تعلّم القيم .... حزب الرشاد اليمني والدور المنشود
بقلم/ حميد بن صالح الأضرعي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 30 يوماً
الخميس 22 مارس - آذار 2012 04:21 م

حين أكتب عن الحركة السلفية في الوطن العربي فإني أكتب عن حلمي الكبير..عن ذاتي الغائبة في سراديب التهميش والوصاية!!!

اليوم وقد رأيت الحراك التفاعلي السلفي في الميادين العامة لخدمة الأمة في جميع جوانب الحياة أشعر وكأني أجد ذاتي!!!المفقودة منذ زمن التنحي أو الإبعاد القسري لدوري الطبيعي في الحياة.

هل حان الوقت لأن نعلم الناس بجميع شرائحهم قيم الإسلام الغائبة أو قل المغيّبة ؟؟؟

هل حان الوقت ليعلم الناس أن هناك فرق بين السياسي الليبرالي العلماني والمسلم ذو العقيدة الثابتة والمواقف الرائدة والمتطلّع لأن تكون الحياة بجميع جوانبها تصب في مجرى العبودية لله الواحد؟؟؟

هل حان الوقت ليرى الناس من يمثل الإسلام الحقيقي في أصدق وأبهى صوره ممن يميّع قضاياه ويجاري عصره !!عصرا للشرع وتلبيسا على الأمة؟؟؟

تساؤلات شتى أمام المولود الجديد القديم قدم الحق أينما ذكر.

إن ظهور الحركة السلفية الواسعة بزخمها الفكري المتنوع الثري شبيهة بظهور المهدي في زمن الجور والظلم الكبيرين مع الفارق الذي لا يخفى على القاريء الكريم هكذا لا بد أن يكون أو تكون الحركات السلفية منقذة للأمة في جميع الميادين مما لحقها من الجور والظلم في السياسة والإقتصاد والتعليم والإدارة والحياة العامة لأفراد المجتمع حتى نسلّم لها أنها ذات قيمة حقيقية تؤثر في محيطها دون أن تتنازل عن قيمها الثابتة الملزمة للأمة أفرادا وجماعات.

لقد ترسّخت لدينا حقائق عن الأحزاب العلمانية والليبرالية منذ أن عرفها المحيط الإسلامي في رقعته الجغرافية المترامية الأطراف أنه ليس هناك شيء مقدس أو ثابت لديهم فعادة ما يحتكمون إلى المبدأ الميكيافلي ( الغاية تبرر الوسيلة) فغابت الخطوط الحمراء التي يمنع أن يتجاوزها أحد فهجموا على كل شيء للأمة .،!!!تاريخها، مقدساتها ،علمائها ،معتقداتها ،قرآنها، لم يستثنوا شيئا من الثوابت إلا ودنّسوه.!!حتى أصبحت السياسة مرادفة للدّناسة في أبشع صورها.!!وسوق النخاسة في أحط صوره!!

فهل قد حان الوقت لنعلم الأمة المفاهيم الغائبة أو المغيّبة عنها في جانب السياسة الشرعية ؟؟

هل حان الوقت لنبعث الأمة من جديد ثائرة مؤثرة جماعات وأفرادا ومؤسسات ؟؟؟

هذا هو أملنا في التجمعات السياسية السلفية في المحيط الإسلامي واليمن خاصة حيث تشكل أول حزب سلفي في العصر الحديث ..؟؟

فما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

إن العمل السياسي السلفي في اليمن ليس وليد اللحظة ولا من مفرزات الثورة فهو قديم بقدم الحركة السلفية وعلمائها ،فالمستقرئ للأحداث التي مرّت على اليمن لا تخلوا من تصريحات ولقاءات للعلماء وبيانات تبين الموقف السلفي منها من جميع أطياف التيار السلفي غير أن تشكيل حزب رسمي يجعل الحمل ثقيل والمواقف محسوبة ومدروسة في كل خطوة يخطوها خاصة وهو الذي ينشد التميز عن غيرة من الأحزاب الموجودة في الساحة سواءا كانت إسلامية أو ليبرالية أو وطنية ..

فما هو الدور المنشود له ؟؟؟

يمكن أن نلخص أهم المحاور التي نرى أنها ذات أهمية قصوى في المرحلة القريبة في ثلاثة محاور .

المحور الأول :الحزب والتجمعات السلفية الأخرى.

يجب على قادة حزب الرشاد أن يبتعدوا قدر الإمكان عن تكريس الفردية والعجلة في اتخاذ القرارات وليسعوا جاهدين إلى جمع الكلمة ورأب الصدع في الوسط السلفي ونشر فقه التآلف والسعي الحثيث إلى انضمام بقية التجمعات والحركات السلفية في شمال الوطن وجنوبه وليفسحوا المجال لجيل الشباب وخاصة الذين جمعوا بين العلم الشرعي والسياسة الشرعية والتخصصات العلمية والقانونية.

وحفظ مكانة العلماء والأخذ بيد البعيد ليكون قريبا وعدم إبعاد القريب المحب والإستفادة من كل ذي تخصص مهم من داخل الحركة وإعطاء الأهمية للمهم سواءا في الأشخاص أو الهيئات أو المؤسسات السلفية كي تكون رافدا للحزب وداعمة له بين الجماهير الشعبية .

وإسكات المبلبلين في أي صف أو تجمع أو حركة سلفية والحد من نشاطهم المقلق للحزب وتوجهه الذي يخدم الإسلام جملة والوطن .

العلماء ورثة الأنبياء فلا تجعلوهم آخر من يرجع إليه لإصدار الفتوى وإلا فلننسى القيم ولنترك الحزب ولننضم إلى أي حزب في الساحة السياسية.

المحور الثاني :الحزب وعلاقته بالأحزاب السياسية.

إن الفرد السلفي حساس جدا لأنه تعلم الكثير من الأفكار المباينة تماما لما يراه ويسمعه ويعيشه في الجانب الحزبي والسياسي ؟؟؟

فقديما تعلّم أن الحزبية حرام ،والتعددية من الديمقراطية ..التي أيضا تعلم أنها كفر لا يجوز العمل بها ولا المشاركة فيها .. والشريحة العظمى من السلفيين على هذه الأفكار إلى لحظة كتابة هذا المقال ؟؟؟

فبماذا سنجيبهم؟؟؟

لا بد أن يكون الجواب ذو شقين شرعي وسياسي شرعي.

شرعي:

بالنسبة للإتباع السلفيين الموافقين والمخالفين لدخول مثل هكذا تجربة غيّرت الثابت وأدخلت الجميع في فقه مرحلة قد يطول لإقناع كافة السلفيين.

سياسي شرعي :

للتعامل مع الأحزاب السياسية في الساحة اليمنية فقد ترسخ في أذهانهم من زمن قديم أن السلفيين تكفيريين ومبدّعين ومضّللين واستأ صاليين..فكيف سنجيبهم بالشرع أم بالسياسة ؟؟

لابد من برنامج متكامل ، وسياسات متوازية ، يراعى فيها الشرع والعرف العام وتستخدم السياسة مع الوضوح والشفافية والمصداقية في المواقف وعدم الإنجرار في ألاعيب السياسيين وأرباب الأفكار العلمانية فهم يتربصون بنا الدوائر.

المحور الثالث: الدولة والمناصب الحكومية.

من المعلوم أن الحاكم والقائد والمدير والضابط والعسكري وكل فرد يعمل ضمن الدولة هم من أبناء الوطن فإذا كنت أنت أيها السلفي !!!

هل ستظل سلفي ؟؟؟ في أفكارك ،عقيدتك ، توجهاتك، مبادئك ، تتعامل مع من يخالفك ضمن المبادئ التي تعتنقها لا بد من الثبات على الثابت من المواقف .، واللين والإنطلاق في المتغير إلى ما هو أفضل وما يحقق المصلحة العامة للأمة والوطن.

هذا ما أردت إيصاله لقادة الحزب السلفي الجديد والله الموفق والحمد لله رب العالمين