبت وجود التعدد بين التيارات والاتجاهات المختلفة فقد عاش فيه اليمنيون في إطار واحد في ظل جو من التعايش والتسامح والترفع عن الخلافات البسيطة وعكس ذلك الجو الصحي من التعايش ووحدة المساجد والمدارس ووحدة الثقافة والتواصل بين العلماء من هذا التيار أو ذاك، فلم يشهد تاريخ اليمن أيه حروب مذهبية بين أبنائه.
لقد كان اخطر ما كرسته أنظمة الحكم قبل ثورة سبتمبر في ممارساتها الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش لكل ما هو خارج عن رؤية الحاكم الفكرية "إلا في استثناءات قليلة جداً" وتكريس نظام اجتماعي طبقي سلالي يفرق ما بين اليمنيين على أساس العنصر، ومحاولة فرض هوية محددة على اليمنيين لا تتناسب مع واقعهم وفطرتهم.
لقد ورث النظام الجمهوري الذي أقامته ثورة سبتمبر 1962م تركة خطيرة من الرواسب السلبية لعهود الإمامة وعلاقتها وفكرها الإقصائي، وفي مقدمة كل ذلك " إيمان" فئة محددة بأن حقها في الحكم قضية دينية لا يكتمل الايمان إلا بها، وإن سعيها للسلطة عبادة ودين، واستحقاق مذهبي... وأن عدم تحقق ذلك يعني اضطهاداً دينيا موجهاً لها.
إننا لا نريد أن ننكأ الجراح والماضي الأليم، لكن قضية صعدة لا يمكن فهم جذورها وأبعادها الحقيقية إلا بوضع النقاط على الحروف، ولا يمكن إنكار البعد "السياسي الذي استغل الجانب الديني فيها بدءا وانتهاءً.
شهدت "صعدة" بعد ثورة سبتمبر (1962م) نشاطاً فكريا وثقافيا قام على أساس الاجتهاد وتجاور المدرسة التقليدية وتنوع الافكار ولم يتسبب ذلك التنوع أو التعدد في أي مشكلة بين أبناء صعدة كغيرهم من أبناء اليمن حتى وصل تأثير انتصار ثورة الخميني في إيران التي عملت على تصدير الثورة إلى بعض شعوب المنطقة ومنها اليمن لدواعي التوسع والنفوذ الاقليمي، وقد ظهر ذلك واضحا من خلال تبني مجموعة من الشباب لشعارات الثورة الإيرانية وحزب الله اللبناني وسفرياتهم المتكررة إلى تلك الدول بحيث أصبحت تلك المجاميع هم حملة ذلك المشروع الإقليمي في اليمن.
من هنا بدا المجتمع الصعدي يشهد بعض التوترات ومما ساعد في تغذيتها التدخلات الخارجية لقوى إقليمية لها مصالحها في وجود صراع داخل اليمن، ولم يتمكن السلطة في اليمن بمنأى عن هذا الصراع فقد ساعد سوء إداراتها وعدم تقديرها للأمور في إذكاء جذوة التوتر حتى وصول الحال إلى المواجهة المسلحة عام 2004م، وفتح المجال لحروب متكررة من قبل السلطة ومن قبل الحوثيين، واستهان الطرفان بدماء اليمنيين التي سالت في شعاب وأودية وجبال صعدة وما جاورها سواء من المدنيين أو من القوات المسلحة وكلها دماء غالية علينا.
الجذور :
استخدام أحد طرفي الصراع وهم الحوثيون المذهبية كلافتة دينية بهدف استقطاب المقاتلين واستدرار عواطف الناس.
وقوف القوى التقليدية أمام وصول ثورة 26 سبتمبر بمبادئها وأهدافها ما أدى إلى تأخير وصول ثمار التغيير الجمهوري إلى صعدة، واستمرار هيمنة "المتنفذين السابقين" على معظم الأوضاع بالمحافظة، وخاصة الجهاز الإداري للدولة، والذي من خلاله أسهموا في عرقلة عملية التغيير وإبقاء المجتمع عموما في قبضة المفاهيم القديمة، الأمر الذي وفر المناخ لمعارضة النظام الجمهوري.
طموحات المشروع الإيراني للتوسع والتمدد في المنطقة في إطار التنافس الإقليمي على النفوذ والثروة دفع بها للدعم السخي بالمال والسلاح والمساندة الإعلامية لمن تم استقطابهم.
تورط النظام السابق في مشروع التوريث وتكريس شكلانية النظام السياسي الديمقراطي وتفريغه من مضامينه، وفيما بعد صارت مشكلة صعدة إحدى الوسائل اللا إنسانية لتدعيم مشروع التوريث حيث عمل النظام السابق على استغلالها لتصفية خصومه التي كان يرى انهم عقبة امام توريث السلطة.
ضعف أداء المؤسسات الحكومية وغياب التنمية ووجود نسب عالية للامية وعدم وصول الخدمات والمشاريع للمواطنين بالشكل المطلوب.
رغبة الحوثيين في التوسع الجغرافي باستخدام القوة بفرض حروب متعددة في كل من الجوف وحجة وعمران وهو الأمر الذي لا تفهم مبرراته.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه..
ــــــــــــــــــــــ
مختصر رؤية حول جذور قضية صعدة مقدمة من حزب الرشاد اليمني لمؤتمر الحوار الوطني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:-
فإن الله سبحانه وتعال بعث محمدا صلى الله علي وآله وسلم بالهدى ودين الحق وأمره بإقامة العدل والقسط، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
وقد سار على هدى القرآن الكريم والسنة النبوية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون أئمة الدين الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، ثم تعاقبت القرون المفضلة على الجادة يحرصون على الجماعة ويبتعدون عن الفرقة ويمتثلون قوله سبحانه وتعالى "الذين جاءوا من بعديهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم".
ولقد حذرنا القرآن الكريم من التفرقة وأمرنا بالاجتماع كما في قوله تعالى " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" ، وجاء عن رسول الله أنه قال " إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".

جذور وأبعاد قضية صعدة:-
وحينما ننظر إلى قضية صعدة وأبعادهها وتداعياتها فإن الوصول إلى حقيقة المشكلة لا يخرج صعدة عن بقية مناطق اليمن فيما تعانيه من تهميش إلا أن السبب الرئيس الذي فاقم مشكلة صعدة وميزها عن بقية محافظات الجمهورية بمزيد من المآسي هو:-
- قيام جماعة الحوثي بالتمرد المسلح على الدولة.
حينما توجهت الجماعة إلى الإعداد والعمل المسلح وبناء المتارس وحفر الخنادق وجمع الأسلحة بمختلف أنواعها وتكريسها دخلت في صراع مسلح مع الدولة وحروب متلاحقة ذهب ضحيتا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين.
- السيطرة على محافظة صعدة:
وبعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتوسعت دائرة المعارضة السياسية في اليمن وكثرت الاضطرابات في البلاد قامت جماعة الحوثي قبل عام 2004م بإغلاق مناطق جبال مران – مديرية حيدان وعزلها عن سيادة الدولة ونفوذها وفرضت على الناس الزكوات وألزمتهم بأنواع من الضرائب والإتاوات وقامت بتوزيع وشراء الأسلحة وشكلت مجاميع منظمة ومتعددة وأصبحت تتدخل في شؤون الدولة والمجتمع ممثلة خطرا حقيقيا وتهديدا للسلم الاجتماعي والأمن.
وانطلقت الجماعة في العمل التعبوي والتحريضي وشيئا فشيئا توسع نشاطها في عموم صعدة وانتشرت المليشيات التابعة لها في عموم المحافظة حتى سقطت المحافظة في يد الحوثيين وقامت بفتح معسكرات التدريب وعملت على تصنيع الألغام والمتفجرات والقذائف والقنابل محلية الصنع عبر دائرة الإنتاج اليومي مع ما يتم استيراده من الأسلحة من مناطق أخرى.
وبعد أن استتب الأمر لجماعة الحوثي في صعدة وخرجت المحافظة عن سيطرة الجمهورية اليمنية تجاهلت الممارسات في الآتي:-
1- قامت بتهجير السلطة المحلية الشرعية ونصبت محافظات غير شرعي وغير قانوني يستمد توجيهاته من عبدالملك الحوثي.
2- قامت بتعيين وكلاء للمحافظة ومدراء عموم المكاتب والمديريات ومسئولي المحافظة من التابعين لعبد الملك الحوثي دون أن يكون لهم مستند قانوني أو تكليف أو قرار من الجهات الحكومية المختصة.
3- تولت جماعة الحوثي تحصيل الأموال والفروضات المالية من الزكوات والواجبات وفرضتها على المواطنين بالقوة والقسر لصالح الخزينة التابعة للجماعة.
4- أحدثت نقاط التفتيش المنتشرة ضد المواطنين والمدنيين.
5- مارست أنواعا من الأعمال القمعية والإرهابية ضد أبناء المحافظة ومن ذلك الاغتيالات والاختطافات والتعذيب في سجونها الخاصة والقيام بالتهجير والتشريد.
6- ممارسة الاضطهاد الفكري لمخالفيها ومصادرة الآراء المخالفة لها وتهديد المواطنين في صعدة بحجة وقوفهم مع النظام السابق تارة وبحجة المخالفة الفكرية تارة أخرى ، وقد هدمت بعض مساجد المحافظة وأغلقت بعضها وحاصرت مركز دار الحديث بدماج الذي أسسه العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- وقتل فيه أكثر من 70 طالبا وأكثر من 100 جريجا ، ومنعت عن المركز الغذاء والدواء وحليب الأطفال والأدوية الخاصة بمرض الضغط والسكر وغيرها.
7- حظرت أي نشاط يخالف توجهاتها بما في ذلك أنشطة دعاة الزيدية وشبابها المخالفين لها وكذا نشاط جماعة الدعوة والتبليغ وأنشطة الأحزاب السياسية حتى وصل الأمر إلى مداهمة مقراتها ومصادرة محتوياتها.
8- هجرت عشرات الآلاف من المواطنين من أبناء صعدة وغيرها وأصبحوا فاقدين لمزارعهم ومساكنهم متنقلين في محافظات اليمن المتعددة يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية.
وخلاصة الأمر:
فإن جماعة الحوثي جماعة متمردة مسلحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة خارج إطار المشروعية القانونية تهدف إلى إقامة كيان سياسي مستقل عن نظام الجمهورية اليمنية عبر وسائل سياسية وعسكرية قد جعلت من محافظة صعدة منطلقا لحركتها ، وتهدف إلى تمديد نفوذها في جميع مناطق اليمن مستفيدة في ذلك من ضعف وجود الدولة ومؤسساتها ومن الدعم الإقليمي المباشر واللوجستي.
ونحن في الرشاد ندعو جماعة الحوثي إلى التعايش السلمي، وعدم فرض الآراء بالقوة، ونبذ أسباب الكراهية والعنف وسلوك النهج السياسي المشروع في إطار سيادة الدولة والنظام والقانون وتحت سقف الجمهورية اليمنية دون اللجوء إلى قوة السلاح وأعمال الإرهاب.
كما أننا ندعوهم إلى الرجوع إلى الحاضنة الوطنية وفك الارتباط والارتهان للأجندة والمشاريع الخارجية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وجنب اليمن كل سوء ومكروه.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن