الساحات ضرورة وطنية وليست مظهراً من مظاهر التوتر السياسي
بقلم/ عثمان الصلوي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 8 أيام
الإثنين 16 إبريل-نيسان 2012 04:30 م
 

تدور معارك ضارية بين أصحاب الرأي الثوري ويكثر الجدل في أخر المواضيع التي أثارها القيادي البارز في حزب الإصلاح والمتحدث الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك سابقاً الأستاذ محمد قحطان الذي أعلن عن عزم الحكومة التوجه لمحاورة الشباب المعتصمين في الساحات رغم أن ما صرح به المتحدث الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك لم يكن واضح المعالم والرؤى عن مطالب الحكومة من المعتصمين إلا أنة أعطى لمحة عن إمكانية طلب الحكومة رفع الساحات الثورية الأمر الذي احدث جدلاً واسعاً في الأوساط الشبابية بين رافض ومنتظر ومتأمل ومتوجس من هذا الحوار المرتقب .

من الملاحظ والذي نتساءل عنة أن قحطان لم يضع السبب الرئيسي لاتجاه الحكومة لمحاورة الساحات خصوصاً في هذا الظرف الحرج من واقع البلاد والمرجح أنها محاولة من قبل أحزاب اللقاء المشترك لإنجاز ما تعهدت به أمام الدول الراعية للمبادرة من خطوات حسب البنود المتفق عليها والتي من ضمنها رفع مظاهر التوتر السياسي وخصوصاً مع قرب موعد إقامة مؤتمر أصدقاء اليمن لذلك ستتجه الحكومة لمحاورة الساحات ووضع خيار رفعها مع تقديم ضمانات وتعهدات من قبل الحكومة للشباب بالالتزام بتحقيق مطالبهم واخرجوا لأجله إلى الشوارع والى الاعتصام .

بالنسبة لنا كشباب ليس من الحكمة أن نرفض الحوار مع الحكومة فهذا الحوار هو المسلك الروتيني الذي سيقر من خلاله اعتماد مطالب الشباب والشعب وأقول كل المطالب دون نقصان من أول إعادة هيكلة الجيش إلى محاكمة السفاح وأزلامه وإقالة باقي الفاسدين من النظام السابق ويجب ان يكون ردنا كشباب إلا نرفض الحوار ولا نعترض علية فمثل ما ان لدى الحكومة مطالب من الشباب أيضا الشباب لديهم مطالب.

اذاً نتفق على قبول الحوار مع الحكومة ولكن ليس باللازم اللازب أن نقبل خيار رفع الساحات لان الساحات لم تعد اليوم مظهراً احتجاجياً ولكنها صمام أمان البلاد خصوصاً إن البلاد تعيش اضطراب سياسي وان الحوار الوطني الشامل المزمع إقامته مع فرقاء الأطياف السياسية معظمها تكتلات مسلحة وهذا يعني أن الحوار الوطني الشامل سيكون مطعم بنكهة البارود في ملفاته وصفحاته ونعلم أن الخيار المسلح سيكون هو الرد والخاتمة إن وصلت المباحثات بين الفرقاء السياسيين إلى طريق مسدود وهنا نحتاج لعنصر يلم الشعب ولا يوجد أفضل وامتن من حبل الساحات الثورية التي تلم جميع أطياف المجتمع فالساحات أصبحت ضرورة وطنية ولم تعد مظهراً احتجاجياً فقط

ومن كل هذا انبه ان الساحات هي صمام الحفاظ على قوام المجتمع والدولة وتماسكها حتى تمر عاصفة الحوار الوطني الشامل ليجد فرقاء الطيف السياسي المشروع الوطني المناسب لإقامة الدولة ومن ثم سنرفع الساحات طوعياً .

أظن أنه من المستهجن والغير مرغوب من قبل الحكومة أن تتجه للحوار مع الساحات بينما هي لم تكمل مراحل إعادة هيكلة الجيش فمازال الجيش منقسماً بين أطراف وأطراف فكيف تتجه الحكومة للحوار مع الساحات وأيضا إلى الحوار الوطني الشامل والجيش منقسم ألا يعد هذا خطراً على البلاد؟؟؟؟

كيف تتجه للحوار ولم تهيئ المناخ المناسب الأمن له ؟؟؟

وهذا المناخ لن يتوفر حتى تتم إعادة هيكلة الجيش وجعله تحت سلطة الدولة ممثلة بوزارة الدفاع والداخلية ويكون جيش دولة وليس اقتطاعات أفراد وأطياف فإذا تمت أعادت هيكلة سيكون بمقدورنا نزع فتيل أي صراع قادم إن تصادمت ملفات الحوار الوطني الشامل

وهنا أيضا أنبه إن إعادة هيكلة الجيش هي الضرورة الأولى التي توفر مناخ الحوار الوطني والتي ستمكن الدولة والشعب من نزع فتيل أي صراع قادم فبعد إن يكون الجيش وطنياً تحت سلطة الدولة معناة التخلص من شبح الحروب التي تطاردنا كل مرة وكل يوم وكل موجة حوار تصل إلى أفق مسدود .

أما بالنسبة للمستوى الشبابي استطيع أن أوجز ما يجب علينا كشباب القيام به حيال الخطوة القادمة من الحوار مع الحكومة وبالقياس مع واقع الساحات المرثي علية بالطبع فقد تشبعت الساحات بالأجندة والصراعات وأصبحنا بحاجة لإعادة ترتيب البيت من جديد ليتسنى لنا الدخول في خضم القادم بقوة كشباب وكثوار وكشعب من خلال خطوات أوجزها بالتالي :

1- لابد من إعادة اللحمة بين الثوار والشباب في الساحات والهروب من كل أشكال المنطقية والمذهبية والحزبية فالوقت الراهن وقت قضية وطن وان وجد من هم أصحاب فكر أو أجندة فليفضوا لنا الساحات اليوم لان أجندتهم ومطالبهم ستمثلها قياداتهم في الحوار الوطني الشامل فلا داعي لفرضها في الساحات أيضا لتدخلنا في موجة صراعات داخلية لن تثمر الا بتفتيت الساحات .

2- يجب علينا التحرك في محور نقبل الحوار ونرفض رفع الساحات حتى يتم تحقيق أهداف الثورة وخصوصاً الأهداف الأساسية منها المتمثلة في إعادة هيكلة الجيش وإقالة أقارب المخلوع والمرتبطين به من مناصبهم مع محاكمة السفاح و المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين فهؤلاء باعثين اضطراب داخل البلاد لن تأمين البلاد طالما كانوا متواجدين ومسيطرين على نفوذ ليس بالهين داخل البلاد .

3- علينا أن لا نكون مواجهيين للحكومة بالقدر الذي نكون فيه داعميين وضاغطين على فرقاء الطيف السياسي في اليمن للجلوس على طاولة واحدة والخروج بمشروع يلبي مطامح وأمال الشعب .

أخيراً الخص الإجابة لتصريحات قحطان بلسان شبابي إن كنتم ستقدمون لنا ضمانات فلتكن انجازات وليست ورق وعلى رأسها إقالة أقارب المخلوع وإعادة هيكلة الجيش وإقالة الفاسدين من أتباع النظام السابق إن تم هذا يمكن أن ندخل بحوار بناء مع الحكومة.

lionheart20092000@yahoo.com