آخر الاخبار

بعد ان عجزت عن مواجهة رجال الجيش الوطني .. المليشيات تلجأ إلى ارتكاب جريمة بشعة بحق خمس نساء بـ تعز خلال اجتماع مع ممثلي الأحزاب.. رئيس الوزراء :خطر الحوثي لا يستثني أحداً ومواجهته هدفاً رئيسياً في المعركة الوطنية تفاصيل مقترح قدمته مصر لـ حماس مقابل وقف إطلاق النار في غزة المليشيات تدشن حملة هدم واسعة لعشرات المنازل في صنعاء _ المواطنون يستغيثون ومصادر محلية تؤكد:المليشيات هدمت حتى اللحظة نحو 43 منزلاً وسوتها بالأرض بعد توقعات الراصد الهولندي.. زلازل تضرب 3 دول في يوم واحد قيادي مؤتمري يفسد فرحة الحوثيين بشأن انسحاب بعض السفن الغربية من البحر الأحمر - تصعيد عسكري قادم ضد وكلاء طهران وقيادي حوثي يتوسل واشنطن بالتراجع واتساب تختبر خاصية جديدة دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت هيئة كبار العلماء السعودية تعلن فتوى جديدة بخصوص الحج والتصاريح الموت يفجع الديوان الملكي السعودي بسبب الفسق والفجور .. حكم قضائي بسجن الفنانة حليمة بولند عامين وغرامه مالية باهظة.. تفاصيل

الشهيد الحمدي نسيناه لثلث قرن ثم تذكره جيل لم يولد في عهده.. وصالح سٌئل من قتل الحمدي فقال التحقيق مازال جاريا

السبت 15 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - علي محسن حميد
عدد القراءات 53195
 
  

أتاحت ثورة 25 يناير في مصرللناس المقارنة لأول مرة بين ثلاثة رؤساء ولأنه لايصح إلا الصحيح فمن كان أولهم زمنيا لايزال هو الأول. في اليمن ترتبط ثورة سبتبمر 1962 بالمشيرعبدالله السلال التي سماها البعض تجاوزا بثورة السلال برغم أن قائدها هو علي عبد المغني الذي أنقذ نفسه من التلوث بالسلطة باستشهاده دفاعا عنها قبل أن تكمل الثورة أسبوعها الثاني. وفي ساحة التغيير بصنعاء يناديه شبابها بـ'ياعلي عبد المغني..علي صالح جوّعني، ياعلي عبد المغني ... علي صالح جهّلني' وحقيقي أن معظم ضباط ثورة سبتمبر خيبوا أمالنا لأن الشعب الذي كانت مصالحه هي المحرك لثورتهم تم نسيانه وبدأ بعضهم منذ أول لحظة في الاحتيال عليه وعلى الثورة والاهتمام بتحقيق مصالحهم الذاتية. لهذا السبب تمكن صالح من تلجيم أفواههم.

الحمدي اغتيل في يوم الثلاثا ء'11 تشرين الاول/ اكتوبر من عام 1977 ودارت ذكراه دورة فلكية كاملة بعد 34 عاما هجرية. كان الحمدي يذكر همسا وقد حاول زبانية صالح تبرئته من دمه زاعمين بأن صالح ليس سوى استمرار له وأنهما كانا جحرين في لباس رغم أنهم يعرفون أنه هو الذي اغتاله وأن تلك كانت قناعتهم قبل أن يتم شراءهم. ولسبب ما أو لأن تاريخ اليمن مغموس بالعنف وبالدم فقد تجنب الكل قول الحقيقة حول اغتيال الحمدي ومنهم الذين كتبوا مذكراتهم. وقد سئل صالح كثيرا عن اغتيال الحمدي من صحفيين عرب وليس من أقرانهم اليمنيين الذين نسوا شهيدهم وخافوا أن يذكّروالقاتل بجريمته. وفي كل مرة كان صالح يرد بأن التحقيق لايزال مستمرا. (آخر سؤال كان من إيراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام الأسبق عام 1987) نفس الشيء يقال عن مجزرة جمعة الكرامة في 18 آذار/ مارس (56 شهيدا من ثوار ساحة التغيير ومئات الجرحى) مع فارق أن الضحية أصبح متهما. بعد ثورة 3 فبراير يصبح 11 تشرين الاول/اكتوبر علنا ذكرى حزينة لقائد محبوب اغتيل غدرا في إطار مؤامرة داخلية وخارجية. والمفارقة هي أن الجيل الذي ولد في عهد صالح ولا يعرف الحمدي إلامن الثقافة السماعية المنتشرة في اليمن بسبب القات هو الذي يرفض صالح ويتذكر مناقب الحمدي. في ساحة التغيير بصنعاء رفعت صور الحمدي منذ أول أيام الثورة مع صور جارالله عمر وعبد الفتاح إسماعيل وعلي عبد المغني وجمال عبد الناصر وعيسى محمد سيف وتشي جيفارا وأحمد محمد النعمان ومحمد النعمان الإبن ومحمد محمود الزبيري وشهداء الساحة ولم تلصق صور وكاريكاتيرات صالح إلا كمطلوب للعدالة ومتهم بنهب المال العام. في الساحة نصبت خيمة باسم الحمدي وعليها صور ضوئية لأمر منه بتوريد معونة شخصية حصل عليها من دولة عربية تزيد عن الستة ملايين دولار إلى الخزينة العامة. الحمدي كان يودع كل هدية يتلقاها في المتحف الوطني وهو ما لم يعمله احدا من قبل ومن بعد. وأتذكر أني اقترحت على وزير رافقته في زيارة رسمية إلى بغداد عام 1980 أن يودع هديته في المتحف فقال أنه يود فعل ذلك ولكن نظرا لعدم وجود القدوة ستحسب عليه الخطوة كمزايدة.

'قصة الاغتيال سرا مفتوحا في اليمن:

أرسل لي صديق عقب قراءته لمقالي المنشور في 'القدس العربي' قبل أسبوعين الذي اتهمت فيه صالح بأنه المتسبب الأول في مقتل الشهيد عبد العزيزعبد الغني وذكرت فيه أسماء بعض من اغتالهم شهادة مواطن كان حاضرا في منزل الغشمي الذي تم فيه اغتيال الحمدي. هذا المواطن يدعى حسين علي صالح عامر القحطاني ولا يزال على قيد الحياة وكان من حراس المقدم عبدالله الحمدي شقيق إبراهيم وقائد لواء العمالقة وهذه فقرة من شهادته' وصل الرائد علي عبدالله صالح قائد لواء تعز ونزل من فوق السيارة وكان يعرف أننا حراسة عبدالله الحمدي فسألنا هل (الفندم) عبدالله داخل، قلنا له نعم ودخل الحوش، غادرنا بيت الغشمي ثم عدنا إليه الساعة 3 ظهرا ولقينا عند البوابة الرائد علي عبد الله صالح وكان وجهه أسود من الليل إذا عسعس، سألنا الحراسة أين المقدم عبدالله فقالوا الأن مشى مع علي عبدالله صالح فكذّبناهم وقلنا مارأيناه معه في الحبّة (السيارة) ومستحيل يطلع مع الحراسة في مؤخرة السيارة فقالوا خلاص روحوا دوروا لقائدكم' .

محمد الشقيق الأكبر للشهيد أكد في مقابلة مع جريدة المصدر في 11/6/2011 ما يعرفه كل يمني وهوأن صالح أطلق الرصاص على أخيه وأن العميد علي حمود الجايفي الذي لايزال على قيد الحياة حذره في نفس يوم الاغتيال من مؤامرة لقتل إبراهيم في منزل أحمد الغشمي وطلب منه أن يتصل بإبراهيم كي لا يلبي دعوته على الغداء ولكن القدر كان أسرع. شخصيا سمعت من مغترب يمني في إثيوبيا يدعى أحمد عبده الرماده في عام 1979 بأنه كان يسير خلف صالح بمسافة قريبة في مطار تعز وأنه صاح بصوت مرتفع هذا قاتل الحمدي وأنه واثق أن الرئيس سمعه ولكنه عمل إذنا من طين وإذنا من عجين. وقبل ثورة الشباب كنت مع أفراد من عائلتي في زيارة لمنطقة بعدان بمحافظة إب قالت لنا سيدة أمية عجوز ترعى البقر أنها تعرف من الذي قتل الحمدي. ما فاجأنا ليس معرفتها بالقاتل ولكن تذكرها لأمل تم وأده ولضوء تم إطفاؤه. ومعلوم مارافق اغتيال الحمدي البشع من تشويه لشخصه بربط مقتله بوجود فتاتين فرنسيتين معه ومع أخيه عبدالله. يقول شقيقه محمد في هذا الصدد أن الكذبة لم تنطلي على القاضي حسين السياغي الذي أحضرته السلطة ليؤكد روايتها فعندما شاهد القاضي السياغي الجثث الأربع بدون دماء قال إذا كان القتل قد تم هنا فأين الدماء. الضحيتان الفرنسيتان استدرجتا من قبل دبلوماسيين يمنيين في سفارة اليمن في باريس وتم دفع تعويض مالي كبيرلكي لاتثار القضية في المحاكم الفرنسية وتغلبت السياسة على سيادة القانون وهمالم تكونا عاهرتين وإنما من أسرة دبلوماسية عريقة.

تواطؤ اليمنيين بالصمت المطبق:

نعيب على المثقفين والشخصيات العامة صمتهم وترويج بعضهم لأكذوبة صالح أنه أتى إلى السلطة حاملا كفنه بيده لأن لأحد غيره قبل بتوليها وأنه كان زاهدا فيها عقب اغتيال الغشمي شريكه في الاغتيال. ونتيجة للصمت أصبح القاتل بطلا ورمزا وضرورة وطنية ملحة وبعض الشعوب على حد مزاعم زمرة المداحين تتمنى مثله لقيادتها بل تريده أن يحكمها وهو فارس القدس وسادس الخلفاء الراشدين وبريء من دم المئات والألاف قبل وبعد ثورة الشباب. حتى كتاب المذكرات من سياسيين ومشايخ وعسكريين مروا على فاجعة الاغتيال مرور الكرام وكأنها حادث مروري، فمنهم من قال لقد وقعت أحداث مزعجة في بلادنا لاأعادها الله، وآخر قال أنه مات في ظروف غامضة وثالث وصف اغتياله بالجريمة المستنكرة ولم يذكر إسم المجرم ورابع أراح نفسه من عناء قول الحقيقة وزعم بعدم وجود تفاصيل مع أن الحقيقة مشاعة كالهواء وعلى كل لسان وخامس رضي بسيطرة الغشمي على الوضع وأقر بأنه تلقى توجيهات خارجية لتأييد الحاكم الجديد وزعم أنه لم يصل إليه أي خبر موثق غير ماتنقله الإذاعات وسادس كان محتارا لعدم وضوح الرؤية وغموض القضية. وكانت هناك وقفة رجولية يتيمة للرائد زيد الكبسي الذي حاول اغتيال الغشمي وفشلت محاولته وقد وصف كاتب مذكرات هذه الحادثة بأن الرئيس كان لبيبا موفقا فقد مد يده ومسك بيد المعتدي ورفع المسدس فقرحت الطلقات إلى الجدار وأطلقت طلقة أصيب بها الكبسي ثم الحرس أطلقوا النارعليه فورا وانتهى الأمر والحمدلله على السلامه.

الشعب الذي شب عن الطوق وانتفض ضد الاستبداد وتغييب الحقيقة لن يتنازل عن دم الحمدي وسيطالب بتحقيق العدالة ومعرفة تفاصيل جريمة الاغتيال وأطرافها الداخلية والخارجية لكي لا تتكرر مثلها مستقبلا. هذا إن نعم اليمن بدولة يعلو فيها القانون ويسود فيها استقلال القضاء ويترك لإدارة شؤونه بنفسه.

*' كاتب ودبلوماسي يمني

* القدس العربي

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن