تعز.. ثائرة في زمن أبي جهل
بقلم/ د. أحمد الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و يوم واحد
السبت 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:45 م
يشاهد العالم هذه الأيام أعمال صالح وبنيه البربرية في تعز وأرحب وغيرهما من مناطق اليمن..إنهم يقتلون الأطفال والنساء وكل حي يتحرك..لقد بلغوا من الإجرام عتيا.. يقتلون أهلنا في تعز بشكل يومي وسط صمت دولي وإقليمي مطبق بغيض.. السعودية حاضنة بيت الله الحرام لم تنطق حتى بحرف تدين به إزهاق أرواح شعبنا في الشهر الحرام..أين علماء السعودية هل جعلوا دماء اليمنيين ككتيباتهم "يوزع مجاناً ولا يُباع" !!!!

صالح العائد من القبر مصرٌ على خاتمته الفاجعة..لكنه لا يعمل وحيدا..ففي تعز يشاركه قوم من الأنذال القتلة..يتقدمهم حامل لواء مصاصي الدماء المحافظ الجاحد حمود الصوفي, وشيخ الخسة والنذالة سلطان البركاني وكثير من الكائنات الدموية التي فقدت انسانيتها باكراً..

تعز يتم إحراقها بدم بارد ..إنهم يدمرون كل مبنى جميل في تعز..إنهم يريدون إطفاء شعلة الثورة في تعز التي ألهمت بقية محافظات الجمهورية ظناً منهم أن سياط أبي جهل ستنتصر !

لقد وجد ثوارنا أنفسهم يثورون على نظام طائفي وعائلي بغيض قد سلم سيادة الوطن براً وبحراً وجواً لأسياده الذين يدعموه بشتى الطرق, لأننا ببساطة أقل أهمية بنظرهم من الذهب الأسود الذي يجود به الإقليم..هذا هو قدرنا في اليمن أن نثور على أبي جهل وعلى مصالح ذئاب موغلة في الأنانية والمادية المتوحشة..

شعبنا اليمني العظيم المدجج بالسلاح يستطيع أن يزيل صالح بالقوة إن أراد لكنه اختار طريقاً حضارياً وسلك دروب الثورة السلمية ضد هولاكو!! لكن العالم لم يكن عند مستوى هذا الخيار الحضاري..فتارة يساوي بين الضحية والجلاد, وتارة يشجب أفعال النظام نهاراً ثم يدثره ليلاً!! .

لكن المشكلة الحقيقية تكمن داخلياً ..فالنظام كوّن لعقود طبقة من القتلة والفشلة ربطت مصيرها بمصير صالح وبنيه. والطامة أن المشترك وديناصوراته أعطى النظام ميداناً أوسع للمناورات وترتيب الأوراق تباعاً. اللقاء المشترك أثبت فشله الذريع, بل إنه عبء حقيقي على كتف الثورة..المشترك لديه من القواعد الشعبية الكثير من الثوار..لكن قياداته دوماً قد ارتضت لنفسها العمل في مربعات رد الفعل وهمشت دور ثوار الساحات وشباب الثورة الذي أشعل الثورة. رسالة أخيرة للمشترك ..هل أصبحتم كأبي مازن..خيار المفاوضات العبثية هو خياركم الأوحد ؟ مازلت أؤمن بأن المشترك فيه قامات وطنية سوف تصغي لصوت الشعب.

 تكون المجلس الوطني, وأفعاله تشبه استدارة الفيل, خطواته خارج اللحظة الثورية, وإن وجد شيء ايجابي فهو في أغلب الحالات عمل فردي يقوم به عضو أو نفر قليل..وجود المجلس الوطني حتى الأن يقتصر على المؤتمرات الصحفية الرتيبة ..لا وجود حقيقي له في المدن حتى تلك التى تحررت من درن النظام الآسن. لا أدري لماذا لم يتم تفعيل وتطوير آليات عمل المجلس الوطني حتى الآن. هل المجلس الوطني قد خدره القات اللعين لهذا الحد !!!!.

إنني أدعو الثوار إلى رص صفوفهم وأدعو قادة المشترك إلى إلغاء خدمة الإتصال الدولي من تلفوناتهم..فالثائر لا يصغي إلا لصوت الشعب في هذه اللحظة التاريخية ...وإلا فالمشترك يجب حله ولا فائدة منه..دعوا صالح يواجه شعباً وشباباً ثائراً..دعوا شبابنا يعمل دعوه يمر....ليس عيباً أن نعترف أن تسييس الثورة زاد عن حده بل وصار وبالاً على الثورة ...

بقي أن أقول أن إعلان تعز مدينة منكوبة لا يكفي..تعز تحتاج لأن يسحب أخواننا في المحافظات الأخرى أبناءهم من قوات صالح وأن يوقف أهلنا في المحافظات المجاورة امدادت النظام العسكرية التي تمر بأراضيهم لتصل إلى فئران قيران و ضباع العوبلي والصوفي في تعز.. صقور تعز الثورة لهم كل الإكبار. على شباب تعز الأحرار أن ينضموا إلى صقور الثورة والشروع في الدفاع عن تعز.. حمى الله اليمن وأحق الحق وأزهق الباطل.

إلى أولئك المشككين بنجاح الثورة, نقول لهم بأن الثورة قد حققت الكثير من الإنجازات حتى الأن..فقط على سبيل المثال لا الحصر:

1- تخلص الوطن من مشروع توريثه ..تخلص الناس من الحكم العائلي الطائفي

2- تم التخلص من الخوف من صدور الناس..وبدأت تعلو قوة الحق على قوة السلاح

3- تم إعطاء العالم فكرة طيبة عن اليمن والانسان اليمني ..النظام كرس تمثيل اليمن للخارج بشكل قبيح..أتذكر كلام أحد البريطانيين هنا عندما قال اليمن بلد يحكمه جاهل شحات بدرجة رئيس! أصبح المواطن اليمني يشعر بالعار من هذا النظام في أي مكان..الآن النظرة لليمن تتحول ايجابيا بشكل متصاعد..

4- حكم صالح حكم بدائي متخلف جعل الكثير من الشباب يفقدون الأمل في الحياة وانتحر كثير منهم, وهاجرت الكفاءات ورؤوس الأموال للخارج لبناء دول أخرى..والسبب انعدام الأمل بالمستقبل..أنا شخصياً أشعر بالأمل ويشاطرني الأمل مئات من علماء وكوادر اليمن في أوروبا وأمريكا وكندا وأسترالية والعالم..سوف نعود لخدمة الأمة..

 دعونا نترك ثقافة المزايدات..جائزة نوبل جائزة دولية مرموقة وقد استحقتها ثورتنا بجدارة..اليمن في سني حكم الشاويش صالح لا تفوز إلا بميدالية الملاريا, والسرطان ووفيات الأطفال والأمهات أثناء الولادة, وفيروسات الكبد الوبائي!!!!!!!!!!!!!!

كلمة أخيرة, رحم الله شهداءنا في تعز واليمن قاطبة.. تعز كشفت وجه الشاويش صالح القبيح وجعلت أحد أصدقائي الليبيين يقول " لم أكن أتوقع أني سأكره يوماً شاويشكم أكثر من القذافي !!!".

لن ننسى دماء أهلنا في تعز واليمن. سنلاحق القتلة دولياً ونكرس حياتنا لهذا الهدف السامي..