قتلة الكرامة على طاولة الحوار

الثلاثاء 19 مارس - آذار 2013 الساعة 07 مساءً / استطلاع – نايف الجرباني - خاص
عدد القراءات 4766

تزامنا مع الذكرى الثانية للمجزرة المشهورة والتي عرفت بمجزرة " جمعة الكرامة " التي راح ضحيتها 52 من شباب الثورة اليمنية وأكثر من 600 جريح في 18 مارس 2011م والتي وصفت بأنها نقطة التحول في الثورة وأدت الى زعزعة نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح انطلق امس بصنعاء أكبر تجمع يمني في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعتبر ايضا نقطة تحول في التاريخ اليمني المعاصر ويعول عليه إخراج اليمن من أزماتها ومشاكلها المكدسة منذ عقود.
وسواء كان موعد اختيار انطلاق الحوار الوطني الشامل باليمن اليوم مقصودا ليتزامن مع ذكرى مجزرة الكرامة بصنعاء أو أنه موعد زمني يتناسب مع انتهاء التحضيرات الفنية, فإن حالة من الترقب الممزوج بالأمل تحدو مختلف الأوساط السياسية اليمنية والتي تعتبر هذا المؤتمر سفينة إنقاذ للجميع.
لكن ما يثير مخاوف شباب الثورة هو وجود أولئك القتلة الذين استباحوا دماءهم وقتلوا اخوانهم الشباب وجرحوا الاخرين واستخفوا بدمائهم على طاولة الحوار يرسمون مستقبل اليمن الذي يعلق اليمنيون كل آمالهم عليه بدلا من ان يكونوا خلف القضبان لينالوا جزاءهم الرادع .
مارب برس استطلعت آراء جزء من شباب الثورة المستائين من تعامل القضاء اليمني مع قتلة الكرامة ومن اللجنة الفنية للحوار الوطني التي لم تراعِ في معاييرها وضوابطها ذلك ولم تاخذ في اعتبارها انهم قتلة.
الثوار يغتالون على أيدي رفاقهم
الناشط الحقوقي في ثورة الشباب السلمية خالد الآنسي أشار الى انه ليس الجديد في ان يكون قتلة الثوار على طاولة الحوار وانما الجديد ان يتم اغتيالهم مرة ثانية على ايدي رفاقهم التي قبلت ان تشارك القتلة طاولة الحوار وتجعل من يوم الجريمة يوما لتقديس القتلة وتحويلهم لصناع التغيير ..
واعتبر أن الجهات المعنية جعلت يوم 18 مارس يوم للاحتفاء بالقتل لافتا إلى ان القضاء اليمني مازال عاجزا عن تأدية واجبة.
وقال " في 18 مارس 2011 عرفنا من حاولوا قتل الثورة وفي 18 مارس 2013 عرفنا من يحاولون سرقة الثورات
مشيرا الى ان اللجنة الفنية لم تلتزم بضوابط الحوار التي اعلنت عنها مسبقا.
واعتبر ان كل ما نفذ من المبادرة الخليجية فقط بنود تنازلات المشترك وبنود ترويض الثورة لكي تدخل بيت طاعة التسوية السياسية والتي للاسف لم تكن سوية.
امين عام حزب الحق احد احزاب اللقاء المشترك حسن زيد حمل الرئيس عبد ربه منصور المسؤلية عن ذلك لانه يحكم اليمن منفردا منذ اكثر من عام وكان عليه ان يعمل على تقديمهم للعدالة، يشاركه في ذلك وزير الداخلية والعدل، ورئيس الحكومة الذي يتم تجاهل وجوده حد قوله.
وقال من الطبيعي ان يتشارك القتلة وقوى الثورة في طاولة واحدة ان كانوا قادرين على تعديل موازين القوى وان يستكملوا الثورة بإحداث تغيير جذري تغيير شكل النظام السياسي إلى برلماني والحد من سلطات الرئيس وإعادة الاعتبار للحكومة.
حوار فاقد للأسس الحقيقية للحوار
وفاء الوليدي رئيس اللجنة الاعلامية للمجلس الثوري قالت "لقد توقعنا الحوار ان يضم كل القوى السياسية المتنازعة في اليمن ولكن بأسماء نظيفة لم تتلطخ أياديها بالدماء ولم يشاركوا في التحريض على قتل اليمنيين الآمنين في بيوتهم والمعتصمين سلميا لقد خاب أملنا في هادي.
وأضافت "يكفي ان نقول للقضاء رغم فقدان الامل فيه أين العدل يا رجال القضاء والدين ؟؟ متى سيكون لنا قضاء عادل ومستقل من سيأخذ بحق هؤلاء الشهداء والى اي هاوية تأخذون اليمن فيها في ظل حوار فقدت فيه كل الأسس الحقيقة للحوار الحوار سنه الله على الأرض والحوار فن وأخلاق ولغة سامية كيف يدركها من لا يعرفون غير لغة الرصاص ولهجة الدم ورائحة الباروت وكم أعجب من تلك الاحزاب التي شاخت وعجزت وعادت لتكرس سياستها العقيمة مره تلو الاخرى.
وتساءلت كيف قبلت هذه الطاولة التي دعا إليها على صالح قبل الدماء ورفضوها لماذا قبلوها اليوم ؟؟بعد ان غرقت اليمن في بحر الاحزان وخسرنا الكثير من شباب اليمن الاحرار ومات الكثير من الآمنين في بيوتهم وتشردت أسر وأرملت نساء وصارت الكثير من العقد والحالات النفسية لدى الكثير من اليمنيين؟؟ كيف أصبحت هذه الطاولة اليوم تكفيهم وبالأمس ضاقت بهم .
وتابعت " رغم ان شيء لم يتغير الاسماء هي الاسماء والوجوه هي الوجوه والظالم يقف خلف الستار لكل هذا لا بارك فيك ايها المخلوع ولا بارك في احزاب واشخاص جعلوا مصلحتهم اعلى من مصلحة اليمن وشهداء اليمن وجرحاها.
محاور القاتل لا يقل جرما منه
المحامي الثوري احمد عبيد لفت الى ان وجود القتلة على طاولة الحوار لاينبىء بأن هناك عدالة ستأتي .. بل يضاعف من فرص المجرمين والقتلة في الإفلات من العقاب ويتيح لهم ترتيب وضع معين يصيغونه بأنفسهم عبر الحوار يزيد من مآسي ضحاياهم..مشيرا الى ان المحاور للقتلة والجالس معهم على طاولة واحدة لايقل جرماً عنهم.
واكد ان المكان الطبيعي للقاتل خلف القضبان ليحاكم ثم يكون آخر جلوس له على حبل المشنقة وليس على طاولة التحاور والكراسي الوثيرة وأمام الشاشات.. معتبرا وجودهم على طاولة الحوار مؤسفاً جداً بل ومخيباً للآمال التي ثار الشعب من أجل تحقيقها.
ووجه عبيد رسالة للقضاء الذي اعتبره موجوداً كجسد بلاروح " لوكان هناك قضاء مستقل ونزيه وعادل يقتص للمظلوم من الظالم وللمقتول من القاتل لما رأينا القتلة يحاورون الآن ويتبجحون أمام الشاشات غير آبهين بحرمة الدماء التي سفكوها".
محمد المقبلي رئيس اللجنة الإعلامية بمجلس شباب الثورة والممثل عن الشباب في مؤتمر الحوار الوطني تمنى أن يثبت القضاء انه قادر على ان يعيد ثقة اليمنيين بالعدالة وينتصر للعدالة التي ينتظرها اقارب شهداء وضحايا ابشع جريمة منظمة حصلت في الالفية الثالثة بالنسبة لليمن..داعيا القضاء اليمني لان يكون ضميرا للعدالة وان يؤسس لمستقبلها من الآن.
دعوة للثوار المحاورين
المحامي علي هزازي رئيس منظمة سواسية للتنمية والعدالة اكد ان مشاركة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الثوار على طاولة الحوار يتنافى مع المبادئ التي اعلنت عنها لجنة الحوار في من يشارك في الحوار ويتنافى ايضا مع اهداف الثورة الشعبية السلمية والتي من بينها محاكمة القتلة ويتنافى مع مبادئ العدالة.
ولذا على القضاء ان يقوم بواجبه ويؤسس لمرحلة جديدة تنتصر للعدالة وتقتص للضحايا وتعيد الاعتبار للقضاء.
ودعا القوى الثورية المشاركة في الحوار قائلا " لا تتنازلوا عن اهدافكم ولا تضعوا ايديكم في يد من قتل اخوانكم ورفاق دربكم في النضال اتخذوا موقفا للتاريخ فالقانون في صفكم".
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن