شن عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين هجوما عنيفا على القوى السياسية اليمنية الحاكمة، واتهمها بالاستئثار بالسلطة والثروة، وتقاسمهما على حساب الثورة ومطالب الشعب اليمني وشباب الثورة في احداث عملية تغيير في البلاد.

وقال أن الثورة اليمنية لم تنتصر بعد، وان عملية التغيير لم تحدث على ارض الواقع بالبلاد حتى اليوم، معتبرا ماجرى ليس أكثر من انتصار قوة كانت شريكة في النظام السابق على قوة أخرى كانت تقاسمها السلطة وثروة الشعب، بينما الشعب اليمني مايزال خارج المعادلة، متهما تلك القوة التي قال انها انتصرت اليوم على الأخرى، قد استأثرت هي الأخرى بالسلطة والثروة.

واعلن الحوثي - في كلمة منقولة على شاشة عرض امام المئات من انصاره بصعدة، بذكرى احياء وفاة زيد بن علي " رضي الله عنه " -رفضه اعادة الاستبداد من جديد مهما كان حجم التضحيات. داعيا شباب الثورة بالمناسبة، إلى ان يظلوا في ساحاتهم حتى تنتصر الثورة ويتغير الواقع بالصورة التي ينبغي ان يتحقق فيها أمالهم واهدافهم الثورية . معتبر استمرار الثورة ضرورة من الضرورات التي يفرضها الواقع الحالي باليمن، وإلا فإن الايام القادمة ستكون أسوأ وأظلم مما كانت عليه من قبل - حسب قوله.

وأكد الحوثي في كلمه متلفزة نقلها تلفزيون المسيرة في بث مباشر، ان الحوار الوطني لا يمكن ان يقوم مقام الثورة ولا يمكن التعويل عليه بدون استمرار الثورة. معبرا عن امله في ان لا ينخذع شباب الثورة به لترك الثورة والتخلي عنها باعتبارها الضمانة الوحيدة في تحقيق اهدافهم الثورية. منوها إلى أنه ومن دون استمرار الثورة يصبح الحوار شكلا ديكوريا يخدم الالتفاف على الثورة ومطالبها في احداث عملية التغيير بالبلاد. كاشفا عن استهداف مسبق للحوار، ومساع للالتفاف على القوى السياسية المشاركة فيه الذي قال ان نسب التمثيل فه تعتبر التفافا مسبقا لتجوير الحوار وفرض نتائجه مسبقا على القوى والشعب اليمني من الان.

ووجه زعيم الحوثيين، غزلا غير مباشر للحزب الاشتراكي، من خلال استدلاله برفض القوى المستأثرة حاليا بالسلطة والثورة باليمن، إلى عدم الاعتذار للجنوبيين على الجرائم التي ارتكبتها بحقهم، والعمل على تطبيق النقاط العشرين التي تقدت بها أمانة الحزب الاشتراكي في وقت سابق كمقدمة لتهيئة الأجواء الوطنية وجذب الجنوبيين للمشاركة بالحوار الوطني.

وبينما هاجم الحوثي من وصفها بالقوى المتأسلمة الساعية للإستئثار بالسلطة واقصاء الآخرين والتعامل معهم بحس مذهبي وطائفي وعنصري مقيت ، متسائلاً: ما الذي تغير اليوم من واقع الحياة والأمن والاستقرار ورغد العيش والحصول على لقمة العيش بكرامة ودون مهانة او استغلال .

وقال الحوثي لم يتغير شيء على ارض الواقع باليمن حتى اليوم، مؤكدا ان انصار من وصفه بـ"الطاغية المجرم" علي عبدالله مايزالون يتربعون في مناصبهم، فيما الاجانب هم الذين يتحكمون اليوم بكل شؤوننا، وتحدث عن غياب الأمن والاستقرار وعدم وجوده حتى في العاصمة صنعاء التي قال "ان الناس يقتلون فيها حتى وهم في غرف نومهم".

ونصح الحوثي بعض القوى التي قال "انها تبالغ بالتمدد وطلب الخارج للتدخل واقحامه في شؤون اليمن والتمترس خلفه واستجدائه بصورة مهينة لحل اي اشكاليات او الاستقواء به في الداخل ولو باختلاق الاكاذيب لايجاد الذرائع لاستدعاءه للتدخل بشؤون اليمن أكثر فأكثر"، بترك الاستقواء بالخارج والتخلي عن تلك الممارسات التي وصفها بالمخزية والسيئة والقذرة والمقيتة والتمثل بالرجولة والاعتزاز بالنفس.