يمنيون يطالبون الحكومة بوقف مكافحة الجراد ويكتفون بأكله

الأحد 26 أغسطس-آب 2007 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - مصطفى نصر:
عدد القراءات 4346

تصاعدت حدة المخاوف في اليمن من وصول الجراد الصحراوي إلى سهل تهامة “سلة غذاء اليمن”، وطالب أكثر من ألف مزارع في محافظة البيضاء التي اجتاحها الجراد وزارة الزراعة عدم استخدام المبيدات، لأنهم يمتلكون طريقة أفضل لمكافحته.

وقد توزع المزارعون الى فرق ميدانية لاصطياد الجراد، وأكله، حتى أن كميات الجراد باتت تباع في الأسواق الشعبية، لاسيما سوق باب اليمن الشهير.

وبلغ سعر الكيلوجرام الواحد من الجراد 1500 ريال يمني (نحو 8 دولارات أمريكية)، أي ما يوازي ثمن الكيلوجرام من اللحوم البيضاء، وقال المزارعون في مديرية رداع في محافظة البيضاء إن مكافحة الجراد بالمبيدات أدى إلى مشكلات صحية عديدة في أوساط اليمنيين.

وقال مدير عام مكتب الزراعة والري في مديريات رداع أحمد الكبسي إن كميات كبيرة من الجراد الصحراوي اكتسحت الأراضي الزراعية في المديريات على مساحة تقدر بخمسمائة هكتار، وكانت أسراب من الجراد قد وصلت إلى صنعاء، إلا أن أعداداً كثيرة من اليمنيين تسابقوا الى اقتناصها بصورة سريعة.

وكشف مدير مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي عبده فارع الرميح عن تمكن الجراد خلال أيام من الوصول إلى سهل تهامة، وقال إن أعداد الجراد بالمليارات، وأضاف “إن بقيت أوضاعنا كما هي سيكون كارثيا”.

وتقدر المساحة التي يوجد فيها الجراد في اليمن بحوالي مائة ألف هكتار، معظمها صحراوي، ويهاجم الآن نحو 60% من وادي حضرموت.

وتوقعت مصادر في وزارة الزراعة والري اليمنية أن تصل الخسائر المالية والاقتصادية والزراعية الناتجة عن الجراد الصحراوي الذي غزا اليمن نحو ستمائة مليار ريال، في حال استمر على نشاطه وتوسعه في الانتشار كما حالته الآن.

وقالت المصادر انه “بوصول الجراد الى خليج عدن وسهل تهامة ستكون حينها الكارثة الحقيقية التي سترهق قدراتنا وإمكانياتنا المتواضعة، وسيكون من الضروري حينها إرسال 32 فرقة مكافحة تتوزع بين منطقة حرض إلى بيت الفقيه ثم باب المندب إلى بئر علي في محافظة شبوة، وهو ما يفوق قدرات اليمن الحالية”.

وكشف مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد أنه لم تتم مكافحة سوى مساحة 23 ألف هكتار، ما يعني ان المهمة صعبة جداً، خصوصاً في ظل عدم تعاون السلطات المحلية في حضرموت على الواقع وإقناع اليمنيين بمغادرة مناطق الرعي والسماح لفرق المكافحة بمزاولة مهامها.

ودخلَ اليمن أول سرب جراد صحراوي في 19 و20 مارس/ آذار الماضي قادما من القرن الافريقي، ووصل إلى مناطق شحن في محافظة المهرة شرق اليمن، وعبر البحر العربي قاطعا آلاف الكيلومترات.