أكبر سوق شعبي بعدن لا يحترق إلا قرب مواسم البيع والشراء

الثلاثاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- استطلاع/ شذى العليمي:
عدد القراءات 7346

للمرة الثالثة خلال العام الجاري تلتهم النيران بضاعتهم وكل ما يملكون.. حريق هائل فاجأهم عصر السبت قبل الماضي, 13/11/2010, ولم تعرف أسبابه حتى اللحظة.. ولم يعد "سوق السيلة الشعبي" في مدينة كريتر بعدن مكان آمن لهؤلاء..

فـ"صلاح الدين محمد" كان أحد أكثر المتضررين, فهو يملك أكبر عدد من الأكشاك والبسطات, ما يقارب الـ12 كشكا وبسطة, وخسارته من الحريق الأخير كبيرة, إذ فقد كل شيء وبما قيمته 3 ملايين ريال, حد قوله.

ويستبعد "صلاح الدين" تماما أن يكون الحريق ناتجا عن تماس كهربائي, فالحريق الذي وقع نهاية سبتمبر الماضي كان بسبب الكهرباء ومن ذلك تم فصل التيار الكهربائي عن السوق, طبقا لتعبيره, ليضطر بائعو السوق للجوء إلى المواطير (المولدات الكهربائية الصغيرة).

ما معنى أن تحدث الحرائق قرب موعد المواسم؟

ويضيف بائع آخر, فضّل عدم الكشف عن اسمه "هذه الحادثة لم تحدث إلا بفعل فاعل, وهذا شيء واضح", ويتساءل: "ما معنى أن تحدث الحرائق قرب موعد المواسم؟".

"انظري, حدث الحريق قبل عيد الأضحى بأيام, وكانت عملية الشراء كبيرة, ونفس الشيء حدث في الحريق الذي اندلع في سبتمبر الماضي, قرب موسم فتح المدارس, إضافة إلى الحادث الأول الذي وقع في شهر شعبان الماضي أي قبل مجيء رمضان وعيد الفطر المبارك", يضيف.

ويقول: "قطعة القماش التي تباع عندنا بـ500 أو بـ1000, تباع في المحلات الكبيرة بـ3 أو بـ4 آلاف ريال.. حسبنا الله ونعم الوكيل".

ماذا نفعل؟

"توفيق علي" كان واحدا منهم, فلديه كشك وبوفية في سوق السيلة, يقدر خسارته بـ"مليوني" ريال, ويتساءل: "ماذا نفعل؟.. كل بضاعتنا دينٌ لتجار كبار, من أين سنرد لهم هذا الدين؟".

"نبيل البدوي", و"أسامة الفحل", و"أبو محمد", و"عبده صالح" وغيرهم أيضا ذهبت بضاعتهم ضحية الحريق, وتكبدوا ملايين الريالات, والجميع يتساءلون عن الأسباب والفاعل, كما يتساءلون عن مصير الخسائر؟.

455 كشكا وبسطة

يبين عاقل السوق, أن ما لا يقل عن 455 كشكا وبسطة كانت السيول قد جرفتها في فبراير الماضي, فيما التهم الحريق الأولى 26 كشكا وبسطة, وجاء الحريق الثاني على 67 منها, فيما الثالث قضى على 280.. إنها خسائر فادحة تكبدها سوق السيلة الشعبي بعدن.

وهذه المرة إلى المنازل

ولم يكتف الحريق بالتهام الأكشاك والبسطات في سوق السيلة, ليمتد هذه المرة إلى المنازل, فقد تضرر منزل عائلة "راجمنار" كثيرا, وهو منزل كبير احترقت منه خمس شقق من أصل ست, قُدرت خسائر كل شقة بـ10 ملايين ريال. (الصورة يسار)

يتكون المنزل من ثلاثة طوابق, بني الطابق الأول منه في العام 1926, فيما بني طابقه الثاني في العام 1951, وبعد ثلاثة أعوام أي في 1954م تم بناء الطابق الثالث, وكان معهدا للغات إلى غاية العام 1997, وتملكه عائلة "ياسين محمد راجمنار".

ويتحدث سكان المنزل عن أضرار معنوية أيضا, فالخوف والهلع, عند الأطفال تحديدا, لم يكن بالشيء السهل, كما يتحدثون عن أحد الذين كان يحاول إنقاذ بعض محتويات المنزل أُصيب بفقدان البصر.

التحقيقات تؤكد شكوك الباعة..

مصادر أمنية بمحافظة عدن قالت, طبقا لما نقلته بعض المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت, إن التحقيقات الأولية قادت إلى أن الحريق أتى بفعل فاعل.

وكشفت المصادر عن اعتقال شرطة كريتر متهما بالضلوع في إشعال الحريق بسوق السيلة الشعبي بمدينة كريتر.

خالد وهبي عقبة- مدير عام مديرية صيرة, من جهته, قال لـ"مأرب برس" في وقت سابق, إن الهيئة الادارية للمجلس المحلى بمديرية صيرة أصدرت قراراً يقضي بإغلاق السوق نهائياً ونقله الى مكان اخر تتوفر فيه شروط السلامة والامان.

وغير واحد من المتضررين يطالب بالتعويض, فالخسارة هنا كبيرة, والكل فقد كل ما عنده تقريبا.. ويبقى السؤال: لماذا يندلع الحريق قرب المواسم, طبقا لما قاله الباعة؟, وما الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن