أبدى رئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب أحمد بن فريد الصريمة اعتراضه على إقامة "حوار جنوبي ـ جنوبي في الخارج".
معتبراً "أي لقاءات أو حوارات تعقد بالخارج لا تخدم القضية ومضيعة للوقت لأن الشعب الجنوبي موحد باتجاه هدفه المتمثل في الحرية وتقرير المصير كما عبر عنها المؤتمر الوطني لشعب الجنوب في ميثاق الشرف الوطني الصادر عنه" في إشارة إلى المؤتمر الذي عقد في مدينة عدن نهاية العام المنصرم بقيادة محمد علي أحمد، وهو أبرز القيادات الجنوبية التي تنشط في جنوب اليمن بعد عودته من الخارج في مارس العام الماضي.
وأوضح الصريمة في بيان تلقت " صحيفة مأرب برس" نسخة منه أن "إطلاق مثل هذه الدعوات بين الحين والآخر تحت مسميات كهذه يعطي رسالة خاطئة للمراقب الدولي والإقليمي وكأنَّ هناك خلافاً "جنوبي ـ جنوبي" على الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب وهذا غير صحيح" منوها الى "أن قضية شعب الجنوب في داخل الوطن وليست خارجه فهو الأحوج اليوم بالاصطفاف إلى جانبه" وفق تعبيره.
موقف الصريمة أظهر تبايناً بين قوى وشخصيات ناشطة في الحراك الجنوبي في تحديد خياراتها النهائية وآليات حل القضية الجنوبية، بعد أقل من أسبوع على قيام مهرجان جماهيري غير مسبوق في عدن بمناسبة الذكرى السابعة للتصالح والتسامح بين قوى سياسية جنوبية خاضت قبل 26 عاما صراعا داميا على السلطة في جنوب اليمن، قبل توحده.
وعبر القيادي الجنوبي والمقيم بسلطنة عمان عن أمله "من جميع القيادات التي تبحث عن محاصصات سياسية في هذه المرحلة أن تتحلى بالروح الديمقراطية قولا وفعلا وأن تحصر نشاطها في هذه المرحلة باتجاه تقرير المصير أولا ومن ثم نحتكم جميعا للديمقراطية ونمارسها من خلال صناديق الاقتراع".
من جانبه ترأس نهاية الأسبوع الماضي القيادي حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب اجتماعا مشتركا بمدينة المكلا ضم الهيئات القيادية بمحافظة حضرموت ـ شرق اليمن ـ لمكونات المجلس الأعلى للحراك السلمي والقيادة المؤقتة للمؤتمر الجنوبي الأول بالقاهرة والتكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي، وهي ثلاثة تكتلات جنوبية رئيسية فاعلة.
وشدد باعوم على "التمسك بحق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال كهدف ثابت ووحيد لا تراجع عنه" معتبرا "اجتماع القاهرة والبلاغ الصادر عنه في 17 نوفمبر من العام الماضي قاعدة انطلاق رصينة نحو تجميع الطاقات وتوحيد الغايات ونتج عنه تحركات جنوبية مهمة أبرزها الاجتماع الجنوبي الواسع من مختلف التيارات مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالرياض بالمملكة العربية السعودية" في إشارة لاجتماع وصف حينها بالهام الذي ضم كل من باعوم وعلي ناصر محمد وعبدالرحمن الجفري، فيما تخلف عنه علي سالم البيض، الذي ما زال متمسكا في مطلبه بفك ارتباط الجنوب عن الشمال".
وكشف باعوم ان "هناك لقاءات جنوبية مهمة في الفترة القريبة القادمة تصب في تعزيز وتصعيد الثورة الجنوبية وتحصينها داعيا الى نبذ الخلافات الثانوية وتجسيد معاني ودلالات التصالح والتسامح والتضامن بين كافة المكونات".
وكان الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد كشف أيضا في حديث صحفي عن لقاء موسع للنظر في ملف القضية الجنوبية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربي " لم يتحدد الزمان والمكان لعقده" حد قوله، في حوار هو الأول له بعد لقاء جمعه بالرئيس اليمني السابق علي سالم البيض.
وقال ناصر: إنه ناقش مع البيض كل الخيارات، وتبقى المرجعية للشعب في الجنوب، وأكدنا على أهمية عقد لقاء جنوبي– جنوبي يؤسس لمرجعية سياسية رؤية جامعة تضمن للشعب أن يقرر مصيره بالطريقة التي يراها ملائمة لحاضره ومستقبله بدون وصاية من طرف محلي أو خارجي.