في مشهدٍ يعكس حالة الانقسام بين معسكري الحراك المسلّح بقيادة علي البيض والحراك السلمي بقيادة حسن باعوم تتبادل الصحافة التابعة لكلٍ منهما الاتهامات غالباً ويتفقان أحياناً على مهاجمة نظام الحكم في العاصمة صنعاء.

ومع إصرار البيض على استمرار ارتباطه بملالي طهران الأمر الذي يهدد استقرار مغتبري الجنوب في دول الخليج فإن الغضب الشعبي في الجنوب يتنامى خصوصاً بعد تأكيد مصادر جنوبية كانت مقربة من البيض، عن تلقيه أموالاً لدعم أعمال الفوضى الذي يقوم به عشراتٌ من أنصاره في عدن لإعاقة كل الفعاليات ذات الطابع السلمي المتبنيّة للقضية الجنوبية.

وبات طاغياً الترصّد الإعلامي لأيٍ من مُستجدات الطرفين بعضهما لبعض، فتكتسي الصفحات الرئيسة لمواقعهم وصُحفهم الصادرة في عدن وحضرموت بالعديد من المقالات والمواد الإخبارية التي تتناول كلاً من البيض وباعوم بشكلٍ شخصيّ.

وأصبح من الطبيعي التركيز على استقطاب بعض الشخصيات الجنوبية عموماً والعدنية على وجه الخصوص المحسوبة على البيض للكتابة أو المشاركة في أي فعاليّة يقوم بها معسكر باعوم ، والحرص على تصوير بعضهم في مواقف يبدون الاحترام والتقدير لباعوم.

 آخر التراشقات الإعلامية ما أحد المواقع المحسوبه على باعوم مادة عن الثروة التي يمتلكها البيض، مرفقةً بصورة نادرة للبيض وهو في مرحلة الصِبى، إذ يبدو من الصورة أنه لم يتجاوز 17 عاماً.

 وذكر ذات الموقع في المادة التي نشرها أن والد البيض ينتمي اجتماعياً لفئة السادة فقد كان يستثمر ثقة الناس فيه لممارسة مهنته في التطبيب الشعبي التقليدي باستخدام الأعشاب وكتابة التعاويذ.

في المادة يتّهم معسكر (باعوم) علي سالم البيض بنهب ما لا يقلّ عن 6 مليارات دولار أي ما يعادل 1.290.000.000.000 مليار ريال يمني من أموال دولة الجنوب التي كان يرأسها، وهرّبها معه إلى خارج اليمن إبّان هروبه خلال حرب صيف 1994 م التي قاد فيها عصابة الانفصال.

وفي التفاصيل التي قال الموقع أنه ينفرد بها فإن البيض يمتلك حالياً ثاني أكبر شركه أدوية في الخليج ، ومقرّها في (أبوظبي)، إضافة لشركة دواجن في سلطنة (عُمان) ، فضلاً عن عدد من الفنادق والمنتزهات والشاليهات الموزعة في كلٍ من بيروت ودبي وتركيا وماليزيا ، وكذلك في النمسا، وأكثرها في مجال الاستثمارات السياحية.

 إعلام الحراك السلمي يدعو أيضاً إلى إعداد ملفات لمُحاكمة البيض بتهمة نهب أموال الشعب الجنوبي ، بينما يركز أنصار البيض وهم قلّة يتركزون في العاصمة الاقتصادية لدولة الوحدة (عدن) يترّصدون أي فعاليةٍ يقيمها أيٌ من فصائل الحراك السلمي لإفشالها وعرقلتها ولو باستخدام العنف وافتعال مظاهر الفوضى.