آخر الاخبار

خلال اجتماع مع ممثلي الأحزاب.. رئيس الوزراء :خطر الحوثي لا يستثني أحداً ومواجهته هدفاً رئيسياً في المعركة الوطنية تفاصيل مقترح قدمته مصر لـ حماس مقابل وقف إطلاق النار في غزة المليشيات تدشن حملة هدم واسعة لعشرات المنازل في صنعاء _ المواطنون يستغيثون ومصادر محلية تؤكد:المليشيات هدمت حتى اللحظة نحو 43 منزلاً وسوتها بالأرض بعد توقعات الراصد الهولندي.. زلازل تضرب 3 دول في يوم واحد قيادي مؤتمري يفسد فرحة الحوثيين بشأن انسحاب بعض السفن الغربية من البحر الأحمر - تصعيد عسكري قادم ضد وكلاء طهران وقيادي حوثي يتوسل واشنطن بالتراجع واتساب تختبر خاصية جديدة دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت هيئة كبار العلماء السعودية تعلن فتوى جديدة بخصوص الحج والتصاريح الموت يفجع الديوان الملكي السعودي بسبب الفسق والفجور .. حكم قضائي بسجن الفنانة حليمة بولند عامين وغرامه مالية باهظة.. تفاصيل مسؤول عربي يحذر من تحديات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي أمام العرب والعالم

دبلوماسي غربي رفيع : هناك أطراف قوية جدا لا تريد الاتفاق بسبب مصالحها المالية..وتسعى لتفجير الوضع عسكريا لأنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يكونوا الطرف المنتصر

الثلاثاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - رويترز
عدد القراءات 12259
 
  

بعد شهور من الاحتجاجات واراقة الدماء والدبلوماسية أصبح اليمن منغمسا في صراع بين الرئيس علي عبد الله صالح وخصومه بشكل ربما يؤدي الى دخول البلاد الفقيرة في حرب أهلية وانهيار اقتصادي.

وطغت المعركة التي يخوضها صالح في مواجهة كل من اللواء علي محسن الذي انشق عن القوات الحكومية وقادة القبائل الذين كانوا يوما حلفاء أقوياء على الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ يناير كانون الثاني ضد حكم صالح القائم منذ 33 عاما للمطالبة بالديمقراطية.

وسرعان ما تمكنت احتجاجات في كل من تونس ومصر من خلع رئيسي البلدين هذا العام لكنها أخذت شكل صراع مطول ودامي للاطاحة بالزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. كما تجلى مدى عنف الانتفاضات الشعبية في كل من سوريا واليمن ولم تتضح بعد نتيجتها.

مل اليمنيون من المعارك المتلاحقة بين القوات الموالية لصالح وقوات المعارضة والتي أوقفت بشكل مؤقت المساعي الدبلوماسية لدفع الرئيس اليمني المخضرم الى التنازل عن السلطة.

وقال دبلوماسي غربي رفيع "نظل نتصور أننا نقترب من اتفاق ثم ينفلت من بين أيدينا مرة اخرى... هناك أطراف قوية جدا لها دخل ولا تريد الاتفاق بسبب مصالحها المالية.. ولانقاذ أرواحها."

حتى داخل الحزب الحاكم نفد صبر المسؤولين فيه.

وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام كان يشجع صالح يوما على التمسك بالسلطة "اذا كنا نريد الاستمرار كحزب في المستقبل فمن مصلحتنا التوقيع على حل سياسي في أسرع وقت ممكن."

كما يضغط رجال أعمال لهم نفوذ على رجال السياسة للتوقيع على اتفاق قائلين ان المسؤولية عن الكابوس الاقتصادي الذي يعيش فيه اليمن ستنصب أساسا على الحزب الحاكم ما لم يوقع الاتفاق.

مثل هذه الحجج تبدو بلا جدوى بالنسبة للرئيس المنخرط في صراع ثلاثي مع حلفائه السابقين وهم عائلة الاحمر التي تقود تحالفا قبليا واللواء محسن.

وانشق على صالح أفراد عائلة الاحمر واللواء محسن كل على حدة في وقت سابق من العام الجاري ولكن ليست بينهم قواسم مشتركة تذكر مع المحتجين الشبان الذين ينظمون احتجاجات شبه يومية مناهضة للرئيس منذ أكثر من ثمانية أشهر.

ويلمح كل من صالح ومحسن وعائلة الاحمر الى أنه سيتنحى اذا فعل الطرف الاخر ذلك لكن المواجهة ما زالت قائمة مما حول العاصمة صنعاء الى مناطق مقسمة تسيطر عليها قوات حكومية أو قوات تابعة للمعارضة.

وقال احد المفاوضين "على مستوى ما.. يريدون صراعا عسكريا لانهم يعتقدون أن بامكانهم أن يكونوا الطرف المنتصر. ثم يعيدون التفكير ويكونون غير متأكدين.. فينتهي بنا الحال الى هذه المواجهة."

 وتخشى قوى أجنبية من أن تزيد الاضطرابات في اليمن من جرأة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في البلاد رغم مقتل أنور العولقي كبير مسؤولي الدعاية باللغة الانجليزية في ضربة شنتها طائرة أمريكية بلا طيار الاسبوع الماضي.

وتسبب العنف في نزوح مئات الالاف من اليمنيين مما أدى لتفاقم أزمة من الممكن أن تؤثر على المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج التي تحاول اخراج صالح من السلطة بخطة انتقالية.

وتتشارك كافة الاطراف في مسؤولية اعاقة التوصل الى اتفاق لكن محللين يقولون ان صالح وأفراد عائلته هم العقبة الرئيسية.

وعاد صالح من السعودية الى صنعاء في الشهر الماضي بعد أن أمضى هناك ثلاثة أشهر للعلاج والتعافي من محاولة اغتيال أصيب فيها بحروق بالغة. وفسر كثيرون عودته المفاجئة باعتبارها مؤشرا على أنه هو وأقاربه الذين يسيطرون على أغلب الجيش سيخوضون حربا للتمسك بالسلطة.

وقال مفاوض غربي "الامر كله يتلخص في رجل لا يريد حقا التنازل عن السلطة."

وأضاف "يشعر أفراد عائلته بالقلق بشأن مستقبلهم وأرواحهم. لا يعرفون يمنا لا يسيطرون عليه... هذا النوع من اليمن مخيف جدا بالنسبة لهم. لذلك فانهم يعارضون أي اتفاق."

وعلى السطح فان الجدل قائم حول الية نقل السلطة. وترفض المعارضة الانضمام الى حكومة انتقالية ما لم يفوض صالح سلطاته رسميا أو على الاقل عمليا الى نائبه.

ويقول بعض المحللين ان القوى الغربية تشجع صالح فعليا على التمسك بالسلطة حتى على الرغم من أن واشنطن جددت دعوته الى التنحي بعد ساعات فقط من مقتل العولقي.

وقال جيرد نونمان وهو متخصص في شؤون الخليج بجامعة جورجتاون ومقره قطر ان التعاون الغربي في مجال مكافحة الارهاب مع قوات يديرها ابن صالح وابن اخيه لابد ان يتوقف.

وقال "انه أمر طيب للغاية بالنسبة للولايات المتحدة أن تصدر بيانا من حين لاخر تقول فيه انها تأمل أن يوقع صالح على الاتفاق ويستقيل. لكن العائلة تنظر الى كل هذا القدر من التعاون مع ابنه وابن أخيه... ويقولون لانفسهم.. اصمدوا.. لماذا لا نصمد حتى النهاية.. لن يخرجنا أحد حقا."

ويرفض دبلوماسيون غربيون زيارة صالح منذ عودته لليمن وركزوا فقط على نائبه عبد ربه منصور هادي.

وقال دبلوماسي انهم يسعون الى تفنيد اعتراضات صالح على اتفاق نقل السلطة. مضيفا "سنرى ما اذا كانت ستنفد حججه أولا أم أن خياراتنا نحن ستنفد أولا."

وبينما يتداول المفاوضون سرا يحفر أفراد القبائل والجنود الخنادق في شوارع صنعاء حيث تنتشر شاحنات عليها صواريخ ومدافع الية.

استاء كثير من اليمنيين من ان يطغى الصراع بين الجيش والنخب القبلية على حركة الاحتجاجات الشعبية. وليس من المستحيل أن تعيد تلك الاطراف التحالف مرة اخرى نظرا لكونها -أي عائلة الاحمر ومحسن وال صالح- تنضوي تحت لواء اتحاد حاشد القبلي.

وقال ماهر (30 عاما) وهو محام يقود سيارة أجرة "الامر لا يتعلق بالمواطن اليمني العادي.. بل انها نسخة جديدة لصراع طويل بين الاطراف ذاتها. نحن فقط الذين نقتل."

ويعتقد بعض المفاوضين ان الخلافات المتعلقة باتفاق تسليم السلطة بسيطة للغاية لدرجة أن النجاح ربما يتحقق بعد عدة أيام اذا توفرت الارادة السياسية لكن اليمنيين لا يكترثون كثيرا بهذا الجدل.

وقال المحلل علي سيف حسن "من نافذتي.. أرى مقاتلين يفصل بينهم أقل من 300 متر... كلما اقترب الساسة من اتفاق كلما اقترب المقاتلون (من الاشتباك) مع بعضهم البعض. سنرى من الذي يصل أولا."

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن