آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

تركي الدخيل يستكشف اليمن في كتابه (جوهرة في يد فحام)

الأحد 18 يوليو-تموز 2010 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 14646

في كتاب اهداه مؤلفه إلى معلمي (المطبق والمعصوب) ، اختار المؤلف عنوان هذا الكتاب من وصف استعاره العالم المصري أحمد فخري من عبدالعزيز الثعالبي التونسي، وهو يبث شكوى اليمن للشامي في كتاب (رياح التغير في اليمن).

 يمضي الكاتب السعودي تركي الدخيل في كتابه المؤلف من353 صفحة، الصادر عن دار مدارك للإبداع والنشر والترجمة والتعريب .بيروت. 2010، ليفسر أثر هذا التجني على اليمن منعكساً في الفن اليمني الساحر :" استطاعت اليمن الثقافة واليمن الوجع أن تؤسس فلكلورها الشعبي "، الذي يعبر عن الأوجاع والمعاناة من الفقر والاضطراب.

 وقد أعجب الرحالة باليمن، فهو الدولة الأكثر ثراء والأقل إثراءً ، تشغله معادلات الاتصال والانفصال وتقلبات لا تفهم، فهو قديم العهد بالاضطراب والاحتراب والمواقف المتناقضة.

 تحدث الكتاب في مقدمته التي شغلت 45صفحة، وكانت عبارة عن فلاشات مكثفة بعناوين منفصلة، عن دور الإخوان المسلمين في ثورة 1948، وماقيل عن دور الإخوان المسلمين في مقتل الإمام يحيى، منبهاً إلى أن مؤرخي اليمن يدمنون "إهمال لاعبين أساسيين في تاريخه المعاصر"، وذكر تجربة الإخوان التي انتهت بهم كحلفاء للسلطة في زمن قريب عبر التجمع للإصلاح.

 أشار الدخيل إلى دور الفضيل الورتلاني "الجزائري" وهو معروف عنه بأنه ناشط إخواني، انتدبه ابن باديس للدعوة في فرنسا، و ينقل وصف الشامي للورتلاني بأنه هو من غير مجرى التاريخ اليمني لإعتقاده أنه هو من صنع الثورة الأولى 1948، يتوافق هذا مع إشارة الدخيل إلى المقالات التي تحدثت عن تدبير خفي لحسن البنا في مقتل الإمام يحيى آل حميد الدين.

وليكمل المشهد السياسي تحدث الكتاب عن الحزب الاشتراكي اليمني الذي لم يندثر كغيره من الأحزاب الاشتراكية التي أضحت أثراً بعد عين، فالاشتراكي اليمني لا زال فاعلاً، و علاقته بالإسلامين صارت تفاهماً بعد عداء وتحالفاً بعد تخالف وتراص في وعاء جامع ضد المؤتمر الحاكم.

 الإشكال بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي هو في تعدد التيارات التي تتدثر بمسميات الأيدولوجية والإصلاح. تتقاطع هذه المعطيات مع تحديات المجتمع القبلي المسلح، والأجواء المدججة بالإشاعة و نذير القتال، في هذه الأجواء يقف الإخوان مؤيدين لدعاوى الانفصال وأيضاً مباركين لتمرد الحوثيين. يتركنا الدخيل أمام دوامة من الأسئلة التي لا تصلح معها الإجابة، من قتل الإمام؟ من دعم التمرد، من آزر الحراك، ولماذا؟

يروى الدخيل أنه عقب حرب الانفصال كان الإخوان المسلمون يشتكون تنفير التشدد السلفي، وكان التيار السلفي يشتكي من قيادات الإصلاح التي احتمت بالسلطة وسلطتها على رقاب السلفيين. 

ويروي الدخيل عن الشامي الذي يحكي عن والده الزيدي الذي كان يعيش بين الشوافع ويصلي معهم، ولكن الآن وبعد أن ظهر تمرد الحوثيين وفشت الهواجس من وجود اختراق إيراني (مفترض) وغيره، بدأت تغيب أخلاقيات التسامح وتطل قرون الطائفية البغيضة، فهل يستطيع الشعب أن يستمر قوياً متلاحماً يهزم التقسيم الإثني وينتصر لليمن؟

طبائع اليمن وسجايا أهله حاضرة في المقدمات فأهل اليمن كرماء "لأنهم ضيوف القدر".

 الخرافة في اليمن موجودة، ففي اليمن توجد لعنة الخرافة فمتى متى غاب نور العلم تمددت سرابيل الخرافة، كانت الخرافة في اليمن حاضرة واستخدمتها حاشية الساسة والملوك ليظن المواطن البسيط أن مَلِكَه يملك الإنس و الجن معاً فلا فكاك منه، وأضحى كل ما يستعصي على التفسير مُعلقاً على شماعة الغيب.

متى ذكر اليمن يذكر القات. هكذا يقول البعض ولكن هل القات يسعد اليمنيين أم يقتلهم؟ فبرغم الفقر، مازال أهل اليمن يستحقون أن يكونوا أهل اليمن السعيد. "هم راضون لأنهم ضيوف القدر".

 السلاح في اليمن متاح للجميع و لا مانع من حمله إلا حضور الرئيس أو ارتياد المرافق الحكومية، مما يذكي العنف والصراعات القبلية.

 الجدل الديني

 بعد هذا المسح يقدم لنا الكاتب حوارات تجعل الباحث قادراً على قراءة الوضع في اليمن بشكل سهل، واختار محاور للجدل فكانت الجدل الديني، وجدل المرأة، وجدل الأدب والسياسة والقصيد.

 ينتخب الكاتب خلاصة من حواراته التي أجراها وينتقي رموزاً لها وزنها، استطاع عبرها أن يوفر مادة دسمة ترسم اليمن في لوحة دقيقة لم يهمل خلالها أية تفاصيل، حاول تغطية مثار الجدل في اليمن، واصطفى للجدل الديني ثلاثة رموز وهم عبدالمجيد الريمي السلفي ثم الحبيب علي الجفري الصوفي، والثالث أبو جندل القاعدي "السلفي الجهادي".

 القاعدة وحارس ابن لادن

 الحارس الشخصي لأسامة ابن لادن ناصر البحري "أبو جندل". نشأ في السعودية وتأثر بالأفغان العرب والأجواء الجهادية، وبايع أسامة بن لادن على السمع والطاعة، بعد أن اجتمع به واستطاع الأخير إزالة مخاوفه، وانخرط في التدريب المكثف، وتوثقت علاقته بأسامة ومن الغريب أنه روى رغبة ابن لادن في أن يقتلوه إذا وصله الأمريكان وكان يعد ذلك استشهاداً، تلافياً لانكسار ما أسماه بالشوكة التي تطعن في خاصرة أمريكا، واعتباراً لحجم المعلومات التي بحوزته، عاد أبو جندل إلى اليمن بإذن من ابن لادن بعد أن تكفل أسامة بتكاليف زواجه، وعاد بعدها لمهمته مرةً أخرى حارساً له ولكنه استأذن في عام 2000 للعودة النهائية إلى اليمن.

وعن البيعة لابن لادن لم يستطع ناصر البحري أن يحدد إن كان لا زال ملزماً بها أم لا، علماً بأنها تسببت بتكفيره، إلا أنه يتعامل مع الأمر بأريحية كبيرة، ويعتقد أن ابن لادن لايزال حياً.

عبدالمجيد الريمي

شيخ سلفي كبير عمل رئيساً لمجلس أمناء مركز الدعوة عرف عنه اسهامه الفكري والديني وله كتب تتلمذ عليها أتباعه وأحبابه، حاوره الدخيل مسلطاً الضوء لى قضايا بالغة الأهمية. يعيب الريمي على الإسلاميين الذين توغلوا في الديمقراطية حتى عدوها موازية للشورى، تحدث الريمي عن ضوابط التناصح وضرورة

قول الحق وعدم اتهام بعض المسلمين بعضاً دون إقامة دليل، إلا أنه دافع عن نفسه بخصوص مهاجمته الحوثيين، مؤكداً أن وحدة العالم الإسلامي لها أسس يناقضها من أسماهم بالرافضة لوجود شركيات لديهم، وشدد ضرورة ابتعاد الزيدية عن الحوثيين مؤكداً أن علاقة التيار الذي ينتسب إليه بالزيدية طبيعية، وأن الخلاف بينهم يقوم على الحوار، على خلاف من أسماهم بالروافض، مجدداً تأكيده على أن الفكر الحوثي متشبع بالمد الإيراني، لذلك فهم (السلفية) يوعون الناس بخطورة هذا الفكر. الفكر الاثني عشرية مرفوض عنده. لكنه يقر بأن الاشتطاط في الخلاف ربما يولد فتنة قد تغذيها "أمريكا"، لذلك فينبغي البحث عن قواعد جديدة للحوار لتقعيد الوحدة الإسلامي على منهج تقاربي، إلا أنه أكد أن السكوت عن الخلاف العقائدي خطير ولكن يجب أن لا يؤدي هذا الخلاف الخطير إلى الاقتتال.

 الحبيب علي الجفري

 داعية ومدرس للتصوف في تريم، أثار إخراجه من مصر في عام 2001 جدلاً واسعاً، فكانت إجابات الحبيب لأسئلة الدخيل دبلوماسية ورقيقة، هو لا يحب أن وسمه بالسياسي، بالرغم من أن والده ناشط سياسي بارز، إلا أنه لا يحب أن يوصف بهذه الصفة، فهو يقدر أن رسالة الأسرة دينية طرأت عليها السياسة لا العكس.

 تحدث الجفري عن دور الصوفية الحضارمة في نشر الإسلام و قال:إن الحضارمة اشتغلوا بالعلم في البلاد الأعجمية، وأكد أن الذين أدخلوا الإسلام إلى أندونيسيا علماء حضارمة امتهنوا التجارة. والجفري يؤمن أن التصوف يرفع راية الجهاد حينما يكون مستكملاً شروطه، وينفي أن التصوف مذهباً خامساً، ويقول إنه

علم سلوكي يمتاز بقواعد المتصوفة أنفسهم، فالتصوف عنده هو من علوم الشريعة، وعاب على البعض الخلط بين مسائل الفقه والعقيدة، و قرر أن الأمر المحرم غير الداعي إلى الشرك وصف قلبي يجب أن يكون صريحاً عن قصد ولا بد أن يسأل مرتكبه .

أرجع الجفري انتشار ظاهرة التكفير إلى الإضطراب في توصيف الاختلاف الذي جعل الفروع أصولا وإلى الانغلاق على رأي واحد، وأكد أن النص في الشريعة يبيح الاختلاف.

احتوى كتاب "جوهرة في يد فحام" الإشارة إلى ثلاث قضايا في الشأن الثقافي اليمني الراهن، دور المثقف في السلطة والتغيير في نقاش مثير مع عبدالعزيز المقالح، ودور الأدب في السياسة مع شاعر الثورة محمد الشرفي، وجدل المرأة وحقوق الإنسان مع الناشطة أمل الباشا.

قدم الكتاب لكل حوار بمقدمات خفيفة تحوي أهم النقاط التي تناولها المؤلف مع ضيوفه، مما يسهل هضم الكتاب الذي كانت مقدمته الضافية لوحة بانورامية عن عجائب اليمن السعيد، الذي تؤكد كل التحولات والتطورات الأخيرة التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة أنه ربما يكون حقاً "جوهرة في يد فحام".

وجاء في صفحة الاهداء:

إلى يمنيين قاسمناهم اللقمة والمحبة...

والأخوة والطموح...

 إلى معلمي المطبق والمعصوب...

 إلى البنائين والمقاولين...

 إلى التجار الحضارم...

 إلى كل أولئك الرائعين الذين عاشوا معنا...

 بكل إيجابية...

 وتشاطرنا العيش والسلام...

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة