معلومات متضاربة حول انفجارات الفرقة الأولى مدرع.. وتحذيرات من نذر حرب قادمة أثناء إجازة العيد

الخميس 18 أكتوبر-تشرين الأول 2012 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 19311

تصاعدت أعمدة الدخان في أنحاء متفرقة من سماء النصف الشمالي من العاصمة اليمنية صنعاء، عقب سلسلة انفجارات متواليةدوت -ظهر اليوم الخميس- في معسكر الفرقة الأولى مدرع، بالتزامن مع عشرات القذائف الصاروخية التي تطايرت من داخل أسوار المعسكر، وأمطرت الشوارع والأحياء السكنية المحيطة، مخلفة عددا من القتلى والمصابين، معظمهم من المدنيين.

وقبل أن تنقشع سحب الدخان التي خلفها الحادث، سارعت وزارة الدفاع إلى الإعلان -عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت- بأن سلسلة الانفجارات والقذائف الصاروخية التي تساقطت على عدد من الأحياء السكنية بصنعاء، كانت ناجمة عن حادث وصفته بـ«العرضي» في مستودع للأسلحة بالفرقة الأولى مدرع.

غير أن هذا التبرير الرسمي، لم يقدم إجابات كافية لإزالة الغموض الذي خيم بسحبه السوداء على ملابسات الحادث، جراء التعتيم الرسمي، وتضارب المعلومات عن حقيقة وأسباب الحادث، الذي أثار مخاوف من عودة الأوضاع في اليمن إلى مرفع العنف مجددا.

وفي ظل حالة الغموض التي لا زالت تغلف ملابسات الحادث، تضاربت المعلومات حول أسباب الانفجارات وتطاير القذائف على عدد من أحياء العاصمة، ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية بأن الحادث ناجم عن خطأ أثناء التدريب، ذهبت مصادر أخرى إلى القول بأن الحادث قد يكون ناجما عن «عمل تخريبي»، فيما اكتفت وزارة الدفاع بالقول بأن الحادث «عرضي»، قبل أن تقول لجنة التحقيق – التي شكلت برئاسة اللواء الركن محمد علي المقدشي- كلمتها.

فرضية: «خطأ أثناء التدريب»

وخلافا لما أعلنته وزارة الدفاع، أكدت مصادر عسكرية متطابقة في الفرقة الأولى مدرع بأن الانفجارات وقعت جراء خطأ في التدريب، حيث أصيبت منظومة صاروخية في ساحة التدريب المجاورة لمخازن الدفاع الجوي بمعسكر الفرقة بقذيفة أثناء التدريب، ما أدى إلى انفجار عدد من القذائف الصاروخية وانطلاق بعضها بشكل عشوائي في الأحياء المناطق المجاورة لمعسكر الفرقة.

ووفقا لذات المصادر فقد ارتد أحد هذه الصواريخ بشكل عشوائي وأصاب بعض مخازن الدفاع الجوي، وتسبب في سلسلة من الانفجارات داخل المعسكر.

فرضية: «ماس كهربائي»

من جانبه اكتفي قائد عسكري بالفرقة الأولى مدرع بالقول بأن الحادث كان نتيجة ماس كهربائي في أحد مخازن الأسلحة، ما أدى إلى اندلاع ألسنة اللهب وتصاعد الدخان الكثيف في المعسكر.

ولم يشر المصدر العسكري إلى الأسباب التي أدت إلى انطلاق نحو 50 قذيفة صاروخية بشكل عشوائي في أنحاء متفرقة صوب جامعة الإيمان والأحياء المجاورة للفرقة, مكتفيا بنفي سقوط أي قتلى بين جنود وضباط الفرقة، رغم أن هناك معلومات تشير إلى أن هناك جنديا من بين 4 قتلى سقطوا جراء الحادث، الذي تسبب أيضا بإصابة 11 مدنيا آخرين.

 فرضية: «العمل التخريبي»

وأشارت بعض روايات شهود العيان إلى أن هناك طائرة حربية حلقت في سماء الفرقة الأولى مدرع قبيل لحظات من الانفجار الأول، غير أن تعرض الفرقة لقصف جوي أمر لم يؤكده أي مصدر عسكري حتى الآن، رغم أن مصادر عسكرية تؤكد بأن هناك شبهة بوجود عمل تخريبي مدبر وراء الحادث.

وحذرت وحدة الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية في مركز أبعاد للدراسات والبحوث من مواجهات عسكرية قد تشهدها العاصمة صنعاء خلال إجازة عيد الأضحى.

وقال مركز أبعاد في بلاغ صحفي له، مساء اليوم، بأن المعلومات التي حصل عليها تشير إلى وجود حالة من الاستعدادات العسكرية في معسكرات بعضها تابع للنظام السابق والبعض تابع للمنضمين للثورة، عقب تسرب معلومات عن قرارات تستهدف إقالة قيادات عسكرية عليا.

وأشار أبعاد إلى أن هذا الاستعداد سبقه تصعيد لجماعة الحوثيين من خلال الانتشار في العاصمة صنعاء وتشكيل بؤر لتخزين الأسلحة داخل وحول العاصمة، معتبرا بأن حادثتي تفجير مخزن صواريخ الكاتيوشا في الفرقة أولى مدرع ومقتل الضابط العراقي، اللواء خالد الهاشمي (الثلاثاء الماضي برصاص مسلحين مجهولين في صنعاء)، وقبله محاولات اقتحام وزارتي الدفاع والداخلية، عبارة عن مقدمات تعزز من توقعات استهداف ومهاجمة وإضعاف جهات فاعلة في القوات المسلحة والأمن.

كما أشار مركز أبعاد إلى أن اللواء الهاشمي كان أحد أهم القيادات العسكرية البعثية «السنية» في العراق، وقد أشرف منذ خروجه من العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003م على عقد صفقات عسكرية رسمية وغير رسمية لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعقب تسلم الرئيس عبد ربه منصور هادي الرئاسة انخرط في الهيئة الاستشارية للهيكلة، مؤكدا بأنه الشخص الوحيد، من خارج المنظومة الأسرية للنظام السابق، الذي يعرف مقدار الأسلحة النوعية التي يمتلكها الجيش اليمني والوحدات المخزنة فيها.

المطالبة بإخراج المعسكرات من العاصمة

وفيما لم تصدر أي مواقف رسمية إزاء الحادث –حتى الآن- طالب أمين العاصمة، عبد القادر هلال بإخراج المعسكرات من العاصمة، وقال بأن المجلس المحلي لأمانة العاصمة سيطالب بشكل رسمي بإخراج المعسكرات دون استثناء أو تفريق وتحويل مساحات تواجدها إلى مصالح عامة من منتزهات وحدائق ومدارس ومستشفيات ومباني حكومية وخدمية.

وناشد هلال الرئيس هادي بإصدار توجيه حازم بإخراج معسكرات القوات المسلحة التي تتمركز بين الأحياء السكنية إلى خارج العاصمة صنعاء لكونها تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين، مشيرا إلى أنه تفاجأ بالحادث الذي وقع أثناء حضوره مع وزير التربية والتعليم وعدد من المسؤولين حفل تكريم لأوائل الطلاب بمدارس النهضة التي تقع بحي صوفان بالقرب من معسكر الفرقة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن