ساعة الصندوق
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 7 أيام
الخميس 16 فبراير-شباط 2012 09:18 م

alboox@gmail.com

يشكل يوم انتخاب عبد ربه منصور،نقطة انهيار كامل لشبه الولاء الكاذب؛الذي كان يرجم به النظام هذا الشعب.و خيبة الأمل التي قد تلحق المناديين بالمقاطعة - لا شك - سيسد عليهم 21) فبراير) منافذ الفبركة لخلق الفوضى والاستخفاف.

والسبب بسيط جدا،مفاده ان المزاج العام يطمح إلي ممارسة الديمقراطية التي كان يسمع عنها،ولا يعرفها،و عبر هذا الصندوق و بهذه الانتخابات.سيتمكن من التقائها. 

يعد الذهاب إلي صناديق الاقتراع والتصويت لهادي.تصدي للمفاسد السياسية العائمة الآن.التي ظل الشكل السياسي ألعدمي يتمتع بها ويجرعنا مذاقها السمج دهر،افسد علينا كل شئ في هذا البلد بالكلام الخادع عن السياسة والديمقراطية التي تمثل هذه الانتخابات خاصيتها الأولى.

في لحظة كهذه التي نمر بها يجب ان نحاول ولو لمجرد المحاولة القيام بتصويب ما أفسده نخاسو السياسة وتجارها.ولو بالوقوف في واجهة التحديات التي يحاول البعض كبحها للنيل من اليمن المنهك ومن فبراير المجيد؛لأنهم لم يدركوا حتى هذه اللحظة؛ان خيارات استخدام القوة المفرطة منذ أكثر من سنه فشل،بفعل تنامي وعي الشعب في الساحات بالتغيير السلمي،فالأغلبية التي شبعت تضورا و جوعا وتشبعت عوزاً و انسلاخاً من وهم سياسة الحزب الواحد،ها هي تردد بان:الفرصة مؤتية،لتجريب هذه الانتخابات أيضا.وليس عبر الصناديق وحدها فقط او نقل عبد ربه منصور هادي من البيت إلي القصر،ولكن من خلال الرقابة الفاعلة(بالنقد الذي تتبعه المتابعة والتقييم)وتوجيه اللوم والخروج إلي الشارع مرات ومرات؛للاحتجاج و الغضب لو اخطأ(الرئيس)او قصرت حكومته.

ما لحق بنظام صالح.لن يكن هادي في مأمن منه.لأن الساحات ما تزال طازجة في كل مدينة وحي.يخوض فيها الشعب بما يكفي؛تمرينات عصيبة وشاقة- في شارع النضال- تكفي للإطاحة بما تبقى من الثعابين في جحور النظام او بمن سيأتي من بعده.

من وجهة نظري،الجميع اختبر قدراته ومهاراته على كل المستويات ليحقق ما يريد.لذلك لا يتطلب جذب الأوساط الشعبية الى المشاركة النشطة في العملية الانتخابية جهود مضاعفة.و لمواصلة إحداث التغيير السلمي.سيساهم الشعب بمختلف أطيافه في إنضاج التجربة،والانتقال إلي مستوى متقدم من مراحل الثورة، التي يحتاج مساندة اليمن،لا عبد ربه منصور،لأنه قبل ان يتقدم لملئ الفراغ،في مرحلة كثيفة الضباب ،حيث يسير اليمن بأسره في طريق محفوف بالسباع وفصائل المتربصين.ولن يكون هادي طريدة سهلة لهذه الفصائل الضالة،ان انتم قررتم الذهاب إلي صناديق الاقتراع في يوم 21 و شاركتم في تفويت الفرصة على قوى الليل.التي حاولت إغراق البلاد في دوامة المواجهات المسلحة أكثر من مرة،و كم مرة لوحة بنهج طريق الصدامات والتصدعات داخل البيت اليمني الواحد.فسقطت في شر أعمالها.

يتطلب على كل القوى ان يكون يوم الواحد والعشرين من فبراير هو عنوان لافتتاحية مرحلة جديدة تتوارى خلفها اشهر بل وسنين التجاذبات والعنتريات والتلويح بتوسيع عمق الهوة بين الاخوه المتخاصمين،نريدها تصفية للنفوس،لا تذكية لما يضمره البعض.لا تلتفتوا إليهم.دعونا نمضي في مسار أكثر أمنا وأمان.دعونا نجرب ولو لهذه المرة فقط كيف نسقط نظام تشدق طويلا بالديمقراطية،وهو يتفنن بتزوير الانتخابات،و يفصل النتائج على مقاسه.

من العيب علينا ان لانأخذ بالاعتبار بحالات السقوط الأخلاقي والتشتت الاجتماعي الذي أصابنا بسبب نظام افاك،و يراد له الآن أن يسم أهلنا - مجددا - في كل شبر من هذه الأرض.بغية الإذلال على اثر ثورته المجيدة.

لا يمكن لهذا الشعب ان يفكر بالترحم على زمن التشويه بكل الأدوات الممكنة وغير الممكنة،التي طالته حتى في سمعته وولائه الوطني الخالص.إنه سيقتص من ماضيه البغيض وينطلق من هنا في حراك نشط لتعبئة الرأي العام في مختلف الأحياء والحارات للتوجه إلي الصناديق،وسنعرف كيف ينحاز شعب إلي وطنه الجديد .وانه فقط كان يحتاج إلي فرصة كهذه لإثبات ولاءه للسلمية التي ينشدها قبل كل شيء،ومن ثم يطمح الى المحافظة على ما تبقى من شكل الدولة،و الانتقال من الشعارات والدعاوى الشعبوية الضيقة الى التطبيق العملي الواسع.لكن إذا ما قرئنا المشهد الواضح بأبعاده الصريحة لن يكون ذلك إلا عبر هذه الانتخابات وإسناد المرشح لمنصب الرئيس.والتفاصيل ليست مرهقة أثقل من الإرث الممسوخ.

هذا يوم جديد في عمر هذه الثورة السلمية الناضجة.في حياة الوطن،لقد بات أبناءه في المرمى المباشر للعالم.و لم يعد ممكناً لأي طرف الاستمرار في التلذذ بأوضاعنا المأساوية،بحجة الانتقام من قلة الولاء وضعف التباكي على مرحلة معينة،لحزب بعينه او لشخص متفرد.

إن جمهرة واسعة من أبناء هذا الشعب،وهي الغالبة،لن تبقى على ماهي عليه،و لن تتخلى عن حقها بعد ان كاد يصيبها اليأس واللامبالاة.من تلذذ البعض بالعقاب الجماعي الشاق ضدنا وفي حقنا.هذا هو الشيء ألأساسي كما يشعر به الناس على مختلف مستوياتهم.انها ساعتهم،بأن يقولوا كلمتهم في الصندوق : نعم لهادي،كما قالوها في الساحات بالعلن: لا لعلي عبد الله صالح ونظامه.