في الوقت الذي لاقى فيه اتفاق وقف اطلاق النار في عمران، استياء عدد من اعضاء اللجنة الرئاسية التي اعلنت الاتفاق، وأكدا عدم صلتهم او معرفتهم بالاتفاق الا من وسائل الاعلام، عبر عدد من الناشطين والمحللين السياسيين عن استنكارهم لهذا الاتفاق الذي اوضحوا انه لن يعطي اكثر من فرصة لمسلحي الحوثي لترتيب اوراقهم بعد تلقيهم خسائر فادحة.

عضو اللجنة الرئاسية، عبد الرحمن الصعر، أكد في تصريح خص به "مأرب برس"، انه لا يدري على اي اساس ادرج اسمه في الاتفاق، رغم انه لم يستدعى لاي اجتماع، ولا يعلم كيف ابرم الاتفاق ومع من، مشيرا الى بنود الاتفاق اصيغت على عجل وانها غير قابلة للتنفيذ، وانها فقط تمنح الحوثيين استراحة للعودة من جديد.

وأوضح عبد الرحمن الصعر ان اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في عمران، اجتمعت الخميس الماضي، في منزل وزير الدفاع، في العاصمة صنعاء، واتفقوا عللى رفع الاستحداثات العسكرية، للطرفي النزاع (الحوثي – الجيش) من الازرقين حتى عمران، المتمثلة في نقطتين تابعتين للجيش ونقطتين تابعتين للحوثيين.

وأشار الى ان قوات الجيش رفعت استحداثاتها، فيما مليشيات الحوثي رفضت ذلك، مضيفا: لو ان وزير الدفاع صادق في نواياه لحل الازمة لعمل على تنفيذ بنود الاتفاقيات السابقة التي دائما ما ينقضها الحوثيين. واستغرب الصعر من عدم ادراج بند نزع سلاح الحوثيين ضمن بنود الاتفاق.

رؤية للحل لا اتفاق

بدوره اوضح عضو اللجنة احمد البكري، ان ما نشرته وسائل الاعلام المختلفة حول توصل اللجنة الرئاسية بشأن محافظة عمران الى اتفاق لا اساس له من الصحة، مشيرا الى ان ما نشر هو عبارة عن رؤية للحل تقدم بها عدد من اعضاء اللجنة، وعمدها وزير الدفاع.

وأكد البكري في منشور له على صفحته بالفيس بوك، انه شخصيا تحفظ على بعض بنود البنود، واشترط ان يتم التطبيق الفعلي، لافتا الى ان الاتفاق كونه لم يوقع من قبل طرفي النزاع فانها رؤية للحل وليس اتفاق. واشار الى ان عدد من اعضاء اللجنة لم يوقعوا ايضا على الاتفاق.

لا زلت مستقيلا من اللجنة

من جانبه نفى عضو اللجنة الرئاسية، اللواء الدكتور/ قائد العنسي ـ مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع، هو الآخر، بان يكون قد شارك في الاتفاق ، مؤكدا انه لم لم يكن أحد اعضاء اللجنة. ونقلت المصادر عن العنسي قوله: “لم احضر ولم أدعى ، ولم اوقع “.

وأكد العنسي بانه لم يعلم بالاتفاق المعلن الا من وسائل الاعلام ، وانه متمسك باستقالته من اللجنة الرئاسية التي قدمها في وقت سابق.

تمريغ سمعة الدولة

رئيس مركز ابعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد، اوضح ان اتفاقية التهدئة الأخيرة ليس فيها جديد، سوى أن مثل هذه الهدن هي مؤشر لنا، متى يشعر الحوثيين بالحاجة إليها لالتقاط الأنفاس؟ مؤكدا ان الحوثيين لا يذهبون إلى أي هدنة وهم أقوياء ومنتصرين، ولكن يذهبون مضطرين حين يشعرون بالوجع.

وقال محمد في منشور له على فيسبوك: صحيح أن هذه الهدن هي إنهاء لمبررات الحوثيين وتشجيع لهم لترك السلاح، إلا أنها تمرغ بسمعة الدولة الوحل، وتثبط عزيمة الجيش وتراجع من معنوياته، وهي هدف من أهداف الحوثيين يأملون من خلالها تحقيق اختراق ما على الأرض أو في المؤسسة العسكرية التي بدت صلبة مؤخرا.. كما انهم يستخدمونها كانتصار وهمي في الإعلام.

وأكد ان الأهم أننا سننتظر خرقا جديدا لها وعاجلا بمجرد إعادة ترتيب هذه الجماعة المسلحة لأوراقها المرتبكة، والتي انعكست بوضوح في تصريحات قادتها التهديدية!، مشيرا الى ان أكبر فشل واضح للحوثيين انهم خسروا رهان انفصال الجنوب المؤملين في تحققه كثيرا حتى يحققون تقدما في الشمال... وهذا السر وراء اتهاماتهم للرئيس هادي بالسعي لانفصال الجنوب.